تعتبر بذور التفاح من العناصر الغذائية التي تحتوي على البروتين والألياف، ولكن من المهم الحذر عند تناولها، خاصة بكميات كبيرة. تحتوي هذه البذور على قشرة قوية تمنع تأثير العصارة الهضمية، مما يجعل بلع بعض منها دون مضغ لا يسبب السمية الحادة أو أي أعراض جانبية. في الواقع، يمكن أن تمر هذه البذور عبر الجهاز الهضمي دون أن تتعرض للتلف.

ومع ذلك، عند مضغ بذور التفاح، تطلق مادة الأميغدالين، والتي تتحول إلى السيانيد عند تفاعلها مع إنزيمات الهضم. على الرغم من أن الجسم يمكنه التخلص من كميات صغيرة من السموم، إلا أن الكميات الكبيرة تعتبر خطيرة. تظهر أعراض تسمم السيانيد بشكل خفيف مثل القلق والصداع والدوخة، بينما الأعراض الحادة تشمل انخفاض الوعي وارتفاع ضغط الدم والشلل، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.

الكميات السامة من بذور التفاح

تعتبر كميات قليلة من بذور التفاح آمنة للاستهلاك، ولكن تناول كميات كبيرة مطحونة أو مسحوقة منها قد يؤدي إلى مخاطر صحية. وفقاً لدراسة نشرت في مجلة Food Chemistry عام 2015، تحتوي كل غرام من بذور التفاح على 1 إلى 4 مليغرامات من الأميغدالين، وتختلف هذه النسبة حسب نوع التفاح. الجرعة المميتة من سيانيد الهيدروجين تتراوح بين 50 إلى 300 مليغرام، حيث ينتج كل غرام من بذور التفاح 0.6 مليغرام من السيانيد. لذا، فإن التسمم الحاد يحدث عند تناول 83 إلى 500 بذور، وهو ما يعادل تناول كميات كبيرة من البذور المطحونة. ومن الجدير بالذكر أن تناول البذور الموجودة في تفاحة واحدة لا يسبب المشاكل، ولكن يُفضل إزالتها قبل عصر التفاح.

فوائد زيت بذور التفاح

يستخرج زيت بذور التفاح من خلال ضغط البذور، ويستخدم في العديد من المنتجات غير الغذائية. من المهم الإشارة إلى أن هذا الزيت لا يحتوي على كميات كبيرة من السيانيد. وقد أظهرت دراسة أولية نُشرت في Journal of the Science of Food and Agriculture عام 2013 أن زيت بذور التفاح قد يمتلك نشاطاً مُقللاً لخطر الإصابة بالسرطان بسبب احتوائه على نسبة عالية من مضادات الأكسدة. ومع ذلك، يجب التنويه إلى أن هذه الدراسة لم تُجرَ على الكائنات الحية، مما يستدعي الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد فعاليته كمنتج غذائي.

لمحة عامة حول التفاح

يُعتبر التفاح من أفضل ثلاث فواكه تُنتج عالمياً، حيث يحتوي على الألياف الذائبة وغير الذائبة، وفيتامين ج، والمركبات الكيميائية النباتية مثل حمض الكلوروجينيك، والكاتشين، والأنثوسيان، والكيرستين، الذي يُعد من الفلافونويدات الطبيعية. كما يحتوي التفاح على البكتين، وهو نوع من الألياف الغذائية التي تعمل كالبريبيوتيك، مما يغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء. للاطلاع على فوائد التفاح، يمكن قراءة مقال فوائد التفاح الأخضر والأحمر.