نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إنتخابات 2026… معركة العونيين - المصدر 24, اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 03:05 مساءً
المصدر 24 - ليليان خوري
هل تتحول انتخابات 2026 النيابية إلى صراع حادّ في المدرسة العونية نفسها؟
بدأت معركة الانتخابات النيابية بقوة على الساحة السياسية، خصوصاً في البيئة المسيحية، حيث الحماسة الانتخابية تستعر فيها أكثر من غيرها، نظراً إلى التنافس الحادّ القائم بين "التيار الوطني الحر"ّ وحزب "القوات اللبنانية".
لكن انتخابات 2026 تظهر أن للتيار خصماً جديداً لا يقلّ شراسةً وخصومةً، ألا وهو النواب الأربعة الذين خرجوا من كنفه.

في متابعة لحركة هؤلاء يتبيّن أن النواب الأربعة قد بدأوا معاركهم الانتخابية بزخم كبير وبسرعة فائقة تعجز فرملتها.
المقلق في الأمر أن يتناول أي كلام، حتى ولو كان حيادياً، أشخاصاً كانوا بالأمس من الوجوه المعروفة والمناضلة في صفوف التيار، وأضحوا اليوم أشرس الخصوم وألدّ أعداء التيار ورئيسه بل قاعدته الشعبية أيضاً.
من الطبيعي في العمل الحزبي أو السياسي أن تخرج عناصر كانت منضوية في كنف أحزابها وتياراتها من تلك القوى، وأن تتغيّر القناعات والسياسات.
لكن الذي يراقب المواقف الإعلامية للنواب الأربعة، وقبلهم مواقف المفصولين السابقين، يستغرب خروج هؤلاء من صفوف التيار، خصوصاً أنّهم جميعاً يتكلمّون لغة واحدة، ويعبرّون عن آراء تشبه سياسة المدرسة التي جاؤوا منها، فتستغرب سرّ الخلاف المستعصي على المعالجة، والذي أودى بهم إلى خارج صفوفه.
في السياسة الداخلية متقاربون، في الاستراتيجيا الدولية متفقون، في المقاربة الاقتصادية غير متباعدين؛ فكيف لهؤلاء أن يمسوا خارج التيار والمدرسة العونية؟
يبدو جلياً أن الاختلاف هو محض إداري تنظيميّ، تحوّل مع التراكم إلى خلاف شخصي، فاختلط فيه الحابل بالنابل؛ وهذا الأمر كان من الممكن تقويمه لو ارتأى الجميع أن يضعوا أنانيّتهم الشخصية جانباً، وألا يساهموا في تشويه صورة التيار وتاريخه النضالي المشهود له منذ زمنٍ طويل.
قد يكون التصالح، كي لا أقول المصالحة، قد مرّ وقت طويل عليه، وبات من الصعوبة في مكان استجلابه، إلا أن الممكن والمقدور عليه أن يرتقي هذا الخلاف إلى تنافس انتخابي شريف بعيداً من المهاترات الشخصية الجارحة من جمهور المتخاصمين، الذين كانوا في الأصل جمهوراً واحداً، فينأون بأنفسهم عن كيل المواقف التحريضية أو استخدام الإسفاف الذي ينال من قيمة قائله قبل أن ينال من قيمة الخصم.
من البديهي جداً أن تأخذ الحماسة قليلاً جمهور جميع الأحزاب المتنافسة من دون استثناء للدورة النيابية، لكن من غير المقبول أن يتحوّل هذا التنافس إلى حربٍ ضروس بين الأفرقاء، يسعّر فيه الشرخ المجتمعي، ونستعيد معه مفردات الحرب الأهلية، التي لم يسلم منها أحد!
في السياسة، لا عدو دائماً ولا حليف يدوم إلى الأبد؛ والمهّم أن نرتقي بالعمل السياسي ونحوّله إلى خدمة لمصلحة الوطن والمواطن، علّنا نحقّق مع العهد الجديد نظاماً جديداً وقراءة عميقة في دستورنا، الذي يحتاج تفسيراً واضحاً من أجل ترسيخ العدالة المجتمعية والمواطنة الحقيقية.

















0 تعليق