المصدر 24 - وحدث ولاحرج عما تفعله قوات الاحتلال لتنغيص احتفالات المسيحيين بأعيادهم عندما تحيط بالكنائس وتفرض قيودا علي  الوصول اليها. وسبق ان عرضنا في هذا الموضع تقريرا عن الاعتداءات التي يتعرض لها المسيحيون علي ايدي الاحتلال الاسرائيلي.

يبدو ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب اصيب بعشي ليلي "اختياري" فلم يشاهد شيئا  من كل هذا. 

ولانه "اختياري" فقد تعمد  ان يشاهد أو صور له خياله مشاهد  مسيحيين يقتلون في نيجيريا علي ايدي "متشددين مسلمين" من  جماعة بوكو حرام وغيرها.. ولأنه "مسيحي متدين" هدد نيجيريا باستخدام القوة ضدها اذا لم توفر الحماية لمواطنيها المسيحيين..  ويقترب عدد سكان نيجيريا من 230 مليونا نصفهم من المسلمين والنصف الاخر من المسيحيين.

تجاوز ترامب في رؤيته ووصل به الامر  الي اصدار اوامر الي وزارة الحرب  بالتخطيط لعمل عسكري محتمل من أجل "حماية المسيحيين" في ذلك البلد الواقع في غرب افريقيا.. ومضي ترامب الي ابعد من ذلك فاوعز الي عدد من الممثلين الامريكين السود بتأييد حملته للدفاع عن المسيحيين في نيجيريا.

قال وزير الحرب  الأمريكي بيت هيجسيث "وزارة الحرب تستعد للتحرك.. إما أن تحمي الحكومة النيجيرية المسيحيين وإما سنقتل الإرهابيين الذين يرتكبون هذه الفظائع المروعة.

بدورها لم تسكت نيجيريا وردت علي هذا علي لسان العديد من مسئوليها في مقدمتهم الرئيس النيجيري باولا تينوبو "73 سنة" وهو مسلم متزوج من قسيسة مسيحية.. قال باولا ان هناك نزاعات يسقط لها قتلي من النيجيريين من المسلمين والمسيحيين علي حد سواء بسبب النمو السكاني الكبير والصراع علي الارض.. واكد ان نيجيريا ترفض الاضطهاد الديني للمسلمين والمسيحيين علي حد سواء.. مضيفا إن التهديد العسكري الصادر عن ترامب يستند إلي تقارير مضللة. ويندرج ضمن أسلوب ترامب القائم علي استخدام القوة لفرض الجلوس إلي طاولة.

واذا عرف السبب بطل العجب. ذلك ان القاء الضوء علي اقتصاد نيجيريا يمكن ان يشرح لنا السبب الرئيسي وراء هذا الموقف وهو الموارد الطبيعية الوفيرة التي تتمتع بها نيجيريا ورغبة ترامب في استنزاف هذه الموارد بأبخس الشروط. 
 يتوقع  تقرير لصندوق النقد الدولي  أن تصبح  نيجيريا ستصبح ثالث أكبر اقتصاد في أفريقيا بحلول 2030. وهي تعد  أكبر منتج للبترول  في أفريقيا 2024 بـ1.35 مليون برميل يومياً متفوقة علي ليبيا والجزائر وانجولا. ويمثل البترول 90% من عوائدها التصديرية. وهي  خامس أكبر منتج للمعادن النادرة والثانية في التنتالوم عالمياً حيث تنتج 18% من الانتاج العالمي.
وتحت كلمة المعادن النادرة  نضع عشرات الخطوط نظرا لاهتمام ترامب بشكل خاص بالمعادن النادرة لتوفيرها للشركات الصناعية الامريكية باقل الاسعار لرفع قدراتها التنافسية داخل الولايات المتحدة وخارجها. 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل