نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شباب يغادرون الوطن باحثون عن مستقبل ، بعيدا عن وعود زائفة ومقولة .. القادم أجمل ! #عاجل - المصدر 24, اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 07:25 صباحاً
كتب د. محمد أبو بكر
ما أصعب على المرء ترك وطنه ، حين لا يجد فيه مكانا يأويه ، والأصعب حين تودع فلذة كبدك بحسرة ، وأنت تعلم بأنه ذاهب للمجهول ، فحين يشتد الخطب بأبنائنا ، لا يجدون أمامهم غير وداع الوطن والأهل ، ربما في الغربة يجدون ما يفتقدونه في وطنهم .
أثارتني رسالة الأكاديمي محمد الرقاد لإبنه الذي غادر الأردن بحثا عن مستقبل ، بحثا عن وظيفة ، عن أمل ، وربما بحثا عن حياة أخرى ، يجد فيها نفسه ، وحينها قد لا يفكر بالعودة .
رسالة موجعة ، لأنها نابعة من قلب أب يشعر بظلم قاس ، وبعدالة نفتقدها ، شعور لا يمكن اختزاله بكلمات ، ولكنه يشعر في قرارة نفسه بأن المواطن العادي من الصعب عليه أن يضع نفسه في منافسة مع أبناء الذوات ، الذين ينخرطون في الوظيفة العامة وهم في السنة الأخيرة من دراستهم الجامعية .
وحين يخاطبه بالقول .. غادر يابني الحبيب ، إلى بلاد بعيدة ، لتفسح المجال لتعيين ابناء الوزراء والمسؤولين المحتاجين ، سافر لمستقبلك ، بعيدا عن الوعود الكاذبة والأبتسامات المزيفة ، وأضيف عليها .. سافر يابني ، أوهمونا بأن القادم أجمل ، ربما تجده أجمل في غربتك المرّة .
هذه الصرخة الداخلية الموجعة ، تشبه تماما ماحدث مع صديق لي قبل مايقارب العام ، فابن هذا الصديق أنهى الدراسية الجامعية ، لم يجد مجالا لأي عمل ، وإذا ماوجده ، فالراتب لا يزيد عن ثلاثمائة دينار ، ماذا يفعل بهذا المبلغ في ظل هذه الظروف البائسة.
خاطب والده بقراره مغادرة الأردن ، بمساعدة صديق له في جمهورية صربيا ، كان تأثر الوالد كبيرا ، ماذا يفعل إزاء ما فكّر به ابنه ؟ ثم كان القرار بالسفر ، ياله من قرار ، ويالها من رحلة مضنية ومتعبة ، استمرت لأكثر من عشرة أيام، منها ثلاثة أيام مشيا على الاقدام في غابات بلغاريا ، لأن المحطة النهائية كانت النمسا .
وصل إلى النمسا ، اقترح البعض عليه الذهاب للعمل كمتطوع في البلدية ، وهذا ماكان ، والمكافأة الشهرية ستمائة دولار ، وبما أنه أثبت حسن أخلاقه ، أرسلوه لبيت المسنين ، نال إعجابهم، منحوه بطاقة هوية ، وبعد فترة كانت له مقابلة للحصول على جواز سفر ، وليس جنسية الدولة ، لتسهيل أمور تنقلاته ، والبحث عن عمل جيد ، كل ذلك خلال فترة لاتتجاوز العام .
مؤخرا .. اتصلت بوالده ، كان مسرورا خلال الاتصال ، واخبرني بأن ابنه يعمل في ظيفة محترمة براتب ألف وخمسمائة يورو .
هنا أدركت بأن مستقبل أبنائنا خارج الوطن ، هم أرادوا ذلك ، أقصد المسؤولين ، فإذا كانت الحكومة مصرّة على رفضها رفع الرواتب بمبلغ ضئيل لا يتجاوز الخمسين دينارا ، فماذا سيفعل الأبناء هنا ؟ أي مستقبل ينتظرهم ، والوظائف باتت حكرا على طبقة معينة .
الشباب الأردني يصرخ تحت وطأة الحاجة لوظيفة ، ولكنه لا يجدها ، هي ليست له ، وإذا كان مصرّا على وظيفة حكومية ، فعليه انتظارها لخمسين عاما قادمة .
ياوجع القلب على شباب أردني ، يغادر الوط٧ن ، ولكن الوطن يعيش فيه ، شباب لا يمكن له نسيان حارته وجيرانه وأصحابه ، ولكنه العلقم الذي لا بدّ منه ، لعلّ هذا العلقم يتحول إلى حلاوة يذوق طعمها ، ولكن خارج حدود الوطن .
إلى شعبنا الطيب في كل مكان .. أرجوكم ، افسحوا المجال لأبناء الذوات ، هم بأمسّ الحاجة للوظيفة ، نظرا لظروف إنسانية يعيشونها ، فرواتبهم بالكاد قادرة على شراء تذاكر لحضور حفلات هيفا وهبي .. ألله غالب !
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : شباب يغادرون الوطن باحثون عن مستقبل ، بعيدا عن وعود زائفة ومقولة .. القادم أجمل ! #عاجل - المصدر 24, اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 07:25 صباحاً


















0 تعليق