مرضى غزة يواجهون انتظاراً مؤلماً... والمستشفيات تئن تحت وطأة زيادة الحالات - المصدر 24

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مرضى غزة يواجهون انتظاراً مؤلماً... والمستشفيات تئن تحت وطأة زيادة الحالات - المصدر 24, اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 07:20 مساءً

المصدر 24 - ينتظر محمد وائل حلس البالغ من العمر أربعة عشر عاما إجراء عملية جراحية بعد إصابة خطيرة في العمود الفقري في غارة جوية إسرائيلية منذ ما يقرب من شهرين، وهو واحد من آلاف ينتظرون العلاج السريع في النظام الصحي المتهالك في غزة.

كان حلس طالبا متفوقا يطمح لأن يصبح طبيبا، لكنه أصيب قبل أسابيع من وقت إطلاق النار الذي أوقف الحرب بعد عامين من القتال. وأدى الهجوم، الذي أودى بحياة سائق الشاحنة التي كان يستقلها، إلى تمزق في نخاعه الشوكي وكسر ثلاث فقرات في عموده الفقري.

وبعد أن استيقظ من إصابته قبل خمسين يوما ووجد نفسه مصابا بشلل جزئي، وقال من سريره في المستشفى بخان يونس إنه ما زال شابا في بداية الحياة وريعان الصبا، لكنه أصيب بإصابات خطيرة وينتظر الجراحة منذ 50 يوما.

وبحسب السلطات الصحية المحلية في غزة، أدت الحملة العسكرية المدمرة التي شنتها إسرائيل على القطاع إلى إصابة ما لا يقل عن 170 ألف شخص من سكان القطاع. وشنت إسرائيل حملتها في أعقاب هجوم شنه مسلحون فلسطينيون بقيادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وتسبب في سقوط قتلى.

ودفعت الحملة العسكرية الإسرائيلية معظم سكان غزة إلى العيش في مخيمات غير صحية تفتك بها الأمراض، مما أضاف المزيد من الضغوط على المنظومة الصحية التي أصابها الدمار.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، لا يزال حوالي نصف مستشفيات القطاع المكتظ، البالغ عددها 36 مستشفى، تعمل بصورة جزئية فحسب وتعاني من نقص في العمالة والمعدات والأدوية والوقود، وذلك بعد أكثر من شهر من اتفاق إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار.

طاقم المستشفى يعملون ليلا ونهارا
رغم خطورة الإصابة ورغم أن مستشفى ناصر الذي ينتظر فيه العلاج هو الأكبر في جنوب غزة، إلا أن محمد حلس قد يضطر للانتظار لفترة أطول ذلك لأن المستشفى يقدم خدماته لأعداد أكبر بكثير مقارنة بالماضي بسبب تدمير المرافق الصحية الأخرى.

وقال محمد صقر، رئيس قسم التمريض والمتحدث الرسمي باسم المستشفى، إن طاقم المستشفى يعملون ليلا ونهارا لكنهم لا يستطيعون إجراء سوى عمليات جراحية لما يصل إلى 100 مريض في اليوم، وهو عدد بسيط بالنظر إلى أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى المساعدة.

وقال صقر عن المرضى المدرجين على قائمة الانتظار: "بالنسبة لغرف العمليات، حقيقة يعني الأمر مأساوي".

وأضاف: "نضطر أن نفاضل أحيانا بين المرضى، أن نعطي الأولوية للحالات الطارئة، وأن نؤجل بعض الحالات حتى، يعني، تكون بحاجة إلى عمليات طارئة، لكن نضطر أن نؤجلها، كي نعطي الأولوية إلى الحالات. وهذا للأسف، يعني، يؤثر على صحة المرضى".

 

مشهد من أحد المستشفيات في قطاع غزة (أرشيفية)

 

أصعب قرار يتخذه الأطباء
في شمال غزة، حيث يعيش أكثر من نصف سكان القطاع، وتبدو الأضرار الناجمة عن الحرب أشد فداحة بكثير، يقول محمد أبو سلمية رئيس مستشفى الشفاء في مدينة غزة إن الوضع أشد حرجا وأكثر خطورة.

وأضاف أبو سلمية أنه في مستشفى الشفاء وحده هناك 40 ألف عملية جراحية مؤجلة. ووصف اتخاذ القرار بشأن من الذي يجب إنقاذ حياته أولا، ومن يتعين تأجيل عمليته الجراحية، بأنه "اسوأ وأصعب قرار الاطباء يجدوا أنفسهم مجبرين على اتخاذه".

وقال إن المرضى الذين تتأخر عملياتهم الجراحية غالبا ما تتدهور حالتهم، حيث ينتهي الأمر بإصابات الساق في بعض الأحيان إلى البتر، ويكتشف مرضى السرطان أن مرضهم انتشر.

وأصيب إياد البقري (50 عاما)، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى قريبا في مدينة غزة، مما أدى إلى كسر ساقه نتيجة سقوط أحجار من المبنى المنهار عليها. يحتاج الرجل إلى عملية جراحية لزرع مسامير لتثبيت ساقه، لكنه ينتظر منذ ثلاثة أشهر.

وليس أمامه خيار سوى المشي للحصول على الطعام والماء لعائلته، بينما تتفاقم إصابته. وقال: "أخبرني الأطباء أن بعض العظام في مشط القدم تهشمت تماما".

بعض التحسن منذ وقف إطلاق النار
شهدت الأوضاع بعض التحسن منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر. فبعد ذلك التاريخ بدأ المزيد من المساعدات في الدخول إلى غزة. ولم يكن يعمل سوى 14 مستشفى قبل الاتفاق. وزاد العدد الآن إلى 18 مستشفى. ويتدفق أيضا المزيد من الوقود والإمدادات الطبية، وأطلقت منظمة الصحة العالمية برنامجا للتطعيم.

وفي حين تقول إسرائيل إنها سمحت بدخول 600 شاحنة من الإمدادات يوميا بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، تقول حكومة غزة التي تديرها حماس إن 150 شاحنة بالكاد تدخل يوميا.

ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب التعليق على الأضرار التي لحقت بالمستشفيات والتأخير في دخول المعدات الطبية والأدوية اللازمة.

وقال أبو سلمية إن أكثر من 60 بالمئة من الأدوية التي يحتاجها في مستشفى الشفاء غير متوفرة على الإطلاق، ولا توجد أيضا أجهزة تصوير بالرنين المغناطيسي أو أجهزة تصوير بالأشعة السينية للصدر في غزة.

وأضاف أن نقص الوقود يُقلل كمية الكهرباء المتاحة، ويؤثر بالسلب على قدرة سيارات الإسعاف على التحرك. وأوضح أن نقص الكوادر الطبية يثير مشاكل بعد مقتل 1700 طبيب وممرض في القصف، واعتقال 350 آخرين في إسرائيل.

وقال أبو سلمية لرويترز: "القطاع الصحي لا يزال في حالة من الانهيار التام".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق