يُعدّ السفر إلى دول جنوب شرق آسيا تجربة سياحية غنية ومتنوّعة تجمع بين الطبيعة الخلّابة والثقافات الغنية. ولكن في عام 2025، واجهت المنطقة موجة من الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية والفيضانات، خصوصًا في دول مثل فيتنام وإندونيسيا، مما أثار تساؤلات لدى المسافرين: هل ما زالت الرحلة آمنة؟ في هذا المقال نستعرض آخر المستجدّات، أسباب المخاطر، بالإضافة إلى نصائح عملية للزوار.

آخر المستجدّات وحجم المخاطر

شهدت فيتنام وإندونيسيا خلال الأسابيع الأخيرة هطولات مطرية قياسية أدّت إلى انهيارات أرضية واسعة النطاق وفيضانات كبيرة. في فيتنام تحديدًا، تسبب هطول الأمطار الغزيرة في انهيار أرضي دفن حافلة قرب نها ترانغ، ما أسفر عن عدد من القتلى والعشرات من المصابين والمفقودين. ومن جهتها، أفادت مصادر أن قرية سيبينينغ في إندونيسيا دفنت تحت الطين بعد انزلاق تربة ضخم.
 وبالرغم من ذلك، لم تصدر بعد تحذيرات رسمية شاملة بعدم السفر إلى المنطقة. وفقًا لـTimeout، لا تزال الرحلات الجوية تعمل في فيتنام وإندونيسيا حتى 18 نوفمبر، لكن يُنصح بتوقّع تأخيرات والوصول إلى المطار مبكرًا. 
 العلماء يحذرون من أن ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض تساهم في جعل دورات الأمطار كثيفة أكثر، وبالتالي تزايد المخاطر في المناطق المعرضة. لذلك، يُوصى أن يكون المسافر على علم بالمناخ المحلي ووضع الطوارئ في الوجهة.

نصائح عملية للمسافرين

أولًا: تحقق دائمًا من تحذيرات الطقس المحلية والهيئات الرسمية قبل حجز رحلتك أو أثناء وجودك في البلد. إن كانت هناك تنبيهات كبيرة أو تمّ إجلاء مناطق سياحية، من الأفضل تأجيل الزيارة إلى أن تتحسن الأوضاع. ثانيًا: عند اختيار الوجهة، تجنّب المناطق التي تعرضت مباشرة للفيضانات أو الانهيارات قبل وقت قصير مثل وسط فيتنام أو محافظات جاوة الوسطى في إندونيسيا. Timeout ذكرت أن مدينة هوي آن في فيتنام، وهي نقطة جذب سياحية شهيرة، غمرتها مياه الفيضانات خلال عطلة نهاية الأسبوع.   ثالثًا: احرص على اختيار تأمين سفر يشمل الكوارث الطبيعية، وراجع سياسة الإلغاء في خطوط الطيران والفنادق. ففي حالة إلغاء المزود لرحلتك بسبب الطقس، تُعدّ مؤهّلًا لاسترداد الأموال أو التعويض.  رابعًا: أثناء زيارتك، تجنّب السير قرب المنحدرات أو مجاري المياه بعد المطر، وامتنع عن المخاطرة بالدخول إلى مناطق لم تُفتح للسياحة رسميًّا بعد الكارثة. وأخيرًا: احتفظ بخطة بديلة للوجهات؛ قد يكون من الأفضل تغيير المسار إلى منطقة أقل تأثّرًا مثلاً شمال فيتنام أو مناطق خارج نطاق التأثير المباشر. 

السفر إلى جنوب شرق آسيا لا يزال آمنًا بشكل نسبي لشدّة الوجهات وتجربتها السياحية، لكن لا بدّ من الحذر والتخطيط الجيد بعد الأحداث المناخية الاستثنائية في 2025. بات من الضروري أن يكون المسافر ملمًّا بالمخاطر المحتملة، ومجهّزًا بخطة بديلة، وتأمّين مناسب، وجاهزًا لتعديل برنامج الرحلة إن استدعت الظروف. بالوعي والتحضّر يمكن للزيارة أن تبقى تجربة ممتازة وناجحة حتى في ظل الأوضاع الجوية المتغيّرة.