نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هواجس السلام في زمن الحرب - المصدر 24, اليوم الأحد 9 نوفمبر 2025 11:10 مساءً
المصدر 24 - من زمن السادات حتى زيارة الرئيس أحمد الشرع الحالية تظل هواجس السلام حاضرة في الوجدان العربي، حيث لم تنفك اللقاءات المعلنة منها وما تم من وراء حجاب، سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء.
الحديث عن التطبيع مع إسرائيل حاضر عند الحديث عن سورية وعن لبنان أيضاً، وحتى حالة الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي استمرّت 12 يوماً، ذهب بعض المحللين إلى أنها تسوية على النار لعودة إيران إلى علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
كما يمتد الحديث للسعودية التي تكرر بوضوح جلي تمسكها بحل الدولتين، والذي تراه الحل الجذري لمشكلة دامت أكثر من سبعة عقود، ومثّلت السبب الرئيسي للأزمات في المنطقة، وتطفّلت عليها كيانات وأجندات غير عربية أثّرت على استقرار دول عربية وليس فلسطين فحسب.
يُخضع الساسة في العالم العربي العلاقات مع إسرائيل للنقاش المعمق، على مستوى الجدوى السياسية وعلى مستوى القبول الشعبي، وربما أقل الزوايا تعاطياً في التحليل هو مدى رغبة الشعب الإسرائيلي بالسلام، وهل هو سلام أو تطبيع Normalisation، وهو المصطلح الذي استخدم بعد اتفاق كامب ديفيد.
فمصطلح التطبيع معني بفكرة عودة العلاقات إلى الطبيعة الاعتيادية الدبلوماسية والخروج من حالة الحرب، لكن السلام حالة أعمق من الثقة والطمأنينة، ومن المعلوم أن السلام هو العبارة التي يبدأ بها المسلمون واليهود تحيتهم.
ومن هواجس السلام اليوم هو ما تركته حرب غزة من أثر في النفس، وما تجاوزها في لبنان واليمن وإيران، وهذا الأثر لا نشهد ظلاله في منطقتنا فقط بل يمتد إلى نيويورك التي يختار ثلث يهودها زهران ممداني، وتزيد النسبة لدى جيل الألفية منهم، وهو ما يرمز لإدراكهم بأن حكومة نتنياهو في قتلها للأطفال في غزة لم تكن تحقق هدفاً قومياً أو دينياً.
العام 2020 كان محورياً على مستوى العلاقات العربية الإسرائيلية، بعد رعاية الرئيس ترمب للاتفاقيات الإبراهيمية بين عدة دول عربية وتل أبيب، وهنا تناولت عدة تحليلات ومنها ما نشر في foriegn affairs شهر يوليو الماضي حول الشأن الفلسطيني، عبر طرح تساؤل: هل تعني الاتفاقيات الإبراهيمية تراجع أهمية فلسطين في العالم العربي؟
والهاجس الثاني الذي ساد الأوساط الإسرائيلية عبثاً، الاعتقاد بأن الدول العربية والخليجية تحديداً ستحتفل بضرب إيران أو أذرعها، وهذا ما جانب الواقع، فالنضج السياسي العربي لا ينظر لسطحية القول بعدو عدوي صديقي.
التحليلات الإسرائيلية الصحفية بالمجمل أخفقت في إدراك عمق الاتفاق السعودي الإيراني برعاية الصين، وأغفلت كذلك المبدأ الذي تدير فيه المملكة اختلافاتها، وربما غابت دروس التاريخ في كيف تعاملت الرياض مع مختلف الحرائق التي نشبت في محيطها بأدوات الحكمة.
من جانب آخر، يدخل كثير من الصحفيين في الغرب عامة بالتحليل المبني على التمني عبر القول بأن المملكة ستقبل باتفاق سلام دون شرط الدولتين، وهو أمر كرره المسؤولون السعوديون في عدة مناسبات، بل حتى الرئيس ترمب أقر به عند زيارته الرياض، عبر تفهمه للموقف السعودي الواضح.
حين أشعلت إسرائيل نيران الحرب رداً على السابع من أكتوبر، حملت المملكة مشعل السلام والحل السياسي للدولتين، ونجحت برفقة فرنسا في جلب تأييد كبير وغير مسبوق، ولا يمكن إغفال أن هذا الأمر تم بدافعة قوية من تغيّر في الرأي العام الغربي في حرب غزة الأخيرة لم تشبه أي مرحلة من مراحل الصراع العربي الإسرائيلي عبر التاريخ.
وعندما نفكك أسباب هذا الغضب الغربي، بالإضافة إلى تغيّر مصادر المعلومات في الغرب، وغياب التأثير الأحادي للإعلام المملوك أو المسلوب من إسرائيل، نجد أن هذا الغضب الشعبي يقضم في المقام الأول من سردية إسرائيل القائمة على كونها كياناً غربياً في وسط عالم عربي، ويقصد بذلك بطبيعة الحال كيان بقيم كالديموقراطية وحقوق الإنسان، وهو ما لا تعكسه أي من أحداث القتل ومنع دخول المساعدات لغزة.
في العالم العربي أيضاً يصعب الاعتقاد بأن التطبيع سيصبح يوماً سلاماً إلا في حال وجدت القيم، وأهمها الثقة مع العالم العربي، والعدالة مع القضية الفلسطينية، فدخان النيران في غزة أبقى الكثير في الصدور.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : هواجس السلام في زمن الحرب - المصدر 24, اليوم الأحد 9 نوفمبر 2025 11:10 مساءً









0 تعليق