نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"دربي العاصمة" تونس بين الترجي والأفريقي.. صدام الزعامة والتاريخ - المصدر 24, اليوم السبت 8 نوفمبر 2025 05:59 مساءً
المصدر 24 - الأحد 9 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، ليس موعداً عادياً بالنسبة لعشاق كرة القدم في تونس وخصوصاً لجماهير الفريقين الغريمين الجارين الترجي الرياضي والنادي الأفريقي.
في هذا اليوم، يحتضن الملعب الأولمبي برادس أهم مواجهة في الدور التونسي أو " دربي العاصمة"، كما يسميه عشاق الرياضة الأولى في تونس والذي معه يتغيّر وجه المدينة، وخصوصاً أحياءها القديمة كلياً، حيث يريد كل فريق أن يكون زعيم العاصمة. هناك في باب الجديد لا ألوان تعلو فوق ألوان الأبيض والأحمر، وأمّا في "باب سويقة"، فلا مكان لغير الأصفر والأحمر.
تاريخياً يعتبر النادي الأفريقي المنافس الأول للترجي التونسي من حيث عدد الألقاب سواء بالنسبة للدوري أو الكأس.
لاعبو الأفريقي. (إكس)
تاريخ قرن من كرة القدم
في الواقع، ليس لقاء "الدربي" بين الترجي الرياضي والنادي الأفريقي مجرد مباراة كرة قدم يتنافس فيها أعرق فريقين تونسيين، بل هي أيضاً استحضار لتاريخ وذاكرة كرة القدم التونسية.
ويعتبر "دربي الترجي والأفريقي"، أقدم دربي على المستوى العربي والأفريقي، وتاريخياً انطلقت أول مواجهة بين الفريقين في عام 1923، في زمن الحماية الفرنسية.
ويقول المؤرخون إن هذه المباراة شكلت قبل الاستقلال شكلاً من أشكال مقاومة الاستعمار.
ويُجمع المحللون الرياضيون على أن كرة القدم التونسية لم تكن لتبلغ مكانتها الحالية دون التنافس بين الأفريقي والترجي اللذين شكلا لسنوات طويلة العمود الفقري لهذه اللعبة ومنهما استمد المنتخب الوطني أبرز نجومه التاريخيين.
وتقول الكاتبة الرياضية أسمهان العبيدي لـ"النهار" إن نتائج الكلاسيكو بين الترجي والأفريقي كانت تعتبر دوماً مؤشراً على قوة كرة القدم التونسية. ووفق تعبيرها "حين يكون الدربي قوياً يكون الدوري قوياً، ويكون المنتخب الوطني أقرب إلى التوازن، والعكس بالعكس".
وأدى تراجع مستوى كرة القدم التونسية وتخبط أنديته إلى مشاكل مادية كبيرة ومن بينها خصوصاً النادي الأفريقي على مستوى "الكلاسيكو". وتقول العبيدي إن تخبطه في الديون والأزمات المالية أثر على مستواه الرياضي وجعل من مواجهته مع الترجي تفقد الكثير من نكهتها في مناسبات عدة.
يوم يغيّر ملامح العاصمة
في يوم" الدربي"، تتغير ملامح العاصمة تونس فالجميع يعد الساعات في انتظار صفارة البداية، في باب سويقة وفي باب جديد تتزين المقاهي بألوان الفريقين وتنتشر أعلام عملاقة لهما في مداخل هذه الأحياء العريقة التي شهدت ولادة الناديين العريقين.
وقبل ساعات من صافرة البداية، يتبدل إيقاع العاصمة بالكامل وعلى امتداد يوم "الدربي" تخلو الطرقات والشوارع من ساكنيها فيما تستقبل المقاهي حشوداً كبيرةً من الزبائن مرتدية قميص ناديها المفضل.
لكن أجواء "دربي العاصمة" لا تقف عند الحدود الجغرافية للعاصمة التونسية إذ لا تكاد تخلو مدينة تونسية منها باعتبار أن الترجي والإفريقي يملكان قاعدةً جماهيريةً واسعة في كل مدن تونس وهو ما يجعل من الكلاسيكو "متنفساً لعشاق هذه الرياضة"، كما تقول العبيدي.
ولم يعد الاحتفاء بـ"كلاسيكو الترجي والأفريقي" مقتصراً على الشوارع والمقاهي فمواقع التواصل الاجتماعي في تونس تتزين بدورها بهذين اللونين والحديث عنه يطغى على أي نقاشات أخرى مهما كانت أهميتها ومهما كانت نوعية الأحداث التي يعيشها البلد.
وتقول المختصة في علم الاجتماع سيرين بالحاج لـ"النهار" إن "دربي العاصمة هو حدث اجتماعي أيضاً"، مؤكدة أن كرة القدم في تونس ليست مجرد لعبة فهي "مجال يعيد فيه الجمهور، وخصوصاً الشباب تعريف نفسه".
وتضيف أن ملاعب كرة القدم كانت ولازالت تشكل مجالاً حساساً بالنسبة للسلطة لأنها "عُدت على الدوام المحرار لقياس نبض الشارع" إذ طالما "شكلت المدارج الصوت الموازي للسياسة" وفق تعبيرها.
"كلاسيكو" بلا سحر
لكن كلاسيكو الترجي والافريقي الذي شكل لعقود طويلة روح العاصمة وهويتها ومثل انقسامها الجميل وأعطى مثالاً على التعايش بين الجماهير الكروية بعيداً عن التعصب فقد الكثير من سحره في السنوات الأخيرة بسبب العنف الذي غزا الملاعب التونسية.
وقررت السلطات التونسية منذ سنوات منع حضور جمهور فريقي الناديين مقابلات الدربي بسب أعمال الشغب والعنف التي شهدتها الملاعب التونسية، وبات الحضور يقتصر على جمهور الفريق المضيف.
وتقول العبيدي إن ذلك "أفقد الكلاسيكو سحره"، وتضيف "سابقاً كان جمهور كل فريق يجهز "دخلته"(مشهد يعرض مع بداية المباراة)، وكانت المدارج تتغنى من الجانبين بالهتافات والأغاني لشد همم اللاعبين ما كان يضفي أجواءً مميزة على الملعب".














0 تعليق