صحراء ناميب التي تختفي فيها الحشرات فجأة: لغز لم يُفسّر بعد - المصدر 24

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صحراء ناميب التي تختفي فيها الحشرات فجأة: لغز لم يُفسّر بعد - المصدر 24, اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 06:55 مساءً

المصدر 24 - صحراء ناميب التي تختفي فيها الحشرات فجأة: لغز لم يُفسّر بعد

;

لمتابعة قراءة هذا المحتوى المميز مجاناً، ادخل بريدك الإلكتروني

شكراً لاشتراكك، ستصل آخر المقالات قريباً إلى بريدك الإلكتروني

اكثر من 150 أصبحوا من قرائنا المتميزين

تاريخ النشر: منذ ساعة زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
صحراء ناميب التي تختفي فيها الحشرات فجأة: لغز لم يُفسّر بعد

اكتشِف ظاهرةً تبدو كأنّها خرجت من صفحات الخيال: مناطق واسعة في صحراء ناميب تظهر فيها الحشرات بكثافة في أوقاتٍ معيّنة، ثمّ تكاد تختفي فجأة بعد فترات جافة أو ضغطٍ بيئيّ. يستثير هذا التقلّبُ أسئلةً بيئية وعلمية حول أسباب التباينات الكبيرة في أعداد الأنواع، وما إذا كان الأمر لغزًا فعلاً أم نتيجة لآليات تكيفٍ دقيقة. سنعرضُ في هذا المقالُ حقائقٍ موثَّقة، ونفسِّرُ الظاهرةَ علميًّا مدعومةً بأبحاثٍ ميدانيةٍ وطويلة الأمد. 

صحراء ناميب

تقعُ صحراءُ ناميب على امتداد الساحل الغربيّ لقارة أفريقيا، وتمتاز بأنها من أكثر البيئات قسوة على الكائنات الحيّة، إذ يتقاطع فيها جوُّ الشحِّ المائي مع سواحلٍ تبعثُ ضبابًا بحريًّا باردًا. ينبني النظامُ البيئيّ هناك على مصادرِ ماءٍ غير مطرية في كثيرٍ من المناطق — أبرزها ضباب الصباح الذي يوفّر رطوبةً حاسمةً للعديد من أنواع الحشرات والزواحف. هذه الخصائص تجعلُ أيّ تغيّرٍ في نمط الضباب أو الأمطار مؤثّرًا بدرجةٍ كبيرة على توافر الموارد الحياتيّة. 

لماذا تبدو الحشرات «حاضرةً» ثم تختفي؟ 

أظهرت دراساتٌ طويلةُ الأمد أنّ أعدادَ أنواعٍ معيّنة من الخنافس (خاصة من فصيلة Tenebrionidae) تتصاعد بعد حدثٍ مطريّ يعقبه ازديادٌ في المادة العضوية، ثم تتراجع بشدّة في الفترات الجافة. بالمقابل، تبقى بعضُ الأنواعِ ذاتُ التكيّفات الخاصة — كتصرفات «اصطياد الضباب» (fog-basking) أو حفر الخنادق الرملية، أكثرَ ثباتًا في الوجود خلال الجفاف. بمعنى آخر: لا يختفي كلُّ ما هو حشريّ فجأة؛ بل تختفي الأنواعُ غيرَ المتكيِّفة مع ندرة الماء بينما تبقى الأنواعُ «المصمّمة» على العيش. 

كيف تستفيد بعض الحشرات من الضباب؟

أدّت الأبحاثُ حول سلوك خنافس ناميب إلى اكتشاف استراتيجيّاتٍ فريدة؛ فبعضُ الخنافس يقفُ على قممِ الكثبانِ ويعرضُ جسمَه لنسيمِ الضباب، فتتكاثفُ قطرات الماء على ظهره ثمّ تُساقُ نحو فمه — سلوكٌ وصفه الباحثون بـ«fog-basking». كذلك تُظهر أنواعٌ أخرى بنىً سلوكيّة أو بنيوية تساعد على حجز الرطوبة أو تقليل الفقدِ البخاريّ. هذه التكيّفات تُفسّر استمرارَ بعض الأنواع رغم فترات الجفاف الشديد، بينما تُعرِّض الأنواعَ الأخرى للانكماش السكّانيّ. 

هل ثمة «انقراضٌ مفاجئ» أم تذبذبٌ طبيعي؟

أجابتْ دراساتٌ امتدتِ لعقودٍ عن السؤال: لاحظ الباحثونُ أن تذبذبَ أعداد الحشرات في ناميب يتبعُ نمطًا مرتبطًا بنوباتِ الإنتاجية (pulses) — أي أنّ أمطارًا نادرةً أو أحداثَ إنتاجية تُدْفع ببروز موجاتٍ من الغذاء تؤدي لارتفاعِ أعداد بعض الأنواع، ثم يتبعُ ذلك انخفاضٌ مع استهلاك المخزون العضويّ. لذلك تبدو «الاختفاءات» مفاجئةً للمشاهد السريع، لكنها وفقَ السجلاتِ الميدانية جزءٌ من ديناميكيّةٍ طبيعيةٍ متقطِّعةٍ وليست انقراضًا مفاجئًا لكلِّ الحشرات. 
حذَّر باحثون من أن أنماطَ الضبابِ والظروف البحرية قد تتغيّر مع الاحتباس الحراريّ، ما يضعُ ضبابَ ناميب كمصدر ماءٍ حسّاسٍ للغاية. إن انحسارَ الضباب يعني تقلُّص موارد الأنواعِ المعتمِدةِ عليه، فتنخفضُ أعدادها وتضطرُّ الشبكاتُ الغذائيةُ إلى إعادة بناء توازناتها؛ وهذا قد يجعلُ ظواهرَ «الظهور والاختفاء» أكثرَ حِدّةً ويهدّدُ استقرارَ النظام البيئي. يضعُ هذا السيناريو مسؤوليةً على البحث العلميّ والمراقبة الطويلة الأمد. 

توصياتٌ للحفظ والمراقبة

أثبتتْ المراقباتُ الممتدّةُ أن فهمَ التذبذباتِ يتطلّب شبكةَ مراقبةٍ طويلة الأمد، وربطَ بياناتِ الطقسِ بالأنماطِ السكّانيّة. أوصتْ الدراساتُ بضرورةِ: مواصلةِ رصد الضباب والأمطار دراسةِ تكيّفات الأنواعِ لتحديدِ الفصائلِ الأكثر عُرضةً إدماجِ نتائجِ البحث في سياساتِ الحفظِ المحليةِ والإقليمية. إن التحوّلَ من رؤية «لغزٍ» إلى فهمٍ قائمٍ على بياناتٍ يُسهِم في حمايّةِ هذا النظام الفريد. 

لا يزال وصفُ اختفاءِ الحشرات في ناميب بالـ«لغز» محبّبًا إعلاميًّا، لكنّ العلمَ يُقدّم تفسيرًا أكثرَ اتّساقًا: ما يبدو اختفاءً مفاجئًا هو نتيجةُ ديناميكيّاتٍ متقلبةٍ تربطُ إنتاجيةَ المواردِ بمقدارِ الرطوبة ولا سيما ضبابَ السواحل. نُجِد في هذه الحقيقة درسًا أعمقَ عن هشاشةِ الأنظمةِ الصحراويةِ تجاه تغيّر المناخ، وعن قيمةِ الملاحظاتِ الميدانيةِ الطويلةِ الأمد. إنّ حمايةَ ناميب لا تعني حفظَ مشهَدين؛ بل تتطلّبُ فهْمَ العملياتِ الخفيةِ التي تُغذّي حياةً تبدو على السطح قاسيةً خاليةً.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه

mailto:?subject=صديقك ينصحك بقراءة هذا الخبر من رائج&body=مرحبا،%E2%80%AE %0D%0Aأرسل اليك صديقك هذه الرسالة و ينصحك بقراءة هذا المقال /الخبر الذي يتوقع أن ينال إعجابك :%E2%80%AE%0D%0A رائج : ARTICLE_LABLE %E2%80%AE%0D%0A bitlyURL على الرابط:%E2%80%AE%E2%80%AE %0D%0A %E2%80%AE %0D%0A شكراً لك! %E2%80%AE %0D%0A فريق رائج %E2%80%AE %0D%0A %0D%0A %E2%80%AE -------------------------%E2%80%AE %0D%0A .لضمان وصول رسائلنا الإلكترونية إلى صندوق الوارد في بريدك الإلكتروني أضف العنوان %E2%80%AE %0D%0A [email protected] إلى قائمة العناوين الخاصة بك.%E2%80%AE %0D%0A %0D%0A © 2025 - ra2ej%E2%80%AE %0D%0A

mailto:[email protected]?subject=طلب تصحيح على موقع رائج&body=%0D%0A%0D%0A%0D%0A%0D%0A%0D%0A%0D%0A -----------------------------------------------------------%0D%0A%0D%0A هذه الرسالة تتعلق بمقال: صحراء ناميب التي تختفي فيها الحشرات فجأة: لغز لم يُفسّر بعد%0D%0A bitlyURL %E2%80%AEعلى الرابط: %0D%0A%0D%0A

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق