المصدر 24 - عادت قضية تصنيف جماعة الإخوان وفروعها كتنظيم إرهابي داخل الولايات المتحدة إلى الواجهة بقوة بعد القرار المفاجئ الذي أصدره جريج أبوت حاكم تكساس بإدراج الجماعة ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية كير ضمن قوائم الإرهاب في الولاية وهي خطوة وصفها مراقبون بأنها الشرارة الأولى لمعركة سياسية وقانونية كبرى قد تمتد إلى مستوى الحكومة الفيدرالية.

وقال أبوت في بيان نشره على موقع إكس إن جماعة الإخوان وكير يحملان أهدافا معلنة تقوم على فرض الشريعة بالقوة والسعي للسيطرة على العالم من خلال دعم العنف والترهيب وأضاف أن ما تقوم به هذه الكيانات من نشاطات يمس أمن الأمريكيين بشكل مباشر مؤكدا أن هذه الممارسات غير مقبولة وتستوجب الحسم

وبموجب القرار الجديد يمنح حاكم الولاية المدعي العام سلطات واسعة تشمل منع الأشخاص أو الشركات المرتبطة بالإخوان أو بكير من شراء الأراضي في تكساس بالإضافة إلى غلق مقار المنظمتين داخل الولاية وهو ما وصفه مسؤولون بأنه تطور غير مسبوق في المواجهة مع الجماعة داخل الولايات المتحدة

وأثار القرار تساؤلات حول مستقبل الإخوان في الولايات المتحدة وما إذا كان عام 2026 قد يشهد حظرا فيدراليا شاملا خصوصا أن وزارة الخارجية الأمريكية لم تدرج بعد الإخوان أو كير في قوائم الإرهاب الرسمية رغم الضغوط المتزايدة من أعضاء الكونجرس

وفي يوليو الماضي أعاد السيناتور الجمهوري تيد كروز تقديم مشروع قانون يحمل اسم قانون تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية لعام ألفين وخمسة وعشرين ويمنح التشريع وزارة الخارجية سلطات جديدة لتصنيف الفروع المرتبطة بالإخوان خلال تسعين يوما من اعتماد القانون إلى جانب إعداد قائمة كاملة بالكيانات المتداخلة مع الجماعة وهو مشروع يحظى بدعم عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين

وتزايدت المؤشرات على قرب صدور قرار فيدرالي بعد تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في أغسطس الماضي حيث أكد أن الوزارة بصدد الانتهاء من الإجراءات الخاصة بتصنيف الإخوان منظمة إرهابية وأشار إلى تعقيدات قانونية تواجه القرار موضحا أن أي جماعة يمكنها الطعن أمام المحاكم الاتحادية مما يتطلب بناء ملف قوي لتجنب إسقاط القرار قضائيا

ورغم هذه التحديات فإن الضغوط تتوسع داخل الكونجرس حيث تقدمت النائبة الجمهورية نانسي ميس بمشروع قانون جديد يحمل اسم الإخوان منظمة إرهابية مؤكدة أن الجماعة لا تدعم الإرهاب فقط بل تشجعه بشكل مباشر كما دعا السيناتور توم كوتون مصلحة الضرائب الأمريكية إلى فتح تحقيق في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية لارتباطه التاريخي بتنظيمات متطرفة واشار الى وثائق قضايا تمويل الإرهاب التي تثبت علاقات واضحة بين كير ودوائر مرتبطة بالإخوان

ويرى محللون أن الموقف الأمريكي يتأثر بشكل كبير بالمواقف الحاسمة لدول عربية مثل مصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن التي صنفت الجماعة كتنظيم إرهابي منذ سنوات وقال الكاتب الأمريكي جيم هانسون إن هذه الدول تعرف الإخوان جيدا وقدمت خبرات مهمة للجانب الأمريكي حول خطر التنظيم

ويشير مراقبون إلى أن الخيارات أمام الإدارة الأمريكية واسعة خاصة مع تصاعد التوجه داخل الكونجرس لدعم أي خطوة تقود إلى حظر الإخوان بشكل كامل بداية من إصدار أمر تنفيذي من البيت الأبيض وحتى فرض عقوبات من وزارة الخزانة وهو ما يجعل التصعيد ضد الجماعة أقرب من أي وقت مضى وفق توصيف عدد من الباحثين الأمريكيين

وهكذا يعود ملف الإخوان إلى واجهة المشهد الأمريكي من جديد مدفوعا بقرارات الولايات وتحركات الكونجرس وتصريحات الخارجية فيما يترقب المراقبون ما إذا كانت تكساس ستكون أول ولاية فقط في سلسلة أكبر تقود في النهاية إلى حظر فيدرالي شامل على الجماعة وفروعها داخل الولايات المتحدة