المصدر 24 - كشف فريق من علماء الفلك أن النجوم العملاقة المتقدمة في العمر قد تتحول إلى ما وصفوه بـ"قتلة كواكب"، إذ تتسبب في ابتلاع أو تدمير الكواكب القريبة منها مع تمددها الطبيعي خلال مراحلها المتأخرة من التطور.

وأظهرت دراسة نشرت في مجلة Monthly Notices of the Royal Astronomical Society أن الكواكب التي تدور حول نجومها في غضون 12 يومًا أو أقل هي الأكثر عرضة لهذا المصير، مع ملاحظة انخفاض واضح في أعداد هذه الكواكب حول النجوم التي تجاوزت مرحلة السلسلة الرئيسية.

بيانات واسعة من مهمة TESS تكشف الظاهرة

استخدم الباحثون بيانات من قمر TESS لاستكشاف الكواكب الخارجية، ورصدوا من بين أكثر من 400 ألف نجم متقدم في العمر طنحو 130 كوكبًا قريبًا من نجومها، بينها 33 كوكبًا مرشحًا جديدًا.

وأظهرت النتائج أن نسبة الكواكب العملاقة الغازية التي تبقى قرب نجومها تتراجع بشكل كبير مع تقدم عمر النجوم، حيث انخفضت من 0.35% حول النجوم الأصغر سنًا إلى 0.11% حول النجوم في مرحلة العملاق الأحمر.

إدوارد برانت: أدلة قوية على ابتلاع النجوم للكواكب

قال المؤلف الرئيسي للدراسة، إدوارد برانت من كلية لندن الجامعية وجامعة ووريك: "هذه أدلة قوية على أن تطور النجوم يؤدي بسرعة إلى اندفاع الكواكب نحوها وتدميرها.

لطالما كان هذا الموضوع محل جدل، لكننا الآن نراه بوضوح في بيانات واسعة النطاق".

وأضاف: "توقعنا حدوث ذلك، لكننا تفاجأنا بمدى كفاءة هذه النجوم في ابتلاع كواكبها القريبة".

الخطر المدّي يسرّع نهاية الكواكب

أشارت الدراسة إلى أن الكواكب الأقرب للنجوم تواجه خطرًا أكبر بسبب القوى المدّية—المشابهة لتلك بين الأرض والقمر— التي تؤدي إلى تدهور مداراتها، فتقترب من النجوم حتى تتعرض للسحق أو التمزق قبل أن يتم ابتلاعها.

ماذا عن مستقبل الأرض؟

يتوقع العلماء أن تدخل الشمس مرحلة ما بعد السلسلة الرئيسية بعد نحو 5 مليارات سنة.

ورغم أن الأرض قد تنجو من مرحلة العملاق الأحمر على عكس عطارد والزهرة، إلا أن الحياة عليها لن تكون قادرة على الاستمرار. 

وقال الباحث المشارك فينسنت فان إيلين: "الأرض في وضع أفضل من الكواكب العملاقة التي درسناها، لكنها ليست في مأمن. نحن درسنا فقط المرحلة المبكرة من تطور النجوم، والرحلة طويلة".

آفاق مستقبلية مع مهمة PLATO

يأمل فريق البحث في توسيع فهمهم لهذه الظاهرة باستخدام مهمة PLATO الفضائية، المنتظر إطلاقها في 2026، والتي يُتوقع أن توفر رؤية أوضح للنجوم الأكبر سنًا وعمليات ابتلاع الكواكب، بما يساهم في كشف المزيد من الأسرار الفلكية حول مصير الكواكب حول النجوم العملاقة.