نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أغرب نظريات المؤامرة المنتشرة على الإنترنت - المصدر 24, اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 03:54 مساءً
المصدر 24 - في عالمنا الرقميّ المعقّد، تنبثق من بين بيانات الإنترنت وشبكاته ما يُعرف بـ نظريّات المؤامرة؛ وهي قصص تدّعي وجود خططٍ سرّيّةٍ محبوكةٍ تؤثر في مجرى الأحداث من وراء الستار، وتُحفّز الخوفَ والشكّ في المؤسسات، وأحيانًا تشكّك بما يبدو بديهيًّا. تراكمت هذه النظريّات وانتشرت بشكلٍ واسع، خصوصًا مع ازدياد استخدام الإنترنت ووسائل التواصل، لتصبح جزءًا من الثقافة الرقمية الحديثة.
قبل التعمّق في أبرز الأمثلة، من المهمّ فهم ماهية هذه النظريّات. تُعرَّف بأنها "تفسير لمجموعة من الأحداث أو الظواهر يفترض وجود جماعة سرّيّة توجّهها أو تستغلّها لتحقيق مصالح خفيّة". وتنبع هذه النظريّات غالبًا من الرغبة في تفسير «لماذا» بدلاً من «كيف»، ما يمنح المؤمنين بها شعورًا بأنّهم يملكون فكّ الشيفرة التي يجهلها الآخرون.
مع ذلك، تتحوّل هذه التساؤلات إلى روايات تطلق اتهامات بلا دليل أو تتجاهل التنوّع المعقد للواقع، ما يستدعي تحليلًا نقديًا وفصلًا بين المحتمل والمدعوم بالأدلة.
Dead Internet Theory – الإنترنتُ الميتُ من وراء الكواليسِ
تفوّض هذه النظرية بأن أكثر محتوى الإنترنت يُنتج تلقائيًا بواسطة روبوتات وخوارزميات، وأن التفاعل البشري فيه واجهة لصالح قوى خفيّة تتحكّم بالرأي العام. حسب الرواية، حدث منذ حوالي عام 2016 تغيّر كبير في طبيعة المحتوى الرقمي، ما جعل البوتات والشبكات الآلية تهيمن على نشاط المستخدمين.
التصحيح العلمي: صحيح أنّ جزءًا من حركة الإنترنت «آلي» من حيث الزيارات والبوتات، لكن الادّعاء بأن كل المحتوى تقريبًا مزيّف أو مُدار بالكامل لا يستند إلى دليل موثوق، وما زالت المجتمعات الرقمية تضم تفاعلات بشرية حقيقية.
Great Reset – إعادةُ ضبطٍ عالميّةٍ
تدّعي هذه النظرية أنّ نخبة دولية تسعى لإعادة ضبط النظام العالمي، لإجبار الناس على التخلي عن الملكية الخاصة وترك قرار مصيرهم لطرف مركزي. صيغت هذه النظرية خلال جائحة كوفيد‑19 حين ظهرت كلمات مثل “Great Reset” في منتديات المناقشة الاقتصادية والاجتماعية، وحوّلتها بعض التيارات المناهضة للتكنولوجيا إلى محور مؤامرة شاملة.
التصحيح العلمي: الوثيقة الرسمية من World Economic Forum لم تتضمن أي بند صريح يدعو إلى إلغاء الملكية الخاصة، وقد شككت وسائل الإعلام المتخصصة في هذه الادعاءات على أنّها استنتاجات مبالغ فيها.
Pizzagate – مطعمُ البيتزا المُشبوهِ
ظهرت هذه النظرية في الولايات المتحدة عام 2016، واتّهمت صاحب مطعم بيتزا في واشنطن بأنه مركز شبكة تجارة أطفال مدعومة من سياسيين كبار. نشرت بعض المنشورات على Reddit روابط تربط المطعم بأفراد مشهورين، وادّعت وجود أنفاق سرية تُستخدم لهذه الأغراض.
التصحيح العلمي: تحقّق الصحفيون والسلطات رسميًّا من تلك المزاعم ولم يُعثر على أي دليل يربط المكان بما زُعم، وواجه ناشطو النظرية ملاحقات قانونية.
Electronic Harassment – إشعاعات سرّية وتجسّس ذي وجهين
تزعم هذه النظرية أنّ أجهزة إلكترونية أو إشعاعات كهرومغناطيسية تُستخدم لتوجيه الأصوات والأفكار إلى أذهان محددين أو تعطيل صحتهم النفسية.
التصحيح العلمي: الدراسات الطبية والنفسية صنّفت هذه التجارب في كثير من الحالات كأعراض اضطرابات أو حالات هلوسة، ولم تثبت أي جهة موثوقة استخدام هذه التقنيات لأغراض سرية كما تصوّر النظرية.
من أبرز الأسباب:
غياب الشفافية في المؤسسات والإجراءات الحكومية، ما يترك فراغًا للشُك. القلق الاجتماعي والتكنولوجي، مثل الخوف من الذكاء الاصطناعي أو انتشار الأوبئة. خوارزميات التواصل الاجتماعي التي تعزز التجانس وتقليل التنوع المعلوماتي، فتزيد من تكرار القصص المثيرة. السرد المبسّط الذي يعطي شعورًا بالسيطرة والفهم السهل، حتى لو كان تبسيطًا مغلوطًا. يكفل التصدي لهذه الظاهرة مسار وعي عام ومهارة تفكير نقدي: نشر التثقيف الإعلامي وتعليم الجمهور كيفية التحقق من المصادر. دعم الصحافة المستقلة والمعلومات الموثقة، وضبط الخوارزميات للتمييز بين الإشاعة والمعلومة. تشجيع النقاش المنفتح والمستنير بدل رفض أي طرح مغاير تلقائيًا، فالنقد البناء أفضل من التهويل أو الرفض.إنّ نظريّات المؤامرة، مهما بدت غريبة أو مبتذلة، ليست مجرّد تسلية أو «اختلال فكري»، بل مرآة لخوف المجتمعات من التغيير ومن غياب الأمان المعرفي. من المهمّ فهم هذا الخوف وتحليله، وتطوير أدواتنا العقلية للحفاظ على الحديّة بين الشك المبرّر والمغالاة التي تحولنا إلى ضحايا سرد بلا دليل. التقاط الفرق بين السؤال الواضح والافتراض المدسوس مهارة أساسية في زمن يتداخل فيه الواقع بالزيف.















0 تعليق