نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قدرات خارقة موثقة علمياً: أناس يتذكرون كل يوم من حياتهم بدقة مطلقة - المصدر 24, اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 06:05 مساءً
المصدر 24 - تخيّلي أن تستيقظين صباحًا وتتذكّرين بدقة كل يوم من حياتك منذ ولادتك: ما ارتديته، ما تناولته، وحتى المحادثات الصغيرة التي جرت مع الأصدقاء. هذه القدرة الخارقة، المعروفة علميًا باسم Hyperthymesia أو التذكّر الفائق التحديد الذاتي (Highly Superior Autobiographical Memory - HSAM)، ليست خيالًا علميًا، بل حالة موثّقة تمت دراستها على مدار عقود. يعيش هؤلاء الأشخاص حياتهم اليومية بشكل طبيعي، لكن أدمغتهم تعمل بطريقة استثنائية تخزّن كل تجربة شخصية بتفاصيل مذهلة.
قدرات خارقة موثّقة علمياً
ما هو التذكّر الفائق (Hyperthymesia)؟
التذكّر الفائق هو حالة نادرة للغاية، حيث يمتلك الأفراد القدرة على تذكّر أحداث حياتهم اليومية بدقة استثنائية، بما في ذلك التواريخ، الأماكن، وحتى الحالات العاطفية. يختلف هذا النوع من الذاكرة عن الذكريات العادية، فهو يشمل تفاصيل دقيقة عن كل يوم، وليس مجرد أحداث مهمة أو مميزة.
واكتشف فريق بقيادة الطبيب جيل براينت (Dr. James McGaugh) في جامعة كاليفورنيا مجموعة من الأفراد بقدرات Hyperthymesia، وأظهرت الصور الدماغية أنهم يمتلكون نشاطًا متزايدًا في القشرة الجبهية والحصين، وهي مناطق مرتبطة بالذاكرة.
لاحظ الباحثون أيضًا أن دماغ هؤلاء الأفراد يظهر تشابكًا أكبر بين مناطق التخزين العاطفي والمعرفي، ما يفسّر الدقة الاستثنائية في تذكرهم للمواقف الشخصية.
أمثلة مشهورة لأشخاص بذاكرة خارقة
جين جاكلين (Jill Price): أول شخص تمّ التعرف عليه رسميًا بحالة Hyperthymesia، يمكنها تذكر كل يوم من حياتها منذ سن المراهقة بدقة مذهلة. مارك ديلان (Marilu Henner): ممثلة أمريكية معروفة، شاركت في دراسات علمية عديدة وأثبتت أنها تستطيع استرجاع أي يوم في حياتها منذ سن السابعة، وهذه الحالات تُظهِر أن الدماغ البشري قادر على تخزين ذكريات يومية كاملة، وليس فقط الأحداث الكبرى.الجانب العلمي وراء القدرة
أظهرت الدراسات الدماغية أن الأشخاص ذوي Hyperthymesia يمتلكون نشاطًا زائدًا في الحصين والقشرة الجبهية، إضافة إلى حجم أكبر للفص الصدغي، ما يتيح تخزين معلومات شخصية طويلة المدى بطريقة دقيقة جدًا.
التفسيرات الممكنة:
التعزيز العاطفي: ذكريات هؤلاء الأفراد ترتبط بمشاعر قوية، ما يجعل استرجاعها أسهل. الترابط المكاني والزمني: الدماغ يربط الذكريات بالأماكن والأوقات بدقة أكبر. الوراثة والبيئة: هناك مؤشرات أن بعض الجينات قد تساهم في القدرة على التخزين الدقيق، لكن البيئة والتدريب الذهني لهما دور كبير أيضًا.تحديات الحياة مع الذاكرة الخارقة
على الرغم من الفوائد العديدة، يواجه هؤلاء الأشخاص بعض الصعوبات:
التحمّل النفسي: تذكّر كل يوم من حياتهم يعني أيضًا تذكر الأخطاء والمواقف السلبية بلا انتهاء. المعلومات الزائدة: أحيانًا يصبح التذكّر الفائق عبئًا على اتخاذ القرارات أو التركيز على الحاضر. العلاقات الاجتماعية: الآخرين قد يجدون صعوبة في التعامل مع الشخص الذي يذكّرهم بتفاصيل دقيقة للغاية عن الماضي. الأبحاث العصبية: دراسة هؤلاء الأشخاص تساعد العلماء على فهم كيفية تخزين الذكريات طويلة المدى وكيفية تحسين الذاكرة لدى عامة الناس. التعليم والتدريب: معرفة آليات Hyperthymesia يمكن أن تساعد في تطوير استراتيجيات لتقوية الذاكرة والتعلّم. الطب النفسي: فهم قدرة الدماغ على تخزين واسترجاع التفاصيل الدقيقة يمكن أن يساعد في علاج بعض اضطرابات الذاكرة مثل الزهايمر.تثبت حالات التذكّر الفائق أن الدماغ البشري يمتلك قدرات مذهلة لم تُستغل بالكامل بعد. من خلال دراسة الأشخاص ذوي Hyperthymesia، يمكن للعلماء استكشاف حدود الذاكرة البشرية، وفهم كيف يمكن للعقل أن يحفظ كل يوم من حياتنا بدقة مطلقة. وبينما يعيش هؤلاء الأفراد حياة طبيعية، يذكّرنا دماغهم بأن إمكانيات العقل البشري قد تتجاوز كل ما نتصوّره، وأن العلوم العصبية لا تزال في بداية رحلة اكتشاف هذه القدرات الخارقة.




0 تعليق