نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حين يكون الاندماج بين الأحزاب على أرض رخوة، وحين يعتقد أحدهم بأنه زعيم الحزب الشيوعي الصيني! #عاجل - المصدر 24, اليوم الأحد 9 نوفمبر 2025 06:57 صباحاً
كتب د. محمد أبو بكر
منذ تسعينيات القرن الماضي ، شهدت الساحة الحزبية الأردنية العديد من محاولات الاندماج ، وفي غالبيتها كان الفشل هو سيد الموقف ، لأسباب عديدة ، يقف على رأسها تلك الشخصنة البغيضة، والأنانية المفرطة ، والكل يريد أن يتبوأ موقع الأمين العام .
حدث اندماج بين عدة أحزاب ، تم الاتفاق على اختيار أحدهم أمينا عاما ، وباقي الشباب أصبحوا نوابا للأمين العام ، ولكن على مضض ، لم تسر الأمور على ما يرام ، وسرعان ما وجدت الخلافات طريقها ، لأسباب سخيفة ، فانفرط عقد الحزب الجديد ، وانتهت سولافة الاندماج.
تجربة الحزب الوطني الدستوري هي المثال الأكبر ، فالملك الراحل الحسين زار المرحوم أنيس المعشر في منزله ، وكان أمينا عاما لحزب الوعد ، حضر اللقاء مجموعة من الأمناء العامين ، وكانت للملك مقولة شهيرة .. الزحام يعيق الحركة ، دلالة على كثرة الأحزاب في ذلك الوقت ، واعتقد الحاضرون بأنها رغبة ملكية بتوحيد جهود هذه الأحزاب ضمن حزب واحد كبير .
وبدأت اللقاءات بين تسعة أحزاب وسطية ، وجرى الاندماج تحت راية حزب جديد اسمه الوطني الدستوري ، الذي كان يرأسه المرحوم عبد الهادي المجالي ، وتم الإتفاق على مرحلة انتقالية مدتها عام واحد فقط ، وجرى التوافق على المجالي أمينا عاما ، وباقي الأمناء أصبحوا نوابا له ، واختيار علي فريد السعد رئيسا للمجلس المركزي .
كان المراقبون والمتابعون يعتقدون بأن الحزب قادم بقوة ، وسيكون المنافس الأكبر للحركة الإسلامية ، ثم بدأ التحضير للانتخابات النيابية، فتشكلت قائمة الحزب ، كانت المفاجأة بأن فاز اثنان فقط لعضوية مجلس النواب وهما .. عبد الهادي المجالي وعبد الرؤوف الروابدة ، وبالطبع لم يأت هذا الفوز بسبب شعبية الحزب الذي كان يفتقدها أصلا ، بل بسبب شعبية الرجلين في منطقتيهما.
بعد العام الانتقالي ، عقد الحزب مؤتمرا كبيرا في قاعات جبري ، كنت من بين الحضور ، وكان يفترض إجراء انتخابات الأمين العام وكافة المواقع القيادية ، صعد أنيس المعشر للمنصة ، كال المديح للأمين العام عبد الهادي المجالي داعيا لاستمراره في الموقع ، فضجّت القاعة بالتصفيق ، فبات المجالي أمينا عاما دون انتخاب .
هذه اللحظة شهدت امتعاض كثيرين ، ووزير سابق رفض الترشح لمنصب نائب الأمين العام ، هذا الرفض كان نقطة فاصلة في مسيرة الحزب ، الذي بدأ بالتراجع والضعف ، ثم غادره المجالي نفسه ، وشكّل حزبه الثالث .. التيار الوطني ، فحزب العهد هو أول حزب قام المجالي بتأسيسه.
الأحزاب الاردنية مازالت تعيش بما يشبه السراب الحزبي ، لم نصل بعد لمرحلة الحقيقة ، ومن حق رئيس لجنة التحديث السياسي سمير الرفاعي أن يغسل يديه من مخرجات اللجنة وخاصة ما يتعلق بالأحزاب ، وحالات الاندماج مآلها الفشل ، لأنها تجري على أرض رخوة ، لا فكر ولا برامج ولا حتى هدف واضح ، ناهيك عن الشخصنة وتضخيم الأنا ، والمصيبة الكبرى حين يظنّ أحدهم بأنه أمين عام الحزب الشيوعي الصيني ، وبالكاد يستطيع تجميع حمولة باص كوستر .. وسلامتكم!
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : حين يكون الاندماج بين الأحزاب على أرض رخوة، وحين يعتقد أحدهم بأنه زعيم الحزب الشيوعي الصيني! #عاجل - المصدر 24, اليوم الأحد 9 نوفمبر 2025 06:57 صباحاً













0 تعليق