كتب د . محمد أبو بكر

تأثير حرب غزة الإجرامية على الشعب الفلسطيني كانت لها تداعيات كبيرة ومؤثرة في العديد من عواصم الغرب ، وتحديدا في الولايات المتحدة ، التي شهدت تظاهرات لم تشهدها في تاريخها ، وربما فاقت ماجرى خلال الحرب في فيتنام.

الجميع في الولايات المتحدة كان يخشى منظة أيباك ، أو مايسمى لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية ، التي كانت كالسيف المسلّط على رقاب كل من يفكّر بالترشح لمجلس النواب ، فالولاء للكيان الصهيوني قبل الولاء لأمريكا ، ولها التأثير البالغ على قرارات مجلسي النواب والشيوخ ، غير أن العدوان على غزة غيّر كل شيء ، فلم تعد أيباك كما كانت في السابق ، من حيث النفوذ والسطوة والسيطرة.

مؤخرا ظهرت جماعة تدعى منظمة تتبع أيباك ، أو مواطنون ضد الفساد ، والمقصود هنا فساد أيباك ، وازداد نشاطها بصورة كبيرة أعقاب الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ، وتمكنت المنظمة من قلب الطاولة ، بمساعدة من عشرات المشرّعين في مجلسي النواب والشيوخ ، في حين بدأت أيباك بشنّ حملة شعواء للتشكيك بكل ما تقوم به منظمة تتبع أيباك التي باتت تُحدث صداعا مزمنا في رؤوس قادتها.

المنظمة التي ظهرت مؤخرا ، أخذت على عاتقها تتبع الأموال التي يتم إنفاقها على داعمي الكيان الصهيوني ، وبما يخدم أجندة حكومة اليمين المتطرفة في كيان الاحتلال ، وقد نجحت المنظمة بصورة لم تكن تتوقعها في استقطاب العديد من المشرّعين الأمريكيين إلى صفوفها ، والتخلص من عبء كبير ، كانت تشكّله أيباك طيلة عقود عديدة .

وفي المعلومات المتوفرة ؛ رفض أكثر من ثلاثين نائبا دعم أيباك ، وهذا مؤشر واضح على الجهود التي يقومون بها من خلال العمل على كشف فساد أيباك ، ومحاولاتها المستمرة لكسب التأييد للحكومة الصهيونية .

مؤسسو منظمة تتبع أيباك ، يخوضون حروبا شرسة في مواجهة قوة وجبروت أيباك ، وهم عازمون على الإستمرار في نهجهم ، ويعتقدون بأن الانتخابات النصفية للكونغرس التي ستجري العام المقبل ستكون مفصلية وهامة ، وتحمل معها الكثير من رياح التغيير ، والتي يرى عديد من المراقبين بأنها ستشكل ضربة قوية لكل داعمي الكيان ، من خلال نتائج ستحمل معها مفاجآت كبرى .