نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رحلتي إلى سحم الكفارات - المصدر 24, اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 07:54 مساءً
قبل أيام، وبناءً على دعوة كريمة من الزميل العتيق محمد الرقيبات، قمت بزيارة خاصة إلى منطقة سحم الكفارات، إحدى أجمل مناطق شمال الأردن.
تحركت من العاصمة عمّان، وبعد نحو ساعة ونصف وصلنا إلى هذه المنطقة الغنية بأشجار الزيتون المعمّرة والبلوط، التي يزيد عمر بعضها على ثلاثة آلاف سنة. كان منظر القرامي والعواميد المتجذّرة في الأرض مدهشًا بحق.
تقع سحم الكفارات في أقصى شمال الأردن على ضفاف نهر اليرموك، ضمن لواء بني كنانة، وتحيط بها قرى أردنية عدّة: عقربا من الشرق، كفرسوم من الجنوب الشرقي، ملكا من الغرب، وسمر من الجنوب. وتُعدّ من القرى الحدودية المطلة على النهر الفاصل بين الأردن وسوريا. تتميّز بطبيعتها الخضراء وتضاريسها الوعرة التي تمنحها إطلالات بانورامية على الجولان وجبل الشيخ، كما تشتهر بخصوبة أراضيها وكثرة ينابيعها ومواقعها الأثرية القديمة.
زرنا المطلّ وشاهدنا مناظر خلابة تطل على ثلاث دول: سوريا ولبنان وفلسطين، بما في ذلك القرى السورية مثل معرية وكويه، وهضبة الجولان، وجبل الشيخ، ومدينة صفد. كما شاهدنا نهر اليرموك وتلة خالد ومزارع الجوافة والبرتقال، في مشهد خلاب يفوق الوصف.
ثم كانت محطتنا التالية في معصرة الشعلة، حيث عشنا طقوس عصر الزيتون: تفريغ الثمار، استخدام المكبس والفرازة، وانسياب الزيت العطِر من المزراب، إلى جانب التعرف على صناعة الصابون والجفت للتدفئة.
وفي زوايا المعصرة دار حديث شيق حول طقوس الزيت والزيتون وذكريات عزيزة لدى أهلنا وكبارنا. أخبرتهم أن والدي، رحمه الله، كان يشرب زيت الزيتون كل صباح على الريق، مؤمنًا ببركته وفوائده. وقال أحد الزملاء إن والدته كانت تحضّر لنا "الزِّيقِيّات” ليلة عودتنا من المعصرة، فتمتلئ الدار برائحة الزيت الطازج والخبز الساخن. وأضاف زميل آخر أن جده كان يردّد دائمًا:
"البيت اللي فيه زيت وزيتون، ما بجوعوا أهله."
وبعد هذا الحوار الجميل والجولة الساحرة، وصلنا إلى موقع الجلسة المسائية، حيث أعدّ لنا أصحاب الدعوة مائدة عامرة بـ صاجية لحمة رأس عصفور، قلاية بندورة، اللبن المسهى، الزيت والزيتون، والخبز المشروح الساخن.
كان منظر النار تحت الصاجية لا يوصف، والطقس رائعًا، واختُتمت الليلة بكأس شاي على الحطب في أجواء دافئة ومفعمة بالمودة.
وكلنا أمل أن يكون فصل الشتاء موسم خير ومطر، وأن يكتمل الخير في موسم الزيتون القادم.
ونسأل الله أن يكون هناك اهتمام أكبر بالجانب السياحي لمناطق الشمال، وتحديدًا منطقة سحم الكفارات، لتظل هذه اللؤلؤة الطبيعية وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والجمال.
ونسأل الله أن تتكرّر هذه الرحلة في فصل الربيع القادم، على أمل لقاء جديد مع الأحبة في سحم الكفارات.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : رحلتي إلى سحم الكفارات - المصدر 24, اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 07:54 مساءً















0 تعليق