أن تملكي القوة لقول "نعم" كاستراتيجيّة حياة... كريستين أسود ترسم مساراً أكثر صدقاً واتّساقاً - المصدر 24

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أن تملكي القوة لقول "نعم" كاستراتيجيّة حياة... كريستين أسود ترسم مساراً أكثر صدقاً واتّساقاً - المصدر 24, اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 08:15 صباحاً

المصدر 24 - في واجهات المكتبات ومتاجرها الإلكترونية وعلى رفوفها، كتبٌ لتطوير الذات تُكرّس ثقافة الرفض، وتُعلّمنا أن خلاصنا يبدأ بجرأة قول "لا" - لا للضغط، ولا للاستنزاف، ولا للتوقعات التي تُثقل الكاهل. كريستين أسود تقترح على المرأة مساراً معاكساً. في كتابها الجديد "قوة قول نعم!" (The Power To Say Yes!) تُعيد ترتيب المعادلة من أساسها: قبل تبنّي الرفض، يجب أن يمتلكن الشجاعة لقول "نعم" لحياة سعيدة وذات معنى، وفق شروطهن الخاصة.

ما الذي يعنيه أن نقول "نعم" في عالمٍ يساوي بين الرفض والتحرّر؟ ولماذا تختار سيدة أعمال وكاتبة تنتمي إلى بيئة مهنية صعبة أن تضع "نعم" في قلب رسالتها، بينما ينصح الجميع تقريباً بأن الطريق إلى التوازن يبدأ باللاءات الحاسمة؟

تذهب كريستين إلى ما هو أبعد من شعارات "الحماية الذاتية"، لتطرح فكرة أكثر عمقاً، قوامها أنّ "نعم" هي اللحظة التي تستعيد فيها المرأة علاقتها برغباتها، بإيقاعها الخاص، وبنسختها الشخصية والخاصة من النجاح، وأنّ الرفض، مهما كان ضرورياً، لا يُثمر إلا بعد اعتراف داخلي بما نريده حقاً.

 

كتاب “The Power To Say Yes!“. (الكاتبة)

 

"تعريف خاص للنجاح"
تتّخذ رحلة المرأة اليوم أشكالاً عديدة. بعضهن يعملن، وأخريات لا؛ بعضهن يأخذن استراحة، أو يغيّرن المسار، أو يعملن بدوام جزئي، بدوام كامل، بكلّ طاقتهن أو خارج الإطار تماماً. إذاً، "لا طريق واحدة"، تُخبرنا كريستين، "وهذا قد يخلق شعوراً بالذنب أو الخجل أو بعدم الكفاية"، وتالياً، يسعى الكتاب "لاستعادة تعريفكِ الخاص للنجاح والفرح، من دون اعتذار".

"حين تقولين نعم لما يهمّك فعلاً - لطريقك، لإيقاعك، لغرضك - يمكنك عندها أن تبدئي بقول لا لكل ما لا يخدمك"، هكذا تختصر كريستين فكرتها لـ"النهار"، وتشرح أنّ "هناك فصلاً كاملاً في الكتاب حول وضع الحدود وقوة قول لا؛ لكن علينا أن نبدأ أولاً بقول نعم لأنفسنا، لرؤيتنا، وللحياة التي نستحق".

دعوة للتفكير والتحرّك
كتابها دعوة أكثر من كونه سرداً أو حكاية. يحضّ المرأة على التفكير والتساؤل والتحرّك، إذ صُمّم ليحرّك شيئاً في داخلها ويدفعها نحو حياة منسجمة مع ذاتها. نسألها عن دافع الكتابة، فتُعيده إلى سبب شخصي، قائلةً: "كتبته من أجل ابنتيّ. لدي الكثير مما أريد أن أعلّمهما عن الحياة، والاختيارات، وقيمة الذات، والسعادة، لكن أطفالنا لا يريدون دائماً الاستماع إلينا مباشرةً. لذلك وضعت كل ما أريده لهما في هذا الكتاب. هو مُهدى لهما، وكانتا أول من قرأه".

أما السبب الثاني، فجاء من عمل كريستين مع أكثر من 3 آلاف امرأة في مجال الإرشاد والتوجيه. "كنت أرى الأنماط نفسها تتكرّر: الشك بالذات، الذنب، الاحتراق النفسي، والشعور بعدم الكفاية"، تشرح، وتتذكّر اتصالاً مع شابة، كان لدها فيه الكثير لتقوله لها، لكن لم يكن أمامها سوى 30 دقيقة. "بقيت تلك اللحظة عالقة في ذهني. وما بدأ كمقالة قصيرة تطوّر إلى كتاب كامل، كطريقة لمنح النساء الإذن والأدوات ليقلن نعم لحياة تنتمي إليهن حقاً".

"نستحق أن نعيش اختيارنا"
يمنح كتاب "قوة قول نعم!" النساء الإذن بالاختيار، في منطقة غالباً ما تُملى فيها التوقعات على مساراتهن. ثمّة طبقات كثيرة من هذه التوقّعات تُفرض على النساء، تتفاوت بتفاوت البيئات. ترى كريستين "أنّكِ إن كنتِ امرأة عاملة بين نساء اخترن عدم العمل، قد تُحكَمين بأنك طموحة أكثر من اللازم أو 'غير متاحة'. وإن لم تكوني تعملين في دائرة من النساء المندفعات مهنياً، فقد يجعلك ذلك تشعرين بأنك لا تفعلين ما يكفي. في الحالتين، يكون الضغط هائلاً للتشبّه بالآخرين".

 

سيدة الأعمال كريستين أسود. (إنستغرام)

سيدة الأعمال كريستين أسود. (إنستغرام)

 

شخصياً، كان عليها التخلص من توقّعات جاهزة ومعلّبة في مسارها؛ "من أصعب الدروس التي كان عليّ أن أتعلّمها هو أن أتوقف وأسأل نفسي: ماذا أريد أنا فعلاً؟ ليس ما هو متوقّع مني. وليس ما يبدو جميلاً على الورق. بل ما يمنح حياتي معنى حقيقياً. وهذا هو جوهر هذا الكتاب"، تؤكّد لنا، وتجزم: "نستحق أكثر من أن نعيش وفق نص يكتبه الآخرون لنا؛ نستحق أن نعيش الحياة التي نختارها نحن".

أدوات عملية
لم تكتب كريستين كتاباً مُلهِماً فقط، بل مُغيِّراً، قصصه حقيقية: خمس نساء، خمسة مسارات مختلفة، وكلٌّ منها ناجحة بطريقتها الخاصة. وما يتجاوز الإلهام هو أن الكتاب مليء بالأدوات العملية، لمساعدة النساء أولاً على تصميم حياة سعيدة وذات معنى، ثم على تنفيذ هذه الرؤية فعلياً.

أحد أوّل التمارين التي توجّه القارئات إليها هو تمرين "الحيوات الثلاث" (Three Lives) من جامعة ستانفورد، إضافةً إلى "عجلة الحياة" (Wheel of Life)، وأدوات حول الحدود الشخصية، وإدارة الوقت والطاقة، وقول "لا"، واستخدام الصوت الداخلي، وسرد القصة الذاتية بثقة.

هذا العمل يتوسّع اليوم ليشمل برامج غامرة تبدأ في آذار/مارس 2026 وتمتدّ ليومين ونصف يوم، تمرّ المرأة خلالها بالرحلة كاملة: ورش عمل، تمارين جماعية، وإلهام متبادل بين المشاركات، وتخرج كل واحدة بخطة واقعية وشخصية لحياتها. "الهدف ليس فقط الوصول إلى الوضوح… بل تحقيقه".

الذنب والشك بالذات
تمتدّ مسيرة كريستين المهنية على 28 عاماً، من إطلاق "Dunkin’" في لبنان إلى تأسيس "Semsom" وبرنامج "Catalyst of Growth" وإرشاد آلاف النساء. رحلتها تشكّلت من سلسلة طويلة من الـ"نعم". قالت نعم لفرص غير متوقعة، لتحوّلات مهنية، للبدايات الجديدة، وللمخاطر التي أخافتها. "كلّ نعم جاءت من إيمان عميق باللّه، وبقدراتي، وبشبكة الدعم المذهلة التي أنعم الله بها عليّ"، تقول، "أحد الأمور التي أؤكّدها في الكتاب هو أننا غير مخلوقين لخوض هذه الرحلة وحدنا. سواء كنتِ تطبّقين التمارين مع شريكك، أو أولادك، أو فريقك، أو أقرب أصدقائك، فإنّ النمو يكون أغنى حين يُعاش مع الآخرين".

وعبر كل البرامج التي قدّمتها، ومع آلاف النساء اللواتي عملت معهن، برز عائقان أساسيان يتكرران دائماً وينبعان من ضغط تلبية توقعات الآخرين: الذنب والشك بالذات. الذنب يظهر في أشكال كثيرة: ذنب لأن المرأة تعمل، أو لأنها لا تعمل؛ لأنها تمضي الوقت مع الأطفال، أو لأنها لا تمضي معهم ما يكفي. إنه دوّامة مستمرة. لهذا خصّصت كريستين فصلاً كاملاً في الكتاب بعنوان "اقتلوا الشعور بالذنب".

الكتاب بداية سلسلة كاملة. العمل التالي سيكون "قوة قول نعم في عالم الأعمال" (The Power to Say Yes in Business)، حيث تشارك كريستين أهم الدروس التي تعلّمتها في إطلاق الشركات وتنميتها. وتعمل بعده على عناوين أخرى، تشارك في كتابتها مع خبراء، تتناول مجالات مختلفة من الحياة؛ وكل كتاب سيكون مليئاً بالقصص الحقيقية والأدوات والتقنيات.

رسالتها إلى المرأة واضحة: "كل شيء سيكون بخير. حقاً. معظم ما نخاف منه لا يحدث أبداً. لذلك ثقي بأن الله يمسك بيدك، وتذكّري أنك أنت من تقودين حياتك". تدعوها لتأخذ وقتاً للتوقف وسؤال نفسها "ماذا أريد فعلاً؟ وماذا لا أريد؟". وتأمل أن يكون هذا الكتاب بداية حوار يدوم طوال الحياة، بين المرأة ونفسها المستقبلية، حول كيفية خلق حياة يملؤها الفرح والمعنى، و"حياة تنتمين إليها بالكامل".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق