نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصين تقلل من قدرة أوروبا على المنافسة الاقتصادية - المصدر 24, اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 02:15 صباحاً
المصدر 24 - يبدو أن القادة الأوروبيين صريحون بشكل مثير للإعجاب في تشخيص مشكلاتهم السياسية والاقتصادية، وإن لم يكونوا للأسف بارعين في حلها، غير أنهم إذا سافروا إلى الصين، فإنهم سيجدون الكثير من انتقاداتهم الذاتية موجهة إليهم، لكن بصوت أعلى وبنبرة أكثر قسوة.
يناقش الأوروبيون بلا نهاية كيفية تجنب الوقوع في الفخ بين أميركا والصين، بالنسبة للكثيرين في الصين يبدو ذلك غير ضروري، لأنهم ينظرون بالفعل إلى أوروبا على أنها «بيدق» أميركي.
وفي هذا السياق، قال باحث، من جامعة فودان، في مقال نشر أخيراً، إن «أوروبا غير قادرة على التحرر حقاً من أميركا لتصبح مستقلة».
سخرية
الأوروبيون مهووسون بقدرتهم التنافسية، وفي الصين، يرى الكثيرون أن هذا أمر مثير للسخرية، فأوروبا تفتقر ببساطة إلى القوة اللازمة لمواجهة التحديات في العديد من المجالات التكنولوجية، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك ديلي» الصينية، أما بالنسبة للتحديات التي تواجه الوحدة الأوروبية، فإن الأوروبيين يحبون النظر إلى أنفسهم، وفي الصين يذهب النقاد إلى أبعد من ذلك.
«إن بقاء الاتحاد الأوروبي حتى عام 2035 هو أمر مشكوك فيه»، كما قال الأكاديمي القومي تشانغ ويوي في مقابلة تلفزيونية في سبتمبر الماضي، وهذه مجرد تعليقات علنية، أما في الأوساط الخاصة، وفقاً لما نقلته مصادر عن مجموعة من العلماء الصينيين، فإن الآراء في الأغلب تكون أكثر حدة، ويقول أحد المستشارين، إن أوروبا تشبه إلى حد ما «مُسنة محظيّة» لا تستطيع تقبل أنها قد هُجرت من قبل «إمبراطورها» الأميركي، فيما يقول آخر إن «أوروبا تكره الابتكار»، وقد يتسرب هذا الازدراء أحياناً إلى الشؤون الرسمية، حيث أفاد ممثل تجاري أوروبي بأنه خلال زيارة أجراها أخيراً إلى وزارة الخارجية الصينية، تم استقباله بتوبيخ شديد اللهجة، واعتقد أن ذلك كان لمجرد التسلية.
تحليل خاطئالتحليل القائل إن أوروبا ضعيفة ومنقسمة ليس خاطئاً تماماً، لكن وجهة النظر الصينية تميل إلى تصوير تحديات أوروبا بشكل «كاريكاتوري» متطرف، وهذا يؤدي إلى خطأين في نهج الصين تجاه أوروبا، الأول هو افتراض أن أوروبا تتبع إلى حد كبير قيادة أميركا، فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، طبق العديد من المحللين الصينيين، وإن لم يكن جميعهم، هذه النظرة على الحرب في أوكرانيا، حيث إنهم يرون أن الصراع في جوهره بين أميركا وروسيا، ومن هذا المنظور، تنشد أوروبا السلام والاستقرار، لكن أميركا هي التي تريد إطالة أمد الحرب بأقل كُلفة لها من أجل إضعاف روسيا، ولا يكاد يوجد أي تفكير في سبب اعتبار معظم القادة الأوروبيين الحرب في أوكرانيا تهديداً مباشراً.
مثال آخر هو قرار الحكومة الهولندية بالسيطرة على شركة «نكسبيريا»، وهي شركة صينية مقرها هولندا متخصصة في تصنيع الرقائق الإلكترونية، ويمكن للهولنديين أن يدّعوا بأنهم تصرفوا بمحض إرادتهم، لمواجهة المخاطر التي تهدد أمنهم الاقتصادي، غير أن المراقبين الصينيين لا يصدقون ذلك، ومن المؤكد أن دولة صغيرة تتصرف بجرأة كهذه لابد أنها تنفذ أوامر أميركا.
توازن
أما الخطأ الثاني هو الاعتقاد بأن الصين تقدم بطريقة ما مخرجاً لأوروبا من مشكلاتها، ويدرك الباحثون الصينيون جيداً سعي أوروبا الطويل إلى تحقيق «الاستقلالية الاستراتيجية»، ويرون أن أوروبا، مثل أي قوة متوسطة عقلانية، تريد إيجاد توازن بين الصين وأميركا.
وفي الأسابيع الأخيرة، تحدثت وزارة التجارة الصينية عن استئناف المفاوضات التجارية، ويبدو أنها لم تتخلَ عن اتفاقية الاستثمار التي توقفت في عام 2021 وسط خلاف حول تصرفات الصين في شينجيانغ، وهي منطقة تقع في شمال غرب البلاد.
إلى حد ما، هناك ما يبرر للصينيين هذا التفكير، فهم يستطيعون دائماً العثور على بعض المحاورين الأوروبيين الذين يمدحونهم من خلال طرح احتمال تعاون «مربح للجانبين».
نموذج اقتصادي
مع ذلك، فإن هذه الرغبة في إبرام الصفقات تكشف عن عدم إدراك كافٍ لمدى أهمية النموذج الاقتصادي الصيني بالنسبة لأوروبا، ففي السنوات القليلة الماضية وحدها، تحوّلت العلاقات التجارية بين ألمانيا والصين من حالة التوازن إلى عجز هائل من المتوقع أن يتجاوز 100 مليار دولار هذا العام، والشركات الأوروبية التي طالما استفادت من السوق الصينية ترى الآن أنها منافسها الأقوى.
وعلى الرغم من أن نظام الصين لمراقبة صادرات المعادن النادرة كان رداً على الحرب التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإنه كان مضراً بالشركات الأوروبية بقدر ما كان مضراً بالشركات الأميركية، لقد كان ذلك درساً لأوروبا في مخاطر الاعتماد على الصين.
الأمور تزداد حدة على الصعيد الدبلوماسي، ففي يونيو الماضي، ألغى الاتحاد الأوروبي حواراً اقتصادياً مع بكين، بسبب عدم إحراز تقدم في النزاعات التجارية، وفي أكتوبر، قام وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، بتأجيل زيارة إلى بكين عندما لم يعرض عليه عقد الاجتماعات الرفيعة المستوى المعتادة، من جانبهم، كان الصينيون مستائين من استخدام فاديفول خطاباً في اليابان لانتقاد سلوك الصين «المتزايد العدوانية» في المياه الآسيوية، وأفاد مسؤولون أوروبيون في بكين، بأن وزارة الخارجية الصينية اتخذت خطوة غير عادية برفضها المبادرات الدبلوماسية أو طلبات عقد اجتماعات دبلوماسية رسمية.
ويقول أحد الممثلين الأوروبيين إن الصين سئمت من تهديدات أوروبا، وتشعر بأنها قادرة على تجاهلها.
خبرة كبيرة
في الواقع، لا ترى الصين أي سبب يدعوها إلى القلق بشأن تدهور علاقاتها مع أوروبا، ويبدو أن المسؤولين السياسيين في بكين واثقون من أنهم تفوقوا بالفعل على ترامب في الحرب التجارية، ويعتقدون أن التغلب على أوروبا سيكون أسهل.
علاوة على ذلك، تتمتع الصين بخبرة كبيرة في توطيد العلاقات مع الدول الأوروبية كل على حدة من أجل إضعاف تماسكها ككتلة.
وفي الوقت الحالي، حددت الصين المجر، وبشكل متزايد إسبانيا، كدولتين مستعدتين بشكل خاص للاستثمار الصيني. وإضافة إلى ذلك، حتى عندما تتخذ أوروبا إجراءات، كما هي الحال مع الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية، فإنها تظل مقيدة بالتزامها العميق بالقواعد، ولا يثير البيروقراطيون في بروكسل الخوف في قلوب صُنّاع القرار في بكين. عن «الإيكونوميست»
احتمالات محدودة
هل الصين معرضة لخطر سوء التقدير؟ طالما استمرت الحرب في أوكرانيا وظلت الصين داعمة لروسيا، فإن احتمالات تحسن علاقة أوروبا بالصين محدودة، وفي الوقت نفسه تتطور آراء أوروبا بسرعة في ما يتعلق بالتجارة، وقد يؤدي استمرار الارتفاع في الصادرات الصينية في نهاية المطاف إلى دفع أوروبا إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات - بعضها قد يكون عدوانياً - لدرء هذا التهديد، وإذا حدث ذلك، فسيكون دليلاً على صلابة موقف أوروبا، لكن بكين، المقتنعة بأن أميركا هي التي تتخذ القرارات، ربما ستظل تغفل عن الأمر المهم: عندما تغضب أوروبا هذه المرة سيكون الأمر من تلقاء نفسها.
. باحثون صينيون يرون أن أوروبا، مثل أي قوة متوسطة عقلانية، تريد إيجاد توازن بين الصين وأميركا.
. بكين تعتبر أنها تفوقت بالفعل على ترامب في الحرب التجارية، لذلك تعتقد أن التغلب على أوروبا سيكون أسهل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الصين تقلل من قدرة أوروبا على المنافسة الاقتصادية - المصدر 24, اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 02:15 صباحاً















0 تعليق