المصدر 24 - في عالم التغذية، تُنظر الفواكه غالباً إلى كونها حلوة وخفيفة ومصدر فيتامينات أساسي. لكنّ ما قد لا تعلمينه هو أن بعض الفواكه تحمل حقائق غذائية غريبة أو مفاجئة، بعضها يُغيّر نظرتنا إلى مفهوم الفاكهة نفسه، وبعضها الآخر يقدّم فوائدَ غير متوقّعة. نُقدّم لكِ خمسة حقائق مثيرة، مدعومة بالمراجع العلمية، مع شرح لكيفية تأثيرها على الجسم والعقل.

حقائق غذائية غريبة عن الفواكه

الأفوكادو، الفاكهة التي تحتوي على دهون صحية 

من الغرائب أن الأفوكادو يُعدّ من بين الفواكه القليلة جدّاً التي تحتوي على دهون صحية بكميات معتبرة، بدلاً من أن تكون مجرد مصدر سكّر وسيدرات. فتُشير إحدى المصادر إلى أن الأفوكادو «هو تقريباً الفاكهة الوحيدة التي تحتوي على دهون أحادية غير مشبعة (monounsaturated fat) – وهي دهون جيدة للقلب». 

الشرح العلمي: الدهون الأحادية غير المشبعة (مثل حمض الأوليك) تساعد في خفض مستويات كوليسترول LDL (السيّئ) ورفع HDL (الجيد) مما يدعم صحة القلب. أيضاً، وجود الدهون في الفاكهة يجعل امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون (A، D، E، K) أكثر فعاليّة. 

سبب الغرابة: عندما نتكلّم عن “فاكهة” نتوقّعها زهرية المذاق، تحتوي سكّرات، تكون خفيفة الدسم؛ لكن الأفوكادو يتخطّى هذا التصوّر ويقدّم خصائص أقرب إلى دهون صحية نباتيّة مما يجعله استثناءً يستحق الوقوف عنده.

الكيوي‑أكثر فيتامين C من البرتقال!

ربّما سمعتِ أن البرتقال هو “ملك فيتامين C” بين الفواكه، لكن الحقيقة هي أن الكيوي يحتوي على نسبة أعلى من فيتامين C لكل غرام. فقد أكّدت مصادر أن فاكهة الكيوي «استثنائية في محتواها من فيتامين C»، إذ توفّر في 100 غرام أكثر من 80 % من الاحتياج اليومي. 

الشرح العلمي: فيتامين C يُعد مضادّ أكسدة قويّ، ويساهِم في بناء الكولاجين، دعم الجهاز المناعي، وتحسين امتصاص الحديد. توفره بنسب مرتفعة في فاكهة مثل الكيوي يعني أن تناولها قد يكون أكثر فعاليّة في بعض الحالات من تناول البرتقال. 
سبب الغرابة: لأننا نُربّى على فكرة أن البرتقال هو المصدر الأساسي، بينما الكيوي — رغم حجمها الصغير — تُقدم “ضربة مغذّية” أقوى من حيث فيتامين C. وهذه الحقيقة قد تغيّر ترتيب الفواكه في علبة التسوّق.

الفاكهة التي تُغيّر ذوقك: الفاكهة المعجزة (Miracle Fruit)

من أغرب الحقائق: فاكهة صغيرة تُغيّر شعورك بالذوق. فـ “الفاكهة المعجزة” تحتوي على بروتين يدعى «ميراكولين (miraculin)» يعمل على مستقبلات الطعم الحلو، فيحوّل الأطعمة الحامضة إلى طعم شبيه بالحلو. 

الشرح العلمي: الميراكولين هو غلوبيولين بروتيني يرتبط بمستقبلات الطعم الحلو في اللسان، وعندما تُعرض الأطعمة الحامضة بعده تتحوّل إلى طعم حلو لدى الشخص، ربما بسبب تغير في تركيبة المستقبلات وتفاعلها مع الحموضة. 
سبب الغرابة: ليست مجرد فائدة غذائية، بل تغيير فعلي في التجربة الحسيّة؛ أي أنك تأكل فاكهة، وبعدها تشرب ليمونة وتجدها “حلوة”! هذه التجربة تُظهِر أن الفواكه لا تُغذّي فقط، بل يمكن أن تُغيّر تفاعلنا مع الغذاء نفسه.

الشمام ذو القرون (Kiwano)‑البنيان الشائك ذو الفائدة الفريدة

من بين الفواكه الغريبة غذائياً، يبرز الكيوانو أو “شمام القرون” (horned melon) الذي يحتوي على خصائص مثل مضاد للميكروبات، مضادّ للقرحة، ومُساعد لتنظيم السكر في الدم. 
الشرح العلمي: يحتوي هذا الثمر على مضادات أكسدة مثل فيتامين C وβ‑كاروتين، بالإضافة إلى بوليساكاريدات وألياف تدعم البكتيريا المفيدة في الأمعاء. هذه المكونات تُساهم في تقليل الالتهاب، تحسين صحة الجهاز الهضمي، وتنظيم مستويات الجلوكوز. 
سبب الغرابة: شكل ثمرة غريب، لون غير معتاد، وفائدة تُشبه منتجات الطب البديل — وهي ليست مجرد “فاكهة حلوة” بل شبه دواء غذائيّ. تجذب المهتمين بالتغذية والاستكشاف الغذائي.

الفاكهة العملاقة: الدوريان– “ملك الفواكه” العالية في البروتين والدهون

رغم سمعتها كرائحة قوية، فإن الدوريان مميز من الناحية الغذائية: يحتوي على نسب عالية من البروتينات، الدهون (أكثر من معظم الفواكه)، فيتامين C، البوتاسيوم، والحامض الفوليك. 
الشرح العلمي: بينما معظم الفواكه تكون منخفضة الدسم والبروتين، فإن الدوريان يحتوي علي كمّيات مرتفعة نسبيّاً من الكربوهيدرات، البروتين، الدهون، مما يجعله يُشبه نوعاً من “البفّتيغ النباتي” أكثر من مجرد وجبة فاكهة. هذا يُؤخّر الشعور بالجوع ويُوفّر طاقة مستدامة. 
سبب الغرابة: لأننا نعتاد أن الفاكهة خفيفة، سهلة الهضم، منخفضة السعرات. لكن هنا فاكهة تُشبه “وجبة خفيفة مغذّية” بكامل الخصائص — عالية السعرات، غنية الدهون والبروتين. وهذا يغيّر التصوّر التقليدي.

ختاماً، إنّ الفواكه ليست مجرد وجبة خفيفة أو حلوى طبيعية مخصّصة للأطفال، بل عالم مليء بالمفاجآت الغذائية: ما بين فاكهة تحتوي دهوناً صحية، وأخرى تحتوي فيتامينات أكثر من المعروف، وأخرى تغيّر طعماً بالكامل، وثالثة تُشبه وجبة كاملة. إنّ إدراكك لهذه الحقائق يُساعدك على اختيارات غذائية أكثر تنوعاً وذكاءً في إطار مفهوم الابتكار الغذائي و الاستدامة في نمط الحياة. لذا، لا تتردّدي في استكشاف الفواكه غير التقليدية، وزيادة ركن التنوّع في صحنك فالابتكار في التغذية يبدأ من الفضول والمعلومة الجديدة.

إذا رغبتِ، يمكنني إعداد إنفوجرافيك بصريّ جاهز للنشر يحتوي هذه الحقائق الخمس مع الرسوم البيانية والمصادر، فتكون جاهزة للنشر على موقع أو وسائل التواصل. هل تودّين أن أعدّه؟