المصدر 24 - كشفت دراسة رصدية حديثة أن زيادة عدد الخطوات اليومية قد تساعد في إبطاء التراجع الإدراكي لدى كبار السن الذين تظهر لديهم مؤشرات مبكرة للإصابة بمرض الزهايمر.

يرتبط المرض بتراكم بروتينين أساسيين هما بيتا أميلويد وتاو داخل الدماغ. يبدأ الأول بالتجمع بين الخلايا العصبية في سن مبكرة، ما يضعف التواصل بينها، بينما يؤدي ازدياده لاحقًا إلى انتشار بروتين تاو داخل الخلايا، مسبّبًا تلفها وتراجع القدرات العقلية.

وفق "سي إن إن"، قالت الدكتورة واي-ينغ ويندي ياو، أخصائية الأعصاب في مستشفى ماساتشوستس العام، إن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يُبطئ تراكم بروتين تاو، وهو البروتين الأكثر ارتباطًا بفقدان الذاكرة. وأوضحت أن الأشخاص الذين يمشون ما بين 3,000 و5,000 خطوة يوميًا تأخّر لديهم التراجع المعرفي بنحو ثلاث سنوات، في حين ارتفع التأخير إلى سبع سنوات لدى من تجاوزوا 7,500 خطوة يوميًا.

أما الدكتور ريتشارد إيزاكسون، مدير الأبحاث في معهد الأمراض العصبية بفلوريدا، فحذّر من التعميم قائلاً إن "الأرقام الجذابة مثل 5,000 أو 7,000 خطوة قد لا تناسب الجميع"، مشيرًا إلى أن الحالة الصحية الفردية—مثل السمنة أو ارتفاع الضغط أو مقدمات السكري—تؤثر على فاعلية المشي.

وشملت الدراسة 296 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 50 و90 عامًا، واستمرت على مدار 14 عامًا، ونُشرت نتائجها في دورية Nature Medicine. استخدم الباحثون أجهزة عدّاد الخطوات لتتبع النشاط اليومي، إلى جانب فحوصات تصوير دماغي متقدمة لقياس تراكم البروتينات، مع تقييمات معرفية سنوية.

وأظهرت النتائج أن المشي المنتظم ساهم في إبطاء تراكم بروتين تاو وتأخير التدهور المعرفي، بينما لم يُلاحظ تأثير واضح على مستويات بيتا أميلويد. ورغم أن الدراسة لم تُثبت علاقة سببية مباشرة، فإنها تدعم الفرضية المعروفة بأن ما يفيد القلب يفيد الدماغ أيضًا.

وأكد الخبراء أن الجمع بين النشاط البدني المعتدل والنوم الجيد والنظام الغذائي المتوازن وتقليل التوتر يشكّل درعًا حقيقيًا ضد أمراض الشيخوخة العصبية، وأن أبسط الحركات اليومية قد تكون مفتاحًا لحماية الذاكرة على المدى الطويل.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل