نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سورينام… جواهر الطبيعة والثقافة في قلب أمريكا الجنوبية - المصدر 24, اليوم السبت 15 نوفمبر 2025 03:35 مساءً
المصدر 24 - تُعد سورينام واحدة من أكثر الدول تنوّعاً في أمريكا الجنوبية، فهي تجمع بين الطبيعة البكر، والتعدد الثقافي، والتاريخ العريق. تقع على الساحل الشمالي للقارة بين غيانا وجويانا الفرنسية والبرازيل، وتشتهر ببيئتها الاستوائية الخصبة التي تغطيها الغابات المطيرة بنسبة تزيد عن 90% من مساحتها. ورغم أنها ليست وجهة سياحية شهيرة مثل دول الجوار، إلا أنها تُعد كنزاً حقيقياً للمغامرين ومحبي الطبيعة والثقافات المتنوعة. هنا، يجد الزائر نفسه أمام عالم من الألوان والأصوات والحكايات التي تُجسد روح أمريكا الجنوبية بطابع فريد من نوعه.
باراماريبو… مدينة التراث الخشبي
تُعد العاصمة باراماريبو أولى محطات الزوار إلى سورينام، فهي مدينة نابضة بالحياة وتاريخية بامتياز. تتميز مبانيها الخشبية البيضاء ذات الشرفات الواسعة بطابع معماري فريد يمزج بين الطرازين الهولندي والكاريبي. وقد أدرجت منظمة اليونسكو مركزها التاريخي ضمن مواقع التراث العالمي تقديراً لقيمته الثقافية.
من أبرز المعالم في باراماريبو كاتدرائية القديس بطرس وبولس، وهي أكبر كنيسة خشبية في نصف الكرة الغربي، ومثال رائع للهندسة الدينية الخشبية. كما تزخر المدينة بالأسواق الشعبية التي تقدم المنتجات المحلية والأطعمة التقليدية، إضافة إلى المتاحف التي تسلط الضوء على تاريخ البلاد الغني، بما في ذلك الإرث الاستعماري والدور الكبير لثقافات السكان الأصليين والأفارقة والآسيويين.
ولا يفوّت الزوار التنزه على ضفاف نهر سورينام الذي يمنح المدينة طابعاً استوائياً جذاباً، حيث تنتشر المقاهي والمطاعم التي تقدم أطباقاً مميزة مستوحاة من مطابخ متعددة مثل الهندية والجابانية والكاريبية.
غابات الأمازون… مغامرة في قلب الطبيعة
تُعد الغابات المطيرة في سورينام كنزها الأكبر، إذ تغطي معظم أراضي البلاد، وتُعد من أكثر النظم البيئية تنوعاً في العالم. توفر هذه الغابات فرصة فريدة للغوص في عالم الطبيعة البكر حيث تعيش مئات الأنواع من الطيور والحيوانات، بما في ذلك الجاكوار والكسلان والقرود، إضافة إلى آلاف الأصناف من النباتات المدهشة.
من أبرز الوجهات الطبيعية منتزه براونزبرغ الطبيعي، الذي يقدم مسارات للمشي بين الجبال والغابات الكثيفة، ويتيح للزوار الاستمتاع بالشلالات الرائعة مثل شلالات ليون وشلالات إيرفان. كما يمكن للزوار زيارة محطة فولتسبرغ للأبحاث الواقعة في قلب الأمازون، وهي مركز علمي يتيح للعلماء والمهتمين فرصة دراسة التنوع الحيوي في المنطقة.
أما نهر كوبينامي الضخم الذي يعبر قلب الغابات، فيوفر تجربة لا تُنسى من خلال رحلات القوارب التقليدية التي تقود الزوار بين قرى السكان الأصليين، وتُعرفهم على عادات وتقاليد فريدة ظلت متوارثة عبر الأجيال. ويمكن للمغامرين تجربة المبيت في نُزُل طبيعية داخل الغابة تمنحهم فرصة تجربة الحياة البرية عن قرب.
ثقافات متعددة وتجارب أصيلة
تميز سورينام نفسها بتعدد ثقافي نادر، إذ يقطنها خليط من الأعراق والثقافات يشمل السكان الأصليين والأفارقة والهنود والجاويين والصينيين، إضافة إلى العرب والأوروبيين. هذا التنوع جعل البلاد ملتقى لغوياً وثقافياً فريداً، تعيش فيه الأديان والعادات في انسجام مثير للإعجاب.
يُعد المطبخ السورينامي انعكاساً لهذا التنوع، فهو يمزج بين النكهات الهندية والإفريقية والجاوية والكاريبية، ما ينتج عنه أطباق شهية ومتنوعة. من أشهر الأكلات المحلية طبق الروتي الهندي، وطبق البوم الذي يعتمد على الدجاج واليام، إضافة إلى أطباق الأسماك التي تُعد بكثرة بفضل الأنهار والمحيط.
ولا يمكن لزائر سورينام أن يغادر دون استكشاف ثقافة المارون، أحفاد الأفارقة الذين هربوا من العبودية وأنشأوا مجتمعات مستقلة في الغابات. لا تزال تقاليدهم محفوظة بقوة، ويمكن للزائر التعرف عليها عبر زيارة قراهم المنتشرة على طول الأنهار، حيث تُقام الاحتفالات والمهرجانات التقليدية المليئة بالموسيقى والرقص.
في الختام، تُعد سورينام وجهة مثالية للمسافر الباحث عن تجربة أصيلة تجمع بين جمال الطبيعة وروح الثقافة المتنوعة. فمن العاصمة التراثية إلى الغابات المدهشة والقرى الأصيلة، تقدم البلاد تجربة استثنائية تُحفر في الذاكرة، وتكشف جانباً مجهولاً ورائعاً من أمريكا الجنوبية. إنها بحق كنز ينتظر من يكتشفه ويستمتع بسحره الفريد.










0 تعليق