نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
البرستيج الكاذب… حين يتحول الوهم إلى أسلوب حياة - المصدر 24, اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 09:29 صباحاً
كتب وسام السعيد - في زمن الصورة لا الحقيقة، أصبح "البرستيج” هو الدين الجديد الذي يعتنقه كثيرون دون وعي، حتى لو كانت كلفة هذا البرستيج ديونًا تمتد لعمرٍ كامل.
تراه يسكن بيتًا لا يملك نصف قيمته، ويقود سيارة أقساطها تطارده كل شهر، ويجلس في مقهى فاخر ينفق في جلسته ما يعادل قوت أسبوعه، فقط ليبدو أمام الآخرين كما يتمنى لا كما هو في الحقيقة.
إنها أزمة وعي قبل أن تكون أزمة مال.
فالإنسان الذي لا يرضى برزقه، ولا يتقبل طبقته الاجتماعية، يعيش حياة من التزييف الدائم، يحاول أن يشتري نظرة إعجاب مؤقتة من عيونٍ لا تهتم به أصلًا. يمثل الثراء في ملبسه، ويتصنع الوجاهة في حديثه، ويعيش داخل فيلمٍ طويل هو بطله الوحيد…
لكنه في الحقيقة ممثل فاشل في مشهد لا أحد يشاهده.
البرستيج الكاذب لا يسرق فقط المال، بل يسلب راحة البال، لأن صاحبه يعيش صراعًا بين ما هو عليه وما يريد أن يبدو عليه. فهو دائم المقارنة، دائم القلق، لا ينام مرتاحًا ولا يعيش كما يريد، بل كما يريد الناس أن يروه.
وحين يسقط القناع – كما يسقط دائمًا – تكون الفاتورة باهظة:
ديون، خيبة، وعلاقات مزيفة.
وقد لخّص النبي ﷺ هذه الحالة بدقة مذهلة حين قال:
"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: منهم عائل مستكبر.” أي فقير يتكبر ويتصنع ما ليس له…
فيتكبر بمال غيره، ويفتخر بما لم يصنعه، ويتزين بما ليس من نصيبه.
إن من المؤلم أن ترى إنسانًا يستدين ليُظهر الغنى، ويُذل نفسه ليُقال عنه غنيّ، يلهث خلف المظاهر حتى يفقد ذاته.
والأشد قسوة أن ترى من حوله يُصفّقون له، لا إعجابًا، بل شفقة على حجم الوهم الذي يعيش فيه.
فما قيمة ساعة فاخرة في يدٍ ترتجف من الدين؟
وما جدوى عطرٍ باهظ على جسدٍ ينام مهمومًا؟
البرستيج الكاذب لا يرفع مقامًا، بل يفضح نقصانًا.
البرستيج الكاذب ليس أناقة ولا تطورًا، بل نقص في الشخصية وضعف في الثقة بالنفس.
فالشخص الواثق لا يحتاج أن يثبت للناس شيئًا، أما المزيف فيحيا ليثبت كل شيء… للناس فقط، لا لنفسه يا من تركض خلف المظاهر، تذكّر أن الناس تنسى سريعًا ما لبست، لكنها لا تنسى كيف عشت.
الصدق مع الذات أغلى من كل ماركة، والرضا بالرزق أجمل من كل واجهة.
فاحذر أن تكون من هؤلاء الذين يعيشون في "عرضٍ دائم”، لأن الجمهور في النهاية سينصرف، وتبقى أنت على المسرح وحدك… تصفق لنفسك بخيبة.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : البرستيج الكاذب… حين يتحول الوهم إلى أسلوب حياة - المصدر 24, اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 09:29 صباحاً














0 تعليق