نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جامعة في الصحراء وعالِم بلا تقدير: حكاية الطواها ومعان - المصدر 24, اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 11:15 صباحاً
فُجِعت الأسرة الأكاديمية الأردنية برحيل أحد أعمدتها الشاب؛ الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الطواها، أستاذ العلوم الزراعية في جامعة الحسين بن طلال. وبرحيله بدأت تتكشف ملامح سيرته العلمية المذهلة التي لم تحظَ بالاهتمام الكافي في حياته. فهذا الباحث الذي حمل الدكتوراه من جامعة ماكغيل الكندية – إحدى أرقى جامعات العالم – نشر أكثر من 300 بحث في مجلات دولية محكّمة، وألف 12 كتابًا متخصصًا، وتجاوزت الاستشهادات العلمية بأعماله عشرة آلاف استشهاد، ما جعله يتربع على صدارة التصنيف العالمي "AD” في مجال العلوم الزراعية على مستوى الأردن.
لقد كانت للدكتور الطواها رؤية بحثية متقدمة تستشرف مستقبل الزراعة في بيئة تتغير بسرعة. فقد ركز على تطوير تقنيات زراعية مستدامة ترفع الإنتاجية وتحد من أثر العوامل البيئية السلبية، كما انشغل بدراسة استراتيجيات التكيف مع التغير المناخي، وسعى إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير الزراعة الذكية وإدارة الموارد بكفاءة واستدامة.
لكن، وعلى الرغم من هذه القدرات العلمية الاستثنائية، وجد الدكتور الطواها نفسه في جامعة تبعد أكثر من 500 كيلومتر عن مسقط رأسه؛ في قلب الجنوب الأردني، في محافظة معان تحديدًا. هذه المنطقة التي أُريد لها، عبر عقود من السياسات، أن تبقى فقيرة مهمَّشة، يعاني شبابها من البطالة ويعيش أهلها على هامش اهتمام الدولة، حتى باتت ساحة دائمة للاحتجاجات.
ومن هنا يبرز سؤال جوهري: هل أُنشئت جامعة الحسين بن طلال حقًا لخدمة أبناء معان وتنمية المحافظة؟ أم أنها مجرد مؤسسة تعليمية أخرى أُضيفت إلى ثلاث جامعات قائمة في الجنوب، بالإضافة إلى فروع جامعة البلقاء في كل محافظة، بهدف توظيف عدد محدود من أبناء المنطقة واعتبار ذلك «تنمية»؟
يبدو أن صانع القرار ما زال يختزل التنمية في وظيفة هنا أو عقد عمل هناك.
وإلا، فكيف يمكن تفسير وجود عالم بحجم الدكتور الطواها – خريج واحدة من أعظم الجامعات في العالم – ببحوثه التي تمس جوهر بيئة الجنوب الزراعية، من استصلاح للأراضي، وتطوير للإنتاج، واستشراف للحلول المناخية؟ ماذا قدمت له الجامعة؟ وماذا قدمت الدولة من خلفها ليستثمر علمه في النهوض بالزراعة في هذه المحافظة التي تئن سهلًا وصحراء من البطالة؟
لعل سؤالي يبدو ساذجًا في بلد تُترك فيه سهول حوران، التي غذّت الإمبراطوريتين الرومانية والعثمانية قرونًا طويلة، لتتدهور… بينما نطالب صانع القرار أن يحيي الصحراء!
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : جامعة في الصحراء وعالِم بلا تقدير: حكاية الطواها ومعان - المصدر 24, اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 11:15 صباحاً









0 تعليق