المصدر 24 - تقنية المنظار الجراحي أصبحت من أهم الأساليب الحديثة لعلاج مشاكل الركبة بدون الحاجة لجروح كبيرة، فهي تعتمد على كاميرا صغيرة وأدوات دقيقة تسمح للطبيب بعلاج المفصل بدقة وألم أقل، وتساعد المريض على العودة لحياته بشكل أسرع. وفي هذا المقال سنتعرف على أهم مميزاتها وكيف ساهمت في تطوير طرق العلاج الحديثة.

ما هي تقنية المنظار الجراحي؟

يوضح دكتور عمرو أمل استشاري جراحة العظام جامعة عين شمس أن الدقة في استخدام المنظار والمتابعة الشخصية للمريض قبل وبعد العملية تزيد من فرص التعافي.

وتعد تقنية المنظار الجراحي هي طريقة حديثة لإجراء العمليات والفحوصات الطبية داخل الجسم من خلال فتحات صغيرة بدلًا من الجروح الكبيرة في الجراحة التقليدية، حيث يقوم الجراح بإدخال أداة رفيعة تسمى المنظار تحتوي على كاميرا وضوء، مما يسمح له برؤية المنطقة المصابة بشكل واضح على الشاشة، ويمكن إدخال أدوات جراحية دقيقة عبر فتحات إضافية للقيام بالإصلاح أو العلاج المطلوب.

تُستخدم هذه التقنية في العديد من التخصصات مثل جراحات الركبة والكتف والبطن والصدر، وتتميز بأنها تقلل الألم بعد العملية مما يجعلها خيار مناسب في كثير من الحالات.

كيف كانت جراحات الركبة قبل المنظار؟

قبل ظهور تقنية المنظار الجراحي كانت جراحات الركبة تُجرى بالطرق التقليدية التي تعتمد على إحداث فتح جراحي كبير في المنطقة المصابة لرؤية المفصل وعلاج المشكلة، كما يوضح دكتور عمرو أمل استشاري جراحة العظام:

- يقوم الجراح بعمل شق كبير في الجلد والأنسجة للوصول إلى مفصل الركبة بالكامل.

- يتم كشف المفصل لرؤية الغضاريف والأربطة.

- تحتاج العملية تخدير كلي.

- يتم استخدام أدوات جراحية كبيرة بدلا من الأدوات الدقيقة المستخدمة في المنظار.

- ووفق خبرته في إجراء عدد كبير من عمليات الركبة كانت هذه الطريقة غالبًا تؤدي إلى ألم أكبر وفترة تعافي أطول مقارنة بالمنظار.

الفرق بين المنظار والجراحة المفتوحة للركبة

تعتمد جراحة الركبة إما على المنظار أو الجراحة المفتوحة حسب نوع الإصابة وحالة المفصل، ويتميز المنظار بأنه تقنية حديثة تتم من خلال شقوق صغيرة تسمح للجراح برؤية المفصل بواسطة كاميرا دقيقة مما ينتج عنه ألم أقل، وندبات صغيرة، وتعافٍ أسرع، إلى جانب تقليل احتمال حدوث المضاعفات.

أما الجراحة المفتوحة فتُجرى من خلال شق جراحي أكبر للوصول المباشر للركبة، وتُستخدم عادة في الحالات الشديدة أو عند استبدال المفصل بالكامل لكنها تتطلب فترة أطول للشفاء وقد يصاحبها ألم وندبات أوضح مقارنة بالمنظار. وبالتالي يفضل المنظار عندما تكون الحالة مناسبة، بينما تبقى الجراحة المفتوحة الحل الأفضل لبعض الإصابات المعقدة.

الحالات التي يُستخدم فيها منظار الركبة

يوضح دكتور عمرو أمل زميل جامعة آخن بألمانيا يمكن استخدام المنظار في حالة عملية الغضروف الهلالي ومعالجته أو إزالة الجزء التالف منه، إصلاح أو إعادة بناء أربطة الركبة مثل الرباط الصليبي الأمامي، علاج التهاب الغشاء الزلالي أو استئصال الأنسجة الملتهبة داخل المفصل، وعلاج مشاكل غضاريف المفصل مثل تآكل أو تلف مناطق معينة من الغضروف.

كما يمكن استخدام منظار الركبة أيضا في تصحيح وضع الرضفة في حالات الخلع المتكرر أو عدم الثبات وتشخيص الحالات الغامضة داخل الركبة عندما لا تكشف الفحوصات التقليدية سبب المشكلة.

مميزات تقنية المنظار الجراحي للركبة

تتميز تقنية المنظار الجراحي بأنها تحتاج شقوق صغيرة جداً تؤدي إلى ندبات أقل ومظهر تجميلي أفضل كما أن ألم بعد الجراحة أقل مقارنة بالجراحة المفتوحة ويسهل التحكم به، وكذلك فترة تعافي أسرع، حيث يستطيع المريض العودة للحركة وممارسة أنشطته اليومية بشكل طبيعي.

تقنية المنظار الجراحي للركبة تحتاج تدخل أقل في الأنسجة المحيطة مما يقلل الضرر للعضلات والأربطة والأنسجة السليمة، وتتميز بانخفاض مخاطر العدوى والنزيف بسبب صغر الفتحات وسهولة التعقيم، وغالباً يُمكن أن تُجرى كإجراء خارجي أو مع بقاء فترة قصيرة في المستشفى ما يقلل التكلفة والوقت، كما تتيح تشخيص الإصابات داخل الركبة بدقة أثناء الإجراء مع القدرة على الإصلاح في نفس الجلسة.

خطوات إجراء عملية المنظار الجراحي للركبة

يوضح دكتور عمرو أمل محاضر وعضو بالجمعية السويسرية لجراحة العظام أنه يتم تجهيز المريض عبر الفحوصات اللازمة والتأكد من حالته الصحية ثم تعقيم منطقة الركبة وتخدير الحالة ومن ثم إجراء فتحات صغيرة حول الركبة وإدخال المنظار وهو كاميرا دقيقة تنقل صورة واضحة من داخل مفصل الركبة إلى شاشة أمام الجراح.

يتم فحص المفصل من الداخل وتحديد المشكلة بدقة مثل تمزق الغضروف أو إصابات الأربطة وإدخال أدوات جراحية دقيقة من الفتحات الأخرى لمعالجة الإصابة كإصلاح أو إزالة الأجزاء المتضررة وبعدا يتم إغلاق الفتحات الصغيرة بخياطة بسيطة أو لاصق طبي ثم وضع ضمادة خفيفة ونقل المريض للغرفة ومتابعة حالته قبل السماح له بالمغادرة في نفس اليوم.

مرحلة التعافي بعد منظار الركبة

تمر مرحلة التعافي بعد منظار الركبة بعدة خطوات تساعد المريض على استعادة الحركة والقوة بشكل تدريجي، فعلى الرغم من أن المنظار يُعد من الإجراءات السريعة في الشفاء مقارنة بالجراحة المفتوحة إلا أن الالتزام بتعليمات الطبيب والعلاج الطبيعي يعد عنصر أساسي لنجاح العملية.

يبدأ المريض في المشي بعد عملية منظار الركبة في نفس يوم الجراحة أو في اليوم التالي باستخدام مساعدة بسيطة مع الالتزام بوضع الثلج ورفع الساق لتقليل التورم وذلك في حالات المنظار البسيطة، وبعد أيام قليلة يبدأ برنامج العلاج الطبيعي للتركيز على تحسين مدى الحركة وتقوية العضلات المحيطة بالركبة.

بينما في حالات المنظار المعقدة يحتاج المريض عدة أسابيع قبل المشي ويلتزم خلال تلك المدة بتعليمات الطبيب المعالج لضمان تعافي آمن ونتائج أفضل.

الأسئلة الشائعة حول منظار الركبة

- كم تستغرق عملية منظار الركبة؟

تستغرق عملية منظار الركبة بين 30 دقيقة و90 دقيقة بحسب طبيعة المشكلة داخل المفصل والإجراءات المطلوبة لعلاجها فكلما زادت الخطوات العلاجية مثل إصلاح الغضروف أو إزالة تآكلات كبيرة، قد يزداد الوقت.

وفي أغلب الحالات لا يحتاج المريض للبقاء لمدة طويلة في المستشفى، حيث يمكنه مغادرتها في نفس اليوم بعد الاطمئنان على حالته واستقرارها.

- هل عملية المنظار مؤلمة؟

عملية المنظار للركبة قد تُسبب بعض الألم بعد الإجراء لكن يكون هذا الألم محدود مقارنة بالجراحة المفتوحة.

- متى يمكنني المشي بعد عملية المنظار؟

حسب خبرة دكتور عمرو أمل استشاري جراحة العظام، فإن الالتزام بتعليمات الطبيب والحركة بشكل تدريجي يسرع من عملية التعافي، حيث يمكنك البدء في المشي بعد عملية منظار الركبة في نفس اليوم أو في اليوم التالي مباشرة للجراحة وذلك حسب نوع الإجراء الذي تم داخل المفصل وحالة الركبة قبل العملية.

- هل المنظار مناسب لكل حالات إصابات الركبة؟

المنظار ليس الحل لكل إصابات الركبة فهي تناسب أنواع معينة من الإصابات، بينما توجد حالات تتطلب تدخلات مختلفة.

- ما هي نسبة نجاح عمليات منظار الركبة؟

تُعد عمليات منظار الركبة من الإجراءات الجراحية عالية النجاح، حيث تتراوح نسبة نجاحها بين 85% إلى 95% وفقًا لطبيعة الحالة ونوع المشكلة داخل المفصل، وتزداد نسب النجاح عندما يكون السبب واضح ومحدد مثل تمزق الغضروف الهلالي أو إزالة الزوائد العظمية داخل الركبة.

- متى يمكنني العودة للرياضة بعد المنظار؟

يمكن للمريض العودة للرياضة الخفيفة مثل المشي بعد بضعة أسابيع من منظار الركبة، بينما تتطلب الرياضات القوية مثل الجري وكرة القدم فترة أطول قد تصل لعدة أشهر، وينصح دكتور عمرو أمل استشاري جراحات الركبة والمفاصل بالعودة التدريجية للأنشطة بعد موافقة الطبيب أو الأخصائي لضمان حماية الركبة ومنع تكرار الإصابة.