المصدر 24 - تداولت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، عشية يوم التصويت العام للانتخابات العراقية، أخباراً عن استبعاد كل من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وياسر صخيل المالكي، وحسين مؤنس من المشاركة في الانتخابات. إلّا أنَّ هذه الادّعاءات مختلقة، ونفت مفوضية الانتخابات صحّتها. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاءات المتداولة، وثائق زُعِم أنَّها صادرة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وتفيد باستبعاد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، والأمين العام لحركة "البشائر الشبابية" عضو ائتلاف "دولة القانون" ياسر صخيل المقرّب من نوري المالكي، وأيضاً رئيس حركة "حقوق" (الجناح السياسي لحزب الله-العراق) حسين مؤنس. 

الوثيقة الزائفة المتداولة (فايسبوك)

الوثيقة الزائفة المتداولة (اكس)

وقد تحقّقت "النّهار" من هذه الادّعاءات، واتّضح أنَّها غير صحيحة:

1- بحثنا في الموقع الرسمي لمفوضية الانتخابات العراقية، وفي صفحتها الرسمية على منصّة فايسبوك، ولم نعثر على قرارات باستبعاد السوداني وصخيل ومؤنس من الانتخابات، في قرارات مجلس مفوضي المفوضية.

2- عند التحقق من الوثائق، تتّضح بوضوح علامات تلاعب في كتابة أسماء المرشّحين، اذ تظهر آثار حذف وتشويه خلفها، فضلاً عن أخطاء نحوية واضطراب في حجم كتابة النص والأرقام وعدم تماثله.

لقطات شاشة للوثائق المعدّلة

3- لدى التركيز على معلومات الوثائق، أمكن ملاحظة أن الوثائق الثلاث تحمل رقم القرار ذاته 17 ضمن محضر استثنائي مرقّم بـ83 بتاريخ 10/11/2025. وهذا غير ممكن، لأنَّ المفوضية تخصّص لكل وثيقة قرار رقما خاصا بها.

كذلك، تبيّن عند مراجعة قرارات مجلس المفوضين المتّخذة بتاريخ أمس الإثنين، أنَّ جميعها جاءت ضمن محضر اعتيادي لا استثنائي، فضلاً عن أنَّ تسلسل المحاضر الاستثنائية كان توقّف عند الرقم 82 بتاريخ 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

صورة لآخر قرار في محضر استثنائي (مفوضية الانتخابات)

4- أصدر المرشّح ياسر صخيل المالكي بياناً، عبر حسابه الرسمي على منصّة إكس، نفى فيه صحّة الادّعاء بالقول: "اذ نكذب هذه الأخبار وندين مروجيها الذين أرعبهم تأييد الناس لنا... نؤكد لأبناء مدينتنا المقدسة دعمنا المطلق لكل ما يرفع من مكانتها ويعيد لدوائرها ومؤسساتها الخدمية والتربوية والتعليمية هيبتها واستقلالها بعدما عبث بمقدراتها المتنفذون الطارئون وبطاناتهم العابثة".

لقطة شاشة لبيان ياسر صخيل المالكي (إكس)

المفوضية: مجرد شائعات

أثناء العمل على هذا التحقّق، أصدرت مفوضية الانتخابات صباح اليوم الثلثاء بياناً نفت فيه إصدارها قرارات استبعاد جديدة. وأكدت أنَّها "مجرّد شائعات تهدف إلى تضليل الراي العام".

وهذا يؤكّد النتيجة التي خلص إليها تحقّقنا.

لقطة شاشة لبيان مفوضية الانتخابات (فايسبوك)

وقالت المفوضية في بيانها: "تداولت بعض الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، في اليومين الماضيين، أخباراً غير صحيحة تزعم أن مفوضية الانتخابات قامت باستبعاد عدد من المرشحين. نود أن نؤكد أن هذه الأخبار عارية عن الصحة تماماً، ولا تمت للحقيقة بصلة". وأكّدت  أنَّ "آخر قرار استبعاد كان الأسبوع الماضي ولا توجد قرارات استبعاد لغاية يوم الاقتراع العام".

وجاء تداول هذه الوثائق الزائفة عشية يوم التصويت العام للانتخابات البرلمانية العراقية، قبل أن ينطلق التصويت صباح اليوم الثلثاء 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وسط أجواء تشهد سلاسة في إجراءات التصويت واستقرار أمني نسبي إلى غاية كتابة هذا التحقيق.

والاستقرار الأمني لم يشمل كثيراً محافظة كركوك، إذ أعلنت وزارة الداخلية العراقية مقتل اثنين من منتسبيها خلال شجار مسلّح مع حماية أحد المرشحين في المحافظة. وقالت: "الساعة الثانية من صباح هذا اليوم، حصلت مشاجرة أمام مقر  تابع لأحد المرشحين في كركوك، وتطورت إلى اعتداء مسلح من حرس المرشح، ما أدّى إلى استشهاد اثنين من منتسبي قسم شرطة النجدة، أثناء وصول الدوريات إلى محل الحادث وإصابة مواطنين اثنين آخرين، ونقل المصابون إلى المستشفى لتلقي العلاج".

لقطة شاشة لبيان الداخلية العراقية (فايسبوك)

وأضافت: "تم تطويق موقع الحادث وفرض الأمن واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتم القبض على 14  متهماً من المتورطين في الحادث، وإحالتهم على الجهات التحقيقية المختصة".

وأدلى عدد من القادة السياسيين والحكوميين أصواتهم في الانتخابات خلال الساعات الأولى من فتح باب التصويت، أبرزهم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس القضاء العراقي فائق زيدان ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وزعيم تحالف "قوى الدولة الوطنية" عمار الحكيم.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات جمانة الغلاي لوكالة (واع) الرسمية، إنَّه "من غير الممكن حدوث خرق في عملية التصويت لانتخابات مجلس النواب لعام 2025، وصناديق الاقتراع مؤمنة من خلال استخدام أقفال سرية، وجميع أجهزة التصويت الالكترونية مربوطة عبر الكابل بالشبكة الالكترونية ولا يمكن اختراقها".

وأضافت: "أجهزة تسريع النتائج تقوم فقط بقراءة الأوراق المسجلة عبر أجهزة الاقتراع الالكترونية، ويجري العمل بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المختصة بالأمن السيبراني لتأمين العملية الانتخابية". وأكّدت أنَّ "أصوات الناخبين محفوظة، ولا يمكن التلاعب بها، ويستطيع الناخب أن يذهب الى مركز التسجيل لتسلم بطاقته ليذهب بعدها للتصويت في مراكز الاقتراع".

من جهته، يستمر الصدر في موقفه الرافض للمشاركة في الانتخابات. وأصدر وزيره ليل أمس العديد من التوجيهات للمقاطعين، بينها: "لا تخرجوا من منازلكم قدر الإمكان إلا لضرورة قصوى. يومكم يوم العائلة وإجازة عن العمل الى ما بعد صلاة المغرب. استغلوا الفرصة للعبادة والدعاء والاستغفار.. وليكن يومكم (يوم طاعة) من أيام الله. يستثنى من ذلك "أفراد المفوضية)".

ودعا في الوقت ذاته إلى أن "تكونوا متأهبين لأي توجيه عام أو خاص إن وجد"، ونهى عن "عرقلة العملية الديمقراطية وإن كانت عرجاء".