«علمتني الحياة».. مرجع معرفي إنساني من القلب إلى القلب - المصدر 24

جديد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«علمتني الحياة».. مرجع معرفي إنساني من القلب إلى القلب - المصدر 24, اليوم الأحد 9 نوفمبر 2025 02:13 صباحاً

المصدر 24 - يُمثّل كتاب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «علمتني الحياة»، مرجعاً معرفياً وفكرياً للأجيال الحالية والقادمة، والكتاب يُوثّق محطات من مسيرة وفلسفة سموّه القيادية والفكرية في سياسة الناس وسياسة الحكم.

35 فصلاً مُلهِماً يجمعها كتاب استثنائي، أراده سموّه أن يكون «بسيطاً في كلماته، صريحاً في عباراته، حقيقياً في معانيه حتى يصل من القلب للقلب».

وقال سموّه في مقدمتها: «خلال بضعة أعوام سأكمل 60 عاماً في العمل العام.. 60 عاماً من سياسة الناس وسياسة الحكم، وسياسة الحياة، 60 عاماً مرت سريعة بتحدياتها وإنجازاتها، وأفراحها وأحزانها، وأزماتها ومفاجآتها، 60 عاماً كسبت فيها أصدقاء، وبسبب الإنجاز أصبح لدي أيضاً حُسّاد، 60 عاماً فقدت فيها أحبة، فقدت أبي وأمي وإخوتي وغيرهم، وكسبت فيها الكثير، أسرةً جميلةً وأبناء صالحين ومواطنين طيبين، ودولة أصبحت حديث الناس والعالم».

ويأتي إطلاق الكتاب تجسيداً لحرص صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على نقل خبراته وتجاربه الثرية، في مختلف الميادين، ليكون إضافة نوعية للمكتبة العربية، ومصدر إلهام للقيادات وصُنّاع القرار والجيل الجديد من الشباب الطامح لصناعة المستقبل.

كما يُعدّ امتداداً لمسيرة سموّه في رفد الفكر والثقافة والإبداع بنتاجات نوعية تركت بصمتها على الحراك الفكري والثقافي محلياً وعربياً، عبر موضوعات شاملة تتناول مختلف جوانب الحياة وقيمها الإنسانية والتنموية.

وفي مقدمة الكتاب يقول سموّه: «تعلمت الكثير من الحياة، ولعل أكبر درس تعلمته أنني لست كاملاً، بل إنسان يتعلم ويتطور، وينمو ويكبر، ويحب ويكره، ويقوى ويضعف، ويتغير باستمرار، ولكن بقي الثابت الوحيد، عبر أكثر من سبعة عقود من حياتي، أنني أحببت بلدي، وأحببت شعبي، وأحببت أسرتي».. ومن قصص الكتاب:

رسالة إلى أحفادي

أحفادي وأحبابي: أعرف أن حياتكم جميلة، وأوقاتكم مريحة، وبيوتكم واسعة، ومدارسكم رائعة، وأسرّتكم دافئة، وطعامكم شهي، وأسأل الله أن يديم نعمته عليكم.

أريدكم أن تدركوا بأن كل ذلك ليس هو الحياة الحقيقية.. كل تلك أدوات لتساعدكم على عيش الحياة الحقيقية القادمة.

أحفادي وأحبابي: في هذا العالم كل شيء خلق لسبب، وكل كائن له دور يؤديه.

انظروا يا أحفادي إلى النحلة، تسعى كل يوم لتؤدي عملها في بناء الخلية أو إنتاج العسل أو حراسة السرب.

انظروا إلى الطيور حولكم، كل طير يؤدي عمله في بناء العش أو رعاية الصغار أو جلب الطعام.

انظروا إلى الأشجار حولكم، تؤدي عملها أيضاً، تنتج الثمار، وتوفر الظلال، وتحفظ الهواء، وتطعم الحيوان والطير والإنسان.

وأنتم، ماذا سيكون دوركم في هذا الكون الكبير وهذا العالم الواسع؟

أحفادي وأحبابي: انظروا كل يوم للبشر حولكم.. المزارع.. والتاجر.. والموظف.. والطبيب والمهندس.

يسعى المزارع في زراعته وينميها ويسقيها.. ويراعيها حتى تكبر وتثمر.

ويسعى التاجر في تجارته، فيذهب للأسواق، ويعقد الصفقات، ويدير الاستثمارات.

وكذلك يسعى الموظف في وظيفته، ويكد العامل في عمله، ويتفانى الطبيب مع مرضاه، ويتقن المهندس في مشاريعه.

الجميع يترك الراحة، ويسعى لأداء دوره في الحياة.

ولا بد أن تسألوا أنفسكم: ما هو الدور الذي تريدون أن تؤدوه في الحياة؟ ما الأثر الذي تريدون تركه في العالم؟ ما البصمة التي ستحمل اسمكم في المستقبل؟

أحفادي وأحبابي: لقد أفنى أجدادكم وأهلكم والآلاف معهم أعمارهم في هذه الأرض التي منحتهم الحياة، فمنحوها الأرواح والأعمار وواصلوا فيها الليل بالنهار لتكون لكم اليوم حضناً دافئاً، وحصناً منيعاً، وبيئة صالحة.

وسيأتي دوركم لاستكمال عمارتها، وتعظيم مكاسبها، والحفاظ عليها لمن سيأتي بعدكم.

أحفادي وأحبابي: مهما كان الدور الذي ستؤدونه في مستقبلكم، لتكن أعمالكم مليئة بالإخلاص والنزاهة، وتعاملكم مع الناس مليئاً بالوقار والاحترام، ولتكن حياتكم مليئة بالبساطة والشهامة، ونفوسكم عامرة بالرضا والقناعة.

إذا أسديتم معروفاً للبشر، أو أنجزتم عملاً لهذه الأرض، لا تسجلوه كدين مستحق، ولا تمنّوا به على أحد، بل كونوا كالنحلة التي قدمت العسل ومضت.. وكالشجرة التي قدمت الثمر حتى لو رُميت بالحجر، وكالطير الذي أطعم فراخه حتى كبروا وطاروا بعيداً.

أحبابي: كونوا كالمطر، إذا وقع على الصحراء حوّلها واحات خضراء، وإذا وقع على الجبال سال بأودية تسقي الزروع والثمار، وإذا وقع على المدينة غسلها وطهرها وجدّد ثوبها وجمالها.

كونوا كالمطر أينما وقع نفع، كونوا كالمطر لا يفرق في منفعته بين غني وفقير، أو كبير وصغير، لا يفرق في نفعه وآثاره بين إنسان أو حيوان أو طير أو نبات.

كونوا نفاعين للجميع دون تفرقة أو تمييز.

أحفادي وأحبابي: كل واحد منا مدبر له طريقه.. ميسر له دوره على هذه الأرض.

أرأيتم يا أحبابي كيف نبني برجاً عالياً يضم الأسر ويعيش فيه الأطفال في راحة وأمان.. هناك أساسات أسفل هذا البناء تحمله، وأعمدة بين الجدران تسنده، وأحجار تزينه، ونوافذ تحميه من الحر والبرد والمطر. كل جزء يؤدي دوره في هذا البرج الجميل، ليكون راسخاً قوياً ثابتاً، تستقر فيه الأسر، ويكبر فيه الأطفال، وتكبر فيه أحلامهم. قد لا يعلم الأطفال بأن هناك الكثير من الأجزاء المخفية تحت الأرض، تحملهم وتسندهم وتحميهم ليعيشوا في أمان واستقرار.

وكذلك هي الأوطان يا أحبابي.. ليس كل من يعمل يُرى، وليس كل من يبذل يظهر، وليس كل من يحمي ويحمل ويسند يُشكر ويُقدَّر.

ولكن العمل من أجل الوطن هو ثواب بذاته، وهو شرف بطبيعته، وهو فضيلة تبقى معنا أبد الدهر.

أحفادي وأحبابي: ستكبرون بإذن الله وأنتم في خير، وسترون حياة جميلة بانتظاركم، ووطناً عظيماً في استقبالكم، كونوا على قدره واحفظوه للأجيال بعدكم، وكونوا خير خلف لخير سلف.

أبوكم المحب لكم..

محمد بن راشد آل مكتوم

• كونوا كالمطر، إذا وقع على الصحراء حوّلها واحات خضراء، وإذا وقع على الجبال سال بأودية تسقي الزروع والثمار، وإذا وقع على المدينة غسلها وطهرها وجدّد ثوبها وجمالها.


دقيقة

يتكرر علي سؤال بين فترة وأخرى.. لماذا أنت مستعجل دائماً؟

والجواب: لست مستعجلاً، ولكن تقديري للوقت يختلف عن الكثيرين، لأني أعرف أن الفرق بين النجاح والفشل هو في تقديرنا للوقت. أعرف أن كل دقيقة من حياتنا لها قيمة، وكلما زادت قيمتها عندك كلما صنعت أثراً يمتد زمناً أكبر.

أعرف أن الوقت الذي يمضي لن يعود، والدقيقة التي لا تنجز فيها لا تحسب من عمرك، وعندما ترتبط كل دقيقة لديك بمصالح الملايين من البشر تصبح قيمتها أعلى بكثير.

كانت لدينا مشاريع تتطلب سنوات، طلبت من فريقي إنجازها في عام، وأنجزوها.

كان لدينا أهداف في خططنا تتطلب 10 أعوام، طلبت منهم الانتهاء منها في 3 سنوات، وأنجزوها.

علمتني الحياة أن الوقت يتمدد بناءً على تقديرنا لأهميته، الاجتماع الذي يحتاج ساعة تستطيع إنجازه في 10 دقائق، والمشروع الذي يتطلب عاماً يمكن الانتهاء منه في أشهر.. كل ذلك يعتمد على تقديرك واحترامك لكل دقيقة.

أعشق سباقات الخيل التي علمتني أن ثانية واحدة قد تكون الفرق بين الفوز والخسارة.

يقولون إن في العجلة الندامة، وأقول في مجال التنمية: في العجلة الفوز والسلامة.

أعرف أنه كلما تقدمت الدولة وارتقت حضارتها كلما زاد تقديرها للوقت.

أرأيت اليابان التي تصمم مشاريع قطاراتها بالثواني، وتعتبر دقيقة التأخير عاراً قومياً.. ومثلها دول كالصين وكوريا الجنوبية وألمانيا وغيرهم.. هل تقدير أوقاتنا في العالم العربي كتقديرهم لأوقاتهم؟

لو كان لدينا سوق للدقائق كما لدينا سوق للعملات، كم ستكون قيمة الدقيقة اليابانية مقابل الدقيقة العربية؟ الفرق في قيمة الدقيقة سيعطيك الفرق في السنوات التي تحتاجها منطقتنا للحاق بهم.

قبل فترة أطلقت مشروعاً لتقليل البيروقراطية في الحكومة. طلبت منهم تقليل جميع المدد التي تتطلبها الخدمات بنسبة 50%، وتم الإنجاز.

يقولون إن تكلفة البيروقراطية والتأخير في الإدارة الحكومية تبلغ تريليونات الدولارات سنوياً.. وكلها عبارة عن دقائق هنا ودقائق هناك من الانتظار.

لا بد أن ننظر لدقيقة المستثمر.. ودقيقة الطبيب.. ودقيقة المهندس.. ودقيقة المعلم عندما نصمم خدمات حكومية تتطلب من الناس تخصيص وقت لإنهاء إجراءاتها.

وعلى قدر احترامنا لدقيقة كل إنسان، على قدر احترام كل إنسان لنا وتقديره لخدماتنا، وهكذا نبني ثقافة احترام الوقت في مجتمعنا.

عاش الإسكندر المقدوني 32 عاماً لكنه أسس أكبر إمبراطورية عرفها العالم القديم، من سواحل المتوسط حتى جبال الهيمالايا، وأسس أكثر من 20 مدينة تحمل اسمه. وكان هارون الرشيد قائداً للجيش العباسي بعمر الـ16، وتولى الخلافة في سن العشرين، ورسخ دولة وحضارة ما زلنا نتحدث عنها إلى اليوم.

دروس التاريخ لا تجامل.. ولا ترحم.

ودروس الحاضر واضحة أيضاً، اليوم أعظم الشركات العالمية الكبرى أسسها شباب في بداية العشرينات لأنهم يحترمون أوقاتهم، ويكرسون كل دقيقة من وقتهم للإنجاز.

ولدينا شباب في عالمنا العربي للأسف يقتلون الأوقات والأيام والسنوات، ولا يعلمون أنهم يقتلون أحلام أوطانهم ومستقبل بلدانهم.

تقديرنا للدقيقة يكشف كل شيء.

تقديرنا للدقيقة يعطينا تقديراً لمدى خلود أعمالنا، وعظمة إنجازاتنا.

كلما كانت الدقيقة عظيمة، كانت الإنجازات أعظم وأبقى وأدوم.

ولذلك أنا مستعجل، وسأبقى.

• لو كان لدينا سوق للدقائق كما لدينا سوق للعملات، كم ستكون قيمة الدقيقة اليابانية مقابل الدقيقة العربية؟ الفرق في قيمة الدقيقة سيعطيك الفرق في السنوات التي تحتاجها منطقتنا للحاق بهم.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : «علمتني الحياة».. مرجع معرفي إنساني من القلب إلى القلب - المصدر 24, اليوم الأحد 9 نوفمبر 2025 02:13 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق