نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السعودية… الدولة التي تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي وتعيد رسم حدود النفوذ الأميركي - المصدر 24, اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 06:55 صباحاً
المصدر 24 - في عالمٍ يعيد ترتيب موازينه، لم تعد الدول تُقاس بحجم جغرافيتها أو عدد سكانها، بل بقدرتها على التأثير في حركة الأسواق، وتوجيه الاستثمار العالمي، وصياغة تحالفات الأمن. وفي هذا العالم الجديد، تقف السعودية في موقع مختلف تمامًا عمّا كانت عليه قبل عقد فقط؛ دولة لم تعد تكتفي بالتفاعل مع النظام الدولي، بل بدأت تصنع شكلَه واتجاهه.
وكانت خطوة صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) بتخفيض استثماراته في الأسهم الأميركية بنسبة 18% خلال الربع الثالث من 2025 واحدة من الإشارات الأقوى على هذا التحول. خطوة بدت في ظاهرها "قرارًا ماليًا”، لكنها في جوهرها كانت قرارًا سياديًا، ورسالة سياسية، وإعادة تموضع استراتيجي بين الرياض وواشنطن.
■ أول الرسائل: قرار اقتصادي… بنبرة جيوسياسية
عندما تُخفّض دولة بحجم السعودية ما قيمته عشرات المليارات من استثماراتها في وول ستريت، ثم تعيد توجيه جزء منها نحو مشاريع تقنية ودفاعية عالمية، فذلك لا يعني "تبريدًا لمحفظة مالية”، بل إعلانًا عن:
1. تنويع مراكز النفوذ الاقتصادي
لم تعد واشنطن وحدها محور الاقتصاد العالمي كما في التسعينيات. العالم يتجه شرقًا، والسعودية تريد أن تكون جزءًا من مركز جديد للثقل.
2. الانتقال من الاستثمار السلبي إلى الاستثمار المؤثّر
من أسهم قابلة للربح والخسارة… إلى شركات تكنولوجية، صناعات دفاعية، ذكاء اصطناعي، مشاريع نووية وطاقة، وسلاسل توريد عالمية.
3. رسالة سياسية هادئة للولايات المتحدة مفادها:
"لسنا دولة تتبع تعليمات السوق الأميركية… بل قوة قادرة على تغيير مساره.”
هذه الرسالة جاءت قبل القمة بين ترامب ومحمد بن سلمان، لكنها في الواقع سابقة للقمة ولاحقة لها في الوقت ذاته.
■ أين وضعت السعودية ثقلها؟
بينما خرجت الاستثمارات من 9 شركات أميركية كبرى، بقي الصندوق في شركات محددة بدقة:
Uber
EA Games
Lucid
شركات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
هذا ليس عشوائيًا.
إنه بناء هادئ لـ أركان اقتصاد مستقبلي:
اقتصاد معرفي
صناعة ترفيه عملاقة
سيارات كهربائية
منصات رقمية
تكنولوجيا عابرة للحدود
اقتصاد لا يقوم على النفط… بل على عقول الأسواق.
■ صفقة EA بـ55 مليار دولار: السعودية لاعب عالمي
خطوة شراء شركة EA للألعاب الإلكترونية لم تكن مجرد استثمار، بل جزءًا من رؤية أكبر:
من يسيطر على صناعة الألعاب يسيطر على جيل كامل من المستخدمين حول العالم.
هذه الصناعة تفوق اليوم:
السينما،
والموسيقى،
والبث الرقمي
مجمّعة معًا.
والسعودية تريد أن تكون في قلب "ثقافة العالم”، لا على أطرافها.
■ الرسالة الأخطر التي حُذفت: لا لطائرات F-35 يمكن تعطيلها عن بُعد
نشر موقع نتسيف نت تقريرًا ثم حذفه خلال دقائق.
قال التقرير:
"السعودية لن تقبل بطائرات F-35 مجهّزة بنظام تعطيل أميركي عند الطلب.
تريد نسخة مطابقة لتلك التي لدى إسرائيل.”
هذه الجملة وحدها تكفي لفهم المرحلة القادمة:
1) السعودية تريد استقلالًا عسكريًا كاملًا
طائرة يمكن تعطيلها هي "سلاح بلا سيادة”.
2) الرياض لن تقبل بسلاح محدود أو بنسخة مخفّفة
الوقت تغيّر… والموازين تغيّرت.
3) إسرائيل لم تعد مركز التفوّق الوحيد
والسعودية تتحرك كقوة لا تقبل بمرتبة "دون مستوى”.
4) قرار التسليح لم يعد قرار واشنطن وحدها
بل قرار ثلاثي:
الرياض – واشنطن – (وموافقة إسرائيل باتت شكلية لا جوهرية).
■ في واشنطن… بين الحاجة إلى السعودية والخوف من صعودها
تمرّ الولايات المتحدة بمرحلة دقيقة:
الصين تمدّ نفوذها الاقتصادي في الخليج
روسيا تعمّق حضورها عبر الطاقة والسلاح
إيران تعيد إنتاج نفوذها الإقليمي
البحر الأحمر يقترب من إعادة رسم قواعد الاشتباك
وبين كل هذه التحولات، تجد واشنطن أن السعودية هي الدولة الوحيدة القادرة على لعب دور "القوة المركزية العربية”.
ولذلك ظهرت ملفات:
المسار نحو دولة فلسطينية
المفاعل النووي السعودي
إعادة التموضع العسكري في البحر الأحمر
على الطاولة في وقت واحد.
ليست ملفات منفصلة… بل عناصر في صفقة إقليمية كبرى.
■ إسرائيل… الدولة التي تدخل مرحلة "الضعف الاستراتيجي الصامت”
وفق رواية الصحافة الإسرائيلية نفسها، تواجه إسرائيل:
1) ضعفًا عسكريًا ، هشاشة الردع ، اعتماد غير مسبوق على الاحتياط ، نقص الضباط المحترفين ، خطر الحرب مع حزب الله
، الإنهاك الانتشاري على ثلاث جبهات.
2) ضعفًا اقتصاديًا
ميزانية دفاع تلتهم الاقتصاد.
حديث حقيقي عن "عقد ضائع”.
3) ضعفًا سياسيًا
يمين متشدد
وسط متردد
ومجتمع منقسم
وبهذا المعنى، إسرائيل لم تعد تتفرّد بتحالف واشنطن…
بل أصبحت جزءًا من تحالفٍ أكبر تكون السعودية ركوزه.
■ السعودية… القوة التي تعيد تشكيل الشرق الأوسط
اليوم، تتحرك السعودية على خمسة مسارات متوازية:
1. قيادة الاستثمار العالم
تحريك 19 مليار دولار داخل السوق الأميركية ثم توجيهها عالميًا خلال أشهر…
هذه ليست خطوة مالية، بل قوة سيادية.
2. قيادة أمن الخليج
بناء دفاع إقليمي، منظومات مضادة للصواريخ، وقواعد قيادة مشتركة.
3. إعادة تعريف العلاقة مع إيران
من "التوتر” إلى "تحديد قواعد جديدة للردع المتبادل”.
4. بناء الصناعات العسكرية السعودية من المسيّرات إلى الصواريخ الذكية إلى الصناعات الدفاعية التقنية.
5. التحوّل إلى قطب عالمي لا مركز إقليمي فحسب ، المستقبل… ليس كما كان ، الشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة:
أمن المنطقة لن يكون إسرائيليًا بالكامل
الاقتصاد العربي لن يكون تابعًا لوول ستريت
السعودية ستصبح حلقة الوصل بين الشرق والغرب
إسرائيل ستفقد احتكارها للتفوق العسكري
أميركا ستضطر للتعامل بندّية جديدة مع الرياض
هذه ليست فرضيات… بل واقع بدأ بالتشكل منذ الآن.
تقرير "نتسيف نت” المحذوف لم يكن مجرد تسريب… بل اعتراف بأن:
السعودية أصبحت قوة مالية عالمية وقوة عسكرية مستقلة وصاحبة قرار سيادي وشريكًا لا يمكن تجاوزه ومركزًا يعاد حوله رسم خرائط الإقليم..
السعودية لا "تبحث عن دور”…بل تصنع دورًا وتتقدّمه، وإسرائيل — شاءت أم أبت — ستضطر إلى التعامل مع واقع جديد؛
واقع لم تعد فيه اللاعب الوحيد في الحسابات الأميركية، بل لاعبًا وسط مركز جديد اسمه: الرياض.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : السعودية… الدولة التي تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي وتعيد رسم حدود النفوذ الأميركي - المصدر 24, اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 06:55 صباحاً








0 تعليق