المصدر 24 - أضاء عالم التدريب كشافات الشهرة على المالي أداما ديفلا ديالو، بعد طيِّه مسيرة احترافية متواضعة، اكتفى فيها بتجارب قصيرة وغير مكتملة مع أندية محلية داخل بلاده، لم يترك خلالها أثرًا يخلّد ذكراه في الملاعب.
ومستنيرًا بأسماء تدريبية لامعة لا تاريخ لها في الملاعب، من أمثال البرتغالي جوزيه مورينيو، والإسباني رفائيل بينيتث وغيرهما، بدأ ديالو مشواره مع المهنة طامحًا إلى تحقيق ما فاته خلال مشواره لاعبًا.
ولا يرى ضعف مسيرته في الملاعب عائقًا أمام بلوغه أعلى درجات المجد التدريبي، فهو يتبع قاعدة يشرحها بالقول: «ليس بالضرورة في كرة القدم الحديثة أن تكون لاعبًا عظيمًا لتصبح مدربًا عظيمًا».
وانخرط ديالو في دراسة علم التدريب بدايات عام 2010، وركّز على مجال التأهيل البدني للاعبين. وبعد اطّلاعه على كافة الأساليب والطرق الحديثة في هذا الاختصاص تقّدم إلى اتحاد بلاده لكرة القدم بطلب اعتماده رسميًا «مدرب لياقة» وحاز الموافقة.
وفي 2015 عيَّنه الاتحاد بهذا المسمّى ضمن الجهاز الفني لمنتخب مالي تحت 17 عامًا بقيادة المدرب المحلي بايي با، وتُوّجت جهودهما بالوصول إلى نهائي كأس العالم لتلك الفئة العمرية في تشيلي للمرة الأولى تاريخيًا، واكتفيا بالفضية بعد الخسارة أمام نيجيريا 2ـ0.
وبعد فترة، تغيّر المسمى الوظيفي له، وأصبح أحد المساعدين ضمن الطاقم ذاته، ثمّ حصل على «فرصة العمر» في يناير 2024 حين شَغَرَ منصب المدرب برحيل صوماليا كوليبالي، ليعهد إليه الاتحاد بالمهمّة استغلالًا لخبرته بأجواء المنتخب، التي اكتسبها على مدى 9 أعوام.
ووفق ما ذكرته وسائل الإعلام في مالي، حظي قرار تعيين ديالو بترحيب جميع أفراد المنتخب، بسبب قربه منهم واهتمامه الشديد بالجوانب النفسية اللازمة للتعامل مع المواهب الصغيرة.
وانتزع ديالو أيضًا إعجاب البلجيكي توم سينتفيت، مدرب المنتخب الأول، الذي تحدث عنه قائلًا: «أكنّ احترامًا كبيرًا لما يفعله. إنه رجلٌ في الملعب، وعاملٌ منضبط. يعرف كل لاعب، وكلّ مهارة، ويُكيّف تكتيكاته بما يتناسب مع نقاط قوتهم. مالي لديها ثقافة كرة قدم شبابية حقيقية، وأداما عنصرٌ أساسيٌّ فيها. إنه يحظى بدعمي الكامل».
وكانت المحطة الأولى المهمة لمدرب اللياقة البدنية السابق في منصب الرجل الأول، ضمن الجهاز الفني لصغار «النسور»، هي بطولة كأس إفريقيا للناشئين، التي استضافتها المغرب بين 30 مارس و19 أبريل الماضيين.
واستطاعت مالي تحت قيادته الوصول إلى النهائي أمام أصحاب الضيافة، وكادت تحقق اللقب لولا ركلات الترجيح التي ابتسمت لـ «أسود الأطلس» بنتيجة 4ـ2، بعد التعادل 0ـ0 في زمن اللقاء.
وبفضل وجودها ضمن أفضل 10 منتخبات في البطولة انتزعت بطاقة التأهل إلى كأس العالم على أرض قطر، ووضعتها القرعة ضمن المجموعة الـ 12 والأخيرة إلى جانب منتخبات السعودية والنمسا ونيوزيلندا.
وبدأت مشوارها في المحفل العالمي بالفوز على نيوزيلندا 3ـ0، قبل الخسارة بالنتيجة ذاتها أمام النمسا، وتبقت أمامها موقعة الجولة الثالثة الحاسمة، التي تخوضها أمام المنتخب السعودي، الثلاثاء، على أحد ملاعب «أسباير».