نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سعيد الملا… اللبناني الثاني الذي يدافع عن ألوان ألمانيا - المصدر 24, اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 09:00 مساءً
المصدر 24 - يخطف اليافع اللبناني سعيد الملا الأضواء في كرة القدم الألمانية، ابن التاسعة عشرة يفرض نفسه بسرعة بين أبرز المواهب الصاعدة في "بوندسليغا" وأوروبا، بعدما تألق مع منتخبات الفئات العمرية الألمانية، محققاً حضوراً مبكراً يبشر بمستقبل كبير.
نشأ الملا في مدينة كريفيلد، لأب لبناني وأم ألمانية، ولم ينس جذوره اللبنانية. رغم انطلاقه السريع من أكاديمية بوروسيا مونشنغلادباخ إلى كولن، ظلّ يحمل هويّته اللبنانية بفخر قائلاً لموقع الاتحاد الألماني "كنت قريباً من ترك كرة القدم بعد رفض مونشنغلادباخ لي. لو لم يقف شقيقي مالك إلى جانبي، لكان الأمر انتهى. هو من دفعني للاستمرار، ومن الانتصارات الصغيرة بدأت تتجمّع خطواتي حتى وصلت إلى ما أنا عليه حالياً".
رحلة صعود
بدأ الملا رحلته مع أس في ميربوش، قبل أن ينتقل إلى فيكتوريا كولن، حيث فرض نفسه بسرعة على الفريق. في موسم 2024-2025، سجل 13 هدفاً وقدّم 5 تمريرات حاسمة، ليختاره الاتحاد الألماني أفضل لاعب وافد في دوري الدرجة الثالثة. وخاض الملا تجربة مهمة مع الفريق الثاني لمدينة كولن "فيكتوريا"، واكتسب ثقة كبيرة وفرصة للتطوّر بعيداً عن ضغط البوندسليغا. ثمّ عاد إلى إف سي كولن هذا الموسم حيث سجّل 4 أهداف وصنع تمريرة حاسمة في أول 10 مباريات، ليؤكد أنه لاعب قادر على فرض نفسه سريعاً بين الكبار.
تألق الملا يقوة هذا الموسم مع فريقه كولن. (وكالات)
يحضر لبنان بقوّة في مسيرة الملا. ليس الوحيد من الجذور اللبنانية في ألمانيا؛ سبق للاعبين مثل رضا عنتر ويوسف محمد أن تركوا بصمة واضحة في كولن. الملا اليوم يكتب فصلاً جديداً بموهبته، ويصبح وجهاً واعداً للاعبين اللبنانيين في أوروبا. ومع اهتمام أندية كبرى مثل بايرن ميونيخ ودورتموند وباريس سان جيرمان، تتزايد التوقعات حول مستقبله.
ولم يغب منتخب لبنان عن متابعة الملا وشقيقه مالك، الذي يلعب أيضاً في ألمانيا، إذ وضع الاتحاد اللبناني عينيه على الشقيقين سعياً لاستقطابهما مستقبلاً، في محاولة لتعزيز صفوف منتخب "الأرز" بأكثر من خيار موهوب.
غريزة وهجوم
يعرف الملا قيمة هويّته الثنائية "أنا فخور بأصولي اللبنانية، وعائلتي تمنحني الانتماء. لكنني هنا لأمثل كرة القدم الألمانية بكل قوتي". يحب الذهاب في مواجهة واحد ضد واحد، ويتحرك غريزياً عند تسلّم الكرة. يبحث عن المساحات ويصنع الفارق في الهجوم. سجل أول أهدافه في الدوري الألماني في ثاني ظهور له، وأصبح لاعباً أساسياً رغم صغر سنه.
التألق الدولي
في كأس أوروبا تحت 19 سنة، تصدّر الملا قائمة الهدافين وقاد ألمانيا إلى نصف النهائي أمام إسبانيا، مؤكداً قدرته على قلب مجريات المباريات. وعلق قائلاً: "فوجئت بقدرتي على مساعدة الفريق مباشرة. هذه الثقة اكتسبتها من الموسم السابق مع فيكتوريا كولن. الفضل الأكبر يعود لزملائي".
وقال مدرب كولن لوكاس كفاسنيوك عن لاعبه الواعد "نريد منحه الوقت والفرصة للنموّ مع الحفاظ على واقعيته وتركيزه".
ودفع تألق الملا مع كولن هذا الموسم ومنتخب الشباب، مدرّب "الماكينات" يوليان ناغلسمان إلى منحه فرصة اللعب مع المنتخب الأول في الجولتين الأخيرتين من تصفيات كأس العالم 2026 ضد لوكسمبورغ الجمعة، ثم ضد سلوفاكيا الاثنين المقبل. وقال ناغلسمان "سعيد يجب أن يحصل على الفرصة ليظهر حرّيته وثقته بنفسه. نتابع لاعبي منتخب الشباب ونريد أن نعطيهم فرصة اللعب مع الفريق الأول".
وعلى الرغم من أن خبرته في "بوندسليغا" لا تتجاوز 10 مباريات، يعكس استدعاؤه الثقة الكبيرة بقدراته. وعلّق سعيد على هذا التحول المهم في مسيرته "الانضمام إلى الفريق الأول شعور رائع. أريد أن أبرهن على نفسي وأتعلم من اللاعبين الأكبر خبرة. أحلم بأن أصبح جزءاً من جيل ألماني متعدّد الجذور".
أمين يونس الأول
سبق أن ارتدى لبناني آخر قميص "الماكينات"، وهو أمين يونس، الذي أسهم في تتويج ألمانيا بلقب كأس القارات 2017، وكان نموذجاً للاعب مزدوج الهويّة ترك بصمة قويّة في ألمانيا وأوروبا. مسيرة يونس مع المنتخب كانت قصيرة، بينما يفتح الملا حالياً صفحة جديدة، مليئة بالطموح والإصرار. قصة تبدأ من جذور لبنانية وتجسّدت في ألمانيا، وتعد بأن تكون حكاية نجاح تمتد لعقود.





0 تعليق