اقتصاد ومعادن وعلاقات دولية... "طالبان" تتمرد على باكستان - المصدر 24

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اقتصاد ومعادن وعلاقات دولية... "طالبان" تتمرد على باكستان - المصدر 24, اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 05:45 صباحاً

المصدر 24 - باتتْ جماعة "طالبان-باكستان" عقدة كبيرة أمام إسلام آباد بسبب شريان الحياة الذي يمدها من "طالبان-أفغانستان"، وارتباط الأخيرة بصراع الهند وباكستان. فقد شهدت عاصمتا البلدين انفجارات متزامنة زادت التوتر بين الخصمين الإقليميين، وسط اتهامات متبادلة بينهما بدعم الجماعات الانفصالية والمتطرفة. 

وقد ازدادت التوترات تعقيداً منذ عودة "طالبان" إلى السلطة في أفغانستان التي تشترك مع باكستان في حدود بطول 2500 كيلومتر. وانعكس هذا الصراع على الداخل الباكستاني أيضاً، إذ لجأت المؤسسة العسكرية إلى تعديلات دستورية تُحصّن قادتها الكبار، في مؤشر إلى أن الدولة ترى في القوة العسكرية أساس بقائها. 

وبعد فشل الحوار عقب الاشتباكات الحدودية مع أفغانستان، في 11 تشرين الأول/أكتوبر، وإغلاق معبري شامان وتورخام، بدأت "طالبان" الأفغانية بالضغط على باكستان عبر تحويل تجارتها نحو طاجيكستان وأوزبكستان وإيران. ثم أعلنت السيطرة على سفارتها في نيودلهي، بما يشبه اعترافاً ضمنياً بسلطتها من الهند، الخصم التقليدي لباكستان. وكأن "طالبان" تقول لإسلام آباد إنها  حصلت على داعم قوي، بخاصة بعدما استخدمت الأخيرة مصطلح "نظام طالبان" بدلاً من "حكومة طالبان"، نتيجة ضغط هجمات "طالبان-باكستان"، التي تحمّل إسلام آباد كابول مسؤولية احتوائها.

 


والواقع، أن دعم الحركة الأفغانية لنظيرتها الباكستانية لا يتعلق بالأيديولوجيا الدينية بقدر ما هو تعزيز البعد القومي تحت غطاء ديني، بخاصة أن مناطق نفوذ "طالبان-باكستان" تقع وراء خط "ديورند" الذي ترفعه "طالبان" هدفاً قومياً لتعبئة الأمة الأفغانية. فقد بنت "طالبان" شبكة من الطرق غير الرسمية والقبائل الحدودية والدوائر الأمنية على جانبي ذلك الخط، وهي شبكة متجذرة في البنية الاجتماعية، والسيطرة الكاملة عليها تبدو شبه مستحيلة، بخاصة في مناطق قبلية مثل وزيرستان وبلوشستان.


ورقة معارضة "طالبان"

تختلف "طالبان" اليوم عن نسختها في التسعينات التي كانت تعتمد على الاستخبارات الباكستانية، فقد ترسخت مؤسساتياً داخل أفغانستان، وصارت تملك نفوذاً إدارياً واقتصادياً ودينياً، وعززت الاكتفاء الذاتي عبر استخراج المعادن وعلاقاتها الاقتصادية والأمنية مع الصين وإيران وتركيا وروسيا والهند. فلم يعد تقليص الدعم الخارجي كافياً لإضعافها، إذ تعتمد على شرعيتها الأيديولوجية وقبولها القبلي والاجتماعي، ما يدفعها إلى مطاردة أي جماعة معارضة تخشى أن تمس صورتها أو تسحب منها شرعيتها، وهو ما يمثل أيضاً نقطة ضعفها إذا ما ظهرت الحاجة للتغيير من الداخل.

لذلك، بدأت إسلام آباد باستغلال هذه الثغرة عبر استضافة أول اجتماع لمعارضي "طالبان" في 29 أيلول/سبتمبر تحت شعار "نحو الوحدة والثقة"، في رسالة واضحة بأن باكستان قادرة على استخدام خصوم "طالبان" ورقة ضغط، بخاصة في ملف "طالبان-باكستان". 

وردّت "طالبان" بإرسال وفدها إلى دوشنبه للقاء وزير الاستخبارات الطاجيكي بهدف وقف نشاط المعارضة الأفغانية هناك، إذ تضم طاجيكستان قيادات من "المجلس الأعلى للمقاومة الوطنية". وفي السياق نفسه، زار وزير الدفاع الطاجيكي إسلام آباد في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، بهدف الاستثمار في الورقة الأفغانية بتعزيز التعاون العسكري مع باكستان.

 


في المحصلة، باكستان التي تضرر اقتصادها جراء هذه التوترات، تستغل المعارضة الأفغانية الآن للضغط، لا لإسقاط "طالبان". انطلاقاً من سياستها الخارجية التي ارتبطت بمخاوفها منذ نشأتها، بأمرين: منع جارتها الهند من تهديد أمنها القومي، وكذلك تقديم دعم تكتيكي للحكومة في كابول، مع ضغط استراتيجي بالمعارضة، خشية ميلاد سلطة معادية لباكستان. وهو ما يجعل رؤيتها الأمنية تتقدم على السياسية، فلا يتراجع جيشها عن مواجهة "طالبان-باكستان"، ويعلن استعداده لحرب متزامنة مع الهند وأفغانستان، ويهدد بنقل القتال إلى الأراضي الأفغانية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق