المصدر 24 - يستعد الاتحاد الأوروبي للكشف عن خطة تنفيذية جديدة تشمل خمس نقاط رئيسية، بهدف تفعيل المرحلة الثانية من اتفاق التجارة مع الولايات المتحدة، الذي تم التوصل إليه خلال صيف العام الماضي. وتركّز الخطة على خفض الرسوم الجمركية وتوسيع نطاقها، ومعالجة الحواجز التنظيمية والفنية أمام التجارة، إضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعي الصلب والألمنيوم، وفقًا لمصادر مطلعة على الملف.

وتأتي هذه التحركات قبل لقاء مرتقب بين مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش ونظرائه الأميركيين في وقت لاحق من الشهر الجاري، وسط ضغوط أميركية متزايدة تطالب بخطة قانونية ملزمة لمراجعة اللوائح التنظيمية الأوروبية التي تعتبرها واشنطن مقيّدة للشركات الأميركية.

خطة أوروبية شاملة للأمن الاقتصادي والتجارة الرقمية

بحسب المعلومات المتوفرة، تتضمن الخطة إنشاء مجموعة عمل مشتركة للأمن الاقتصادي تُعنى بملفات حساسة تشمل مراجعة الاستثمارات، وضوابط الصادرات، والمشتريات العامة، وسلاسل الإمداد الخاصة بالمواد الخام الحيوية. كما تشمل الخطة خطوات لمتابعة الاستثمارات الأوروبية في الغاز الطبيعي المسال وأشباه الموصلات، تنفيذًا للتعهدات السابقة بين الجانبين.

ووفقًا للمصادر، ستركّز الخطة الأوروبية على خمس مجالات رئيسية هي: الرسوم الجمركية والنفاذ إلى الأسواق، التجارة الرقمية، المعايير الفنية، التعاون في قطاع المعادن، والأمن الاقتصادي. ويهدف الاتحاد من خلالها إلى توسيع نطاق السلع المشمولة بخفض الرسوم لتشمل منتجات مثل النبيذ والمشروبات الروحية، بجانب مراجعة الترتيبات السابقة التي فُرضت بموجب اتفاق أغسطس الماضي بين أورسولا فون دير لاين والرئيس الأميركي دونالد ترمب، والذي نص على رسوم بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية مع إعفاءات محدودة لبعض القطاعات.

مفاوضات جديدة حول الصلب والمعادن الاستراتيجية

ما زال الاتحاد الأوروبي يخضع لرسوم تصل إلى 50% على صادرات الصلب والألمنيوم وعدد من المنتجات المشتقة، وتسعى المفوضية الأوروبية إلى إقرار نظام حصص جديد يسمح بدخول كميات محددة من المعادن إلى السوق الأميركية برسوم مخفّضة. ويأمل الجانبان في التوصل إلى صيغة أكثر توازناً لتقليص التوترات التجارية التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة.

ومن المقرر أن يحصل مبعوثو الاتحاد الأوروبي على إحاطات تفصيلية حول الخطة خلال الأسبوع الجاري، تمهيدًا لمناقشتها في الاجتماع المشترك مع الجانب الأميركي قبل نهاية الشهر، وسط توقعات بأن تشكّل هذه المباحثات مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي بين بروكسل وواشنطن بعد سنوات من الخلافات التجارية.