نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإسكندرية: بين عبق التاريخ ونسمات البحر - المصدر 24, اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 01:48 مساءً
المصدر 24 - تُعدّ مدينة الإسكندرية واحدة من أكثر المدن سحراً في مصر والمنطقة العربية، فهي تحمل في طياتها مزيجاً فريداً من التاريخ العريق وجمال البحر الذي يضفي عليها طابعاً رومانسياً لا يُنسى. أسسها الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد، ومنذ ذلك الحين أصبحت مركزاً ثقافياً واقتصادياً وحضارياً بارزاً، وملتقىً للحضارات اليونانية والرومانية والمصرية. وما زالت المدينة حتى اليوم تستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم، لما تقدمه من معالم تاريخية وأجواء بحرية آسرة وشواطئ خلابة تمتد على طول ساحل البحر المتوسط.
هذا التزاوج بين الماضي والحاضر يجعل الإسكندرية وجهة سياحية استثنائية، يستطيع فيها الزائر أن يعيش تجربة غنية تجمع بين الاسترخاء واستكشاف التاريخ العريق.
مدينة تتنفس تاريخاً وحضارة
تحتفظ الإسكندرية برصيد ضخم من المعالم التاريخية التي تأسر زوارها منذ اللحظة الأولى. من أبرز هذه المعالم قلعة قايتباي، التي شُيدت في القرن الخامس عشر فوق أنقاض منارة الإسكندرية الشهيرة، إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة. تجذب القلعة السياح لإطلالتها المميزة على البحر، وجدرانها التي تروي قصص الحروب والملوك.
كما تضم المدينة مكتبة الإسكندرية الحديثة، التي أُنشئت عام 2002 تكريماً للمكتبة القديمة التي كانت مركزاً للمعرفة في العالم القديم. تتميز المكتبة بتصميم معماري مهيب وبمحتواها الثقافي الغني، حيث تضم ملايين الكتب وتستضيف فعاليات ومعارض عالمية.
ولا يمكن الحديث عن الإسكندرية دون التطرق إلى المدن والمواقع الأثرية الرومانية، مثل المسرح الروماني في كوم الدكة، الذي يكشف عن جانب مهم من حياة الرومان في مصر. كذلك تحتوي الإسكندرية على مقابر كوم الشقافة، وهي من أهم المقابر المختلطة بين الطرازين المصري والروماني وتجسّد براعة الهندسة القديمة وثراء التاريخ. هذه المواقع وغيرها تضع المدينة في مقدمة الوجهات الثقافية في المنطقة.
سحر البحر وتجارب الاستجمام
رغم مكانتها التاريخية، لا تزال الإسكندرية تُعرف أيضاً بروحها البحرية وحياتها الحيوية. يمتد كورنيش الإسكندرية على مسافات طويلة تزخر بالمقاهي والمطاعم المطلة على البحر، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بنسمات البحر المتوسط ورؤية الأمواج وهي تتلاطم على الصخور. تُعد شواطئ المدينة أحد أهم عوامل جذبها، خاصة في فصل الصيف، إذ يأتي السائحون والمصريون على حد سواء للاستمتاع بالمياه النقية والرمال الذهبية.
ومن أشهر الشواطئ ستانلي والمندرة والعصافرة، حيث تتوفر أنشطة متنوعة مثل السباحة وركوب القوارب والتنزه على الشاطئ. أما منطقة ستانلي فتتميز بجسرها الشهير الذي أصبح من أبرز معالم المدينة الحديثة، ويمنح إطلالات رائعة على البحر.
كما تنتشر في الإسكندرية المطاعم التي تقدم أشهى المأكولات البحرية، وتعد تجربة تناول الأسماك الطازجة جزءاً أساسياً من متعة زيارة المدينة. سواء اخترت مطعماً راقياً أو مطعماً شعبياً بسيطاً، ستجد دائماً نكهات بحرية لا تُقاوم تعكس ثقافة المدينة الساحلية وأصالتها.
بين الحداثة وروح المدينة
رغم اهتمام الإسكندرية بتاريخها وتراثها، إلا أنها أيضاً مدينة عصرية تنبض بالحياة. تتميز بأحيائها النابضة مثل سيدي جابر ورشدي وسموحة، حيث تنتشر المحلات التجارية والمراكز الثقافية والمقاهي. هذه الأحياء تقدم للزوار مزيجاً ممتعاً من الأجواء المحلية والتجارب الحديثة.
كما تتمتع المدينة بطابع فني وثقافي قوي، إذ تستضيف مهرجانات فنية وسينمائية وموسيقية على مدار العام، ما يمنحها روحاً إبداعية تشجع على التقاء الثقافات. وفي الوقت نفسه، تحافظ المدينة على لمستها الخاصة التي تجمع بين البساطة والأصالة والهدوء.
تعتبر الإسكندرية أيضاً بوابة مهمة للتنقل في منطقة الساحل الشمالي، حيث يمكن للزوار متابعة رحلتهم إلى منتجعات ومناطق طبيعية خلابة. كما يسهل الوصول إليها من القاهرة عبر القطار أو الطرق السريعة، ما يجعلها وجهة مثالية للرحلات القصيرة أو العطلات.
في الختام، تبقى الإسكندرية مدينة فريدة تجمع بين عبق التاريخ وسحر البحر في مزيج لا نظير له. فهي توفر لزوارها تجربة متكاملة تُشبع شغف محبي الحضارة القديمة وعشّاق الأجواء البحرية على حد سواء. من معالمها التاريخية العريقة إلى شواطئها الساحرة وأحيائها النابضة بالحياة، تظل الإسكندرية وجهة لا تُنسى تمنح زائريها ذكريات تبقى راسخة في القلوب.














0 تعليق