نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أغرب المباني المائلة في العالم غير برج بيزا - المصدر 24, اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 04:25 مساءً
المصدر 24 - تُعدّ المبانيُ المائلةُ من بين أبرز المعالمِ المعماريةِ التي تجذبُ الأنظار، ليس فقط بسبب انحرافِها العموديّ بل لأنّها تحملُ قصصاً هندسيّةً وثقافيّةً وتاريخيّةً قلّما تُروى. إذ إلى جانب الشهرة العالمية التي حازها برج بيزا، هناك عشراتُ المباني حولَ العالمِ «تنحرفُ» بجرأةٍ أو بمحضِ الخطأِ عن العموديّةِ، لتُصبحَ مفارقاً بصريّاً ومعلماً هندسيّاً يُثيرُ الدهشةَ والفضولَ.
برج العاصمة أبوظبي (Capital Gate) الإمارات العربية المتحدة
يُعدّ هذا البرجُ، الذي اكتملَ في عامِ 2011، ذروةَ الابتكارِ المعماريّ، إذ مالتِ البُرجَةُ إلى الغربِ بزاويةٍ تبلغُ نحو 18°، أيّ أكثرَ من أربعةِ أضعافِ انحناءِ برجِ بيزا.
صُمّمَ ليكون معلماً لمركزِ المعارضِ والمؤتمراتِ في العاصمةِ، واحتفلَ بـ«رقمٍ قياسيٍّ» لدى موسوعةِ غينيس «أكثرَ هيكلٍ مائلٍ من صنعِ الإنسان».
تُعزى مِلْتاهُ إلى التصميمِ المتعمَّدِ، إذ ارتكزَ على قلبٍ خرسانيٍّ مُميلٍ مسبقاً، وحيثُ وضِعتْ بلاطاتُ الطوابقِ بطريقةٍ متدرّجةٍ لتزيد الميلَ بينما يُحافظ التصميمُ على الاستقرارِ.
برج سورهوستن (Leaning Tower of Suurhusen) – ألمانيا
في قريةٍ صغيرةٍ في إقليمِ شمالِ غربِ ألمانيا، يقفُ هذا البرجُ الكنسيّ المتأخرُ من العصورِ الوسطى، وقد اُدرِجَ سابقاً كـ«أكثرَ برجٍ مائلٍ غير مقصودٍ في العالم» بزاويةٍ بلغت 5.19° ّ حسب موسوعةِ غينيس.
تُعزى مِلْتاهُ إلى تغييرِ مستوى المياهِ الجوفيةِ التي أبقتْ جذوعَ الأُسُسِ الخشبيّةِ منتعشةً لقرونٍ، إلى حينِ جفافِ الأرضِ وقبْرِ تلك الجذوعِ التي كانت تُثبّتها. تُمثّلُ هذه القصةُ درساً في علاقةِ البناءِ والتربةِ والهندسةِ.
3. برج تلوق إنتان (Leaning Tower of Teluk Intan) – ماليزيا
في مدينةِ تلوقِ إنتان بماليزيا، قامَ هذا البرجُ – الذي اكتمل بناؤه عامَ 1886 – بوظيفةٍ مزدوجةٍ: برجُ ساعةٍ وخزانُ مياهٍ لمواجهةِ حرائقَ أو جفافٍ محتَمل.
مِيلُهُ يُعزى إلى الأرضِ اللَّينةِ التي بُنيَ عليها بالإضافةِ إلى وزنِ الخزانِ الحديديِّ. اليوم، أصبحَ معلمَ جذبٍ سياحيٍّ ومعلماً وطنياً يُذكّر بأنّ خطأً في التربةِ يمكنُ أن يحوّلَ مبنىً وظيفيّاً إلى أيقونةٍ بانحرافها.
برج تورون المائل (Leaning Tower of Toruń) – بولندا
بُني هذا البرجُ في القرنِ الثالث عشر في مدينةِ تورون البولنديّة، وسرعان ما بدأ يميلُ بسببَ التربةِ الطينيةِ غير الثابتة، حتى أصبحتْ إزاحتهُ العليا نحو 1.5 مترٍ من الوضعِ العموديّ.
اليوم، وهو جزءٌ من تراثٍ عالميٍّ لليونسكو، يُشكّلُ شاهداً على تعاملِ الطبقةِ الحقيقيّةِ — الأرض ــ وما يحدثُ حينَ يُغفلُ الإنشاءُ هندسةَ الأساسِ.
هوزهو باجودا (Huzhu Pagoda) – الصين
برجٌ صغيرٌ نسبيّاً (ارتفاعه نحو 20 مترًا) بُني عامَ 1079 في شنغهای، ويُعرف بكونِه يميلُ أكثرَ من برجِ بيزا. ففي عامِ 1982 وُجد أنّه قد انحرفَ بزاويةٍ نحو 6.51°، ثم استمر الميلُ فبلغَ نحو 7.10° لاحقاً.
يُعزى هذا الميل إلى اختلافِ سطحِ البناءِ بين صخرٍ صلبٍ وجزءٍ آخرٍ من الحصى، ما خلقَ اختلافاتٍ في الأساساتِ. هذه الحادثةُ تؤكّدُ أنّ البناءَ التقليديّ، حتى في العصورِ القديمةِ، كان عرضةً لأخطارِ التربةِ وسوءِ التخطيطِ.
برايتشاخن تور (Bad Frankenhausen Tower) – ألمانيا
في مدينةِ باد فْرانكنهاوزِن شمالِ ألمانيا، يوجد هذا البرجُ الكنسيّ الذي بدأ يميلُ منذ القرنِ السابع عشر نتيجةَ استخراجِ الملحِ ضمنِ نُقُبٍ أدّت إلى هبوطِ الأرضِ المحيطة به.
يزن البرجُ نحو 56 مترًا ويعتبرُ من أبرزِ الأمثلةِ على كيف يمكن للتدخلِ البشريِّ في البيئةِ أن يؤدي إلى ظهورِ أحدِ أغربِ المبانيَ المائلةِ في العالمِ.
برج العاصمة كاسا بانكا (Casa Banca Tower) ‑ (رُوسيا) – روسيا
رغم عدم وجود بياناتٍ دقيقةٍ مثلَ تلكِ الخاصةِ بالبرجِ في أبوظبي أو غيره، إلّا أن عدداً من المبانيِ الحديثةِ في روسيا تُسجَّلُ ميلَها كجزءٍ من التصميمِ أو نتيجةً للترخّصِ المتسرّعِ في الأساساتِ — مما يجعلُها ضمنَ قائمةِ المبانيَ المائلةِ التي تُشكّلُ ظاهرةً هندسيّةً حديثةً.
برج Millennium (Millennium Tower) – سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة
هذا المبنىُ السكنيُّ الفاخرُ بمدينةِ سان فرانسيسكو، افتتحَ عامَ 2009، لكنه اكتسبَ شهرةً مقلقةً بعد أن بدأتْ أساساتهُ بالهُبوطِ ليُسجّلَ ميلَاً، حيث بلغَ الميلُ نحو 26 بوصةٍ في بعضِ التقديراتِ، مع استمرارِ هبوطه.
تُعزى المشكلةُ إلى تصميمِ الأساساتِ التي لم تصل إلى صخرِ التربةِ العميقِ، ما جعلها تتأثّرُ بالتربةِ الطينيةِ والمياهِ الجوفيةِ، ليُصبحَ المبنىُ مثالاً على التحدّياتِ التي تكتنفُ التطويرَ الحديثَ في المدنِ الكبرى.
برج العاصمة (Montreal Tower) – مونتريال، كندا
يقعُ ضمنَ حديقةِ أولمبيةٍ في مونتريال، وهو أحدُ أطولِ الأبراجِ المائلةِ في العالمِ مع ميلٍ مقصودٍ يصلُ إلى نحو 45° — إذ بُنيَ ليكونَ جزءاً من تصميمِ استادِ الألعابِ الأولمبيّةِ. هذه الميزةُ الهندسيّةُ المتطرّفةُ تجعلهُ من أبرزِ المبانيِ — إن لم يكن الأكثرَ — في قائمةِ الميلِ المُتعمَّدِ.
برج Garisenda (Torre della Garisenda) – بولونيا، إيطاليا
يرتفعُ هذا البرجُ من القرنِ الثاني عشر في مدينةِ بولونيا، ويُعرفُ بهيئتهِ المائلةِ الواضحةِ والتي تجاوزتْ انحناءَ برجِ بيزا، الأمرُ الذي دفعَ مجلسُ المدينةِ إلى إعلانِ مشروعِ ترميمٍ كبيرٍ لثبّتِه بحلول عامِ 2028.
إنّه نموذجٌ حيٌّ على أنّ الميلَ يمكنُ أن يكونَ ناجماً عن التربةِ والرواسبِ منذ العصورِ الوسطيّةِ، ويستدعيُ تدخّلاتٍ جادّةً للحفاظِ على التراثِ المعماريّ.
تلخّصُ أخطرُ أسبابِ ميلِ المبانيِ في ثلاثِ محاورَ رئيسيّةٍ:
أولاً: ضعفُ التربةِ أو اختلافُها تحتَ الأساساتِ، كما في حالةِ هوزهو باجودا أو سورهوستن. ثانياً: تغيّراتُ المياهِ الجوفيةِ أو استخراجُ غيرٍ مراقَبٍ للمعادنِ تحتَ المبنى، كما في باد فْرانكنهاوزِن. ثالثاً: تصميمٌ مقصودٌ للميلِ كجزءٍ من الطابعِ المعماريّ، كما في برجِ العاصمةِ أبوظبي أو برجِ مونتريال.لماذا تستحقُّ هذه المبانيُ المتابعةَ؟
تُمثّلُ هذه المبانيُ أكثرَ من مجرد معالمَ سياحيةٍ: فهي دروسٌ في الهندسةِ المعماريةِ، وعِبَرٌ في علاقةِ الإنسانِ بالمكانِ والأرضِ، وشواهدٌ على أنّ الجمالَ قد ينطلقُ من «الخطأ». كما أنّها تُثيرُ تساؤلاتٍ حولَ استدامةِ البناءِ، وصلاحيّةِ الأساساتِ، وحاجةِ المدنِ الحديثةِ إلى مراقبةٍ صارمةٍ في تطويرِها.
إنّ استعراضَ أغربِ المبانيِ المائلةِ في العالمِ يُفتحُ أمامَنا نافذةً على التنوّعِ المعماريّ والبيئيّ والإبداعيّ، ويذكّرنا بأنّ كلّ بناءٍ يحملُ تاريخاً يُنحني قليلاً، أو كثيراً، نحوَ طبيعةٍ أرضيّةٍ أو تصميمٍ مغايرٍ. فما إن نلفتَ النظرَ إلى الميلِ، حتى ندركَ كم أن البشرَ والعمرانَ والطبيعةَ متشابكونَ في لعبةِ ثباتٍ وهبوطٍ وانحرافٍ، لعبةٍ لا تقلّ إثارةً عن تلكِ التي خُلِقَت لتُبنى عليها الأبراج.















0 تعليق