في بودكاست مع نايلة: من دمشق إلى بيروت... إلياس أيوب يرسم الذاكرة والياسمين - المصدر 24

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في بودكاست مع نايلة: من دمشق إلى بيروت... إلياس أيوب يرسم الذاكرة والياسمين - المصدر 24, اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 07:45 مساءً

المصدر 24 - في حلقة جديدة من "بودكاست مع نايلة"، يطلّ الرسّام والفنان التشكيلي إلياس أيوب بصوته الهادئ ونظرته العميقة، حاملاً معه فلسفة مختلفة عن الفن والحياة. لا يقدّم نفسه كفنان يسعى وراء الشهرة أو الأضواء، بل كإنسان يرى في الفن امتداداً للحياة نفسها، ويعرّف عن نفسه: "أنا لست فناناً، أنا إنسان". بالنسبة إليه، العقلانية هي بوصلته، لكن القليل من الجنون هو "بهارات الحياة" التي تمنحها نكهة ومعنى.

 

 

منذ طفولته، لم يكن أيوب يحلم بأن يصبح فناناً. كل ما فعله أنه كان ينسخ ما يراه بعينيه على الورق، يرسم الناس، البيوت، والطرقات القديمة في دمشق ببراءة طفلٍ يتعلّم الكلام بالألوان. تلك البدايات العفوية تحوّلت مع الوقت إلى أسلوب فني فريد، يجمع بين الواقعية والخيال، بين البساطة والتأمّل. لم تكن لوحاته مجرّد صور توثّق المكان، بل نبض حياةٍ يتسلّل من قلب المدينة إلى قلب من يراها.

 

دمشق هي ذاكرته الأولى، والياسمين هو عنوانها الأبدي. في لوحاته، لا يغيب الياسمين أبداً، إذ يشكّل بالنسبة إليه رمزاً للسلام والحنين والصلابة في وجه الألم. يقول لنايلة: "الياسمين في حياتي ليس مجرد زهرة، إنه ذاكرة وبيت وطفولة". لذلك لا يرى نفسه رسّاماً توثيقياً، رغم أن أعماله توثّق حياته في الشام وتختزن ملامحها. فالفن عنده ليس أرشيفاً للأحداث، بل مرآة للوجدان واللحظة.

 

في حواره مع نايلة، يتوقّف عند العلاقة بين الفنان والصحافي، فيقول إن كليهما ينقل صورة، لكن أحدهما يرسمها بالكلمات والآخر بالألوان. كلاهما يحاول التقاط الألم الإنساني، لكن الفنان يترك للخيال مساحته، ويمنح للوجع لساناً آخر. يتحدّث أيضاً عن الحرب في سوريا، وعن الفنانين الذين اضطروا إلى الهجرة، معتبراً أن "الفن لا يهاجر، بل يتخذ أشكالاً جديدة". وفي المقابل، يشيد بمدينة بيروت التي يراها "مدينة الفرح رغم الوجع، تمتلك طاقة حياة لا تنطفئ".

 

يستعيد إلياس أيوب محطات حياته كما يستعيد الفنان ظلال الألوان على سطح لوحته. من طفولته التي تنقّلت بين دمشق شتاءً وزحلة، مسقط رأس والدته، صيفاً، إلى سنوات الجامعة التي شكّلت بدايات وعيه الفني، ثم إلى روسيا حيث تابع دراسته العليا واكتشف أفقاً جديداً للفن واللون. هناك، أدرك أن اللون لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة، وأن اللوحة قادرة على أن تكون جسراً يربط بين الثقافات والقلوب.

 

تحضر المرأة في أعماله بقوة، لا كعنصر جمالي فقط، بل كرمزٍ للأمومة والدفء والصمود. وبحسب قول إلياس: "المرأة في لوحاتي ليست جسداً، بل طاقة حياة". أما عن النقد، فيراه ضرورياً، شرط أن يكون منصفاً، لأن الفن في نظره "مسؤولية قبل أن يكون موهبة".

 

 

ويختم إلياس حديثه برسالة إلى كل من يريد دخول عالم الفن: "حدّدوا هدفكم، ولا تستهينوا بما تفعلون، وأحبّوا ما تعملونه وطوّروه". هو يرى أن الفن علاج للنفس، وأن الشغف هو المفتاح الأوّل لأيّ إبداع، ويؤمن بأننا "نعيش مرة واحدة، لذلك علينا أن نستمتع باللحظة ونتعلّم أن نعلّم أنفسنا".

 

وحين تتطرّق نايلة إلى سؤاله عن الذكاء الاصطناعي، يقول: "قد يغيّر أدوات الفنان، لكنه لن يغيّر روحه". ثم يضيف: "قهوته مرّة، لكن الحياة حلوة. لك الحاضر عيشه، الماضي راح والمستقبل ما بتِملكه". ويختم بكلمات تلخّص روحه الحرّة: "الرضى جميل، لكن الطموح أجمل، لأنك لا تحقّق شيئاً كبيراً إلا إذا حلمت بما هو أكبر".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق