نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف أثّر الذكاء الاصطناعي في الفن والأدب؟ - المصدر 24, اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 03:43 مساءً
المصدر 24 - أَثَّرَ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ تأثيرًا عميقًا في مشهَدَي الفنِّ والأدبِ خلال السنواتِ الأخيرة، فغيَّر أدواتَ الخلقِ، وأعاد تشكيلَ أسئلةِ الملكيّةِ الفكريّةِ، وطرحَ فرصًا تجاريّةً وتعليميّةً لم تكن متصوَّرةً من قبل.
نستعرضُ بوضوحٍ وبشواهدٍ موثّقةٍ كيفَ غيّرت خوارزميّاتُ التوليدِ الفنّيِّ والنَّصّيِّ خريطةَ الإبداعِ، ويقترحُ معالمَ التعايشِ الممكنةَ بين الإنسانِ والآلةِ دون حشوٍ أو إسرافٍ في الكلامِ.
كيف أثّر الذكاء الاصطناعي في الفن والأدب؟
التَّوليدُ الفنّيُّ: أدواتٌ تُنتجُ صورًا ومناظِرَ
أصبحَ استدعاءُ صورةٍ من وصفٍ نصّيٍّ عمليّةً سهلةً ينجزُها أيُّ مستخدِمٍ عبر نماذجَ مثلَ DALL·E وMidjourney وStable Diffusion؛ فتولِّدُ الخوارزميّاتُ صورًا عاليةَ الدقّةِ في ثوانٍ، ما أتاحَ للفنّانِ أداةً جديدةً لتسريعِ التجريبِ وتوسيعِ المفرداتِ البصريّةِ. بَلْ جعلتْ بعضَ المعارضِ والمتاحفِ الذكاءَ الاصطناعيَّ جزءًا من العرضِ والتأويلِ، مستخدمةً إمكاناتهِ في إنشاءِ تجاربٍ تفاعليّةٍ مع الجمهورِ.
الأدبُ والكتابةُ التعاونيةُ مع النماذجِ اللغويّةِ
دَفَعَتْ نماذجُ اللغةِ الكُبرى مثلَ ChatGPT الكتّابَ إلى تبنّي أساليبِ كتابةٍ جديدةٍ؛ إذ صارَ بمقدورِها اقتراحُ حبكاتٍ، وتطويرُ شخصياتٍ، وإعادةُ صياغةِ فقراتٍ بسرعةٍ، ما زادَ إنتاجيّةَ بعضِ المؤلّفينَ وفتحَ بابَ التعاونِ بين الإنسانِ والآلةِ. وفي مقابلِ ذلكَ ظهرتْ أسئلةٌ حولَ أصالةِ العملِ الأدبيِّ وحدّوده، وهل يُعدُّ النصُّ الناتجُ «عملاً» قابلاً للحمايةِ القانونيّةِ إذا شاركَتِ الآلةُ في إنشائِه؟
حقوقُ النشرِ والصِّراعاتُ القضائيّةُ
انطلاقًا من مزاعمِ تدريبِ النماذجِ على أعمالٍ محميّةٍ دونَ إذنٍ، واجهتْ شركاتُ الذكاءِ الاصطناعيِّ دعاوىَ قضائيّةً بارزةً من فنّانينَ ودورِ نشرٍ واستوديوهاتٍ سينمائيّةٍ. شهدتِ المحاكمُ طروحاتٍ قانونيّةً مفصليّةً عن ما إذا كانَ استخدامُ الصورِ والنصوصِ في «تدريبِ» النماذجِ يندرجُ تحتَ مبدأِ الاستخدامِ العادلِ أو يُشكّلُ انتهاكًا لحقوقِ المُبدعينَ. وفي قضاياَ حديثةٍ قرَّرتْ بعضُ المحاكمِ إبقاءَ بعضِ المطالباتِ على سَجِلِّ القضاءِ، ما يمهِّدُ لاكتشافِ معاييرَ جديدةٍ للملكيّةِ في عصرِ الذكاءِ الاصطناعيِّ.
سوقُ العملِ الإبداعيّ وتحوّلاتُ المهنةِ
أَسفَرَ اعتمادُ بعضِ الشركاتِ على المحتوى المولَّدِ آليًّا عن تبدُّلٍ في سوقِ الخدماتِ الإبداعيّةِ؛ فشهدتْ منصّاتُ التصميمِ والكتابةِ تراجعًا في فرصٍ لبعضِ المستقلّينَ، بينما نشأتْ فرصٌ جديدةٌ لمن يُتقِنُ توجيهَ الأدواتِ التقنيةِ (prompt engineering) أو للعملِ كمحرِّرٍ بشريٍّ ينقّحُ إنتاجاتِ النماذجِ. وبالمقابلِ، ظهرتْ نماذجٌ اقتصاديّةٌ تزاوجُ بين الدفعِ للمؤلفِ البشريِّ وإشراكِ الذكاءِ الاصطناعيِّ كأداةٍ تعاونِيّةٍ.
أخلاقيّاتُ الإبداعِ والهويةُ الثقافيّةُ
تَستدعي الأداةُ الإبداعيّةُ سؤالَ المسؤوليّةِ: مَن يتحمّلُ أثرَ «التزييفِ» أو «المحاكاةِ» لأساليبِ فنّانينَ حيّينَ أو متوفّينَ؟ وإضافةً إلى ذلكَ، تُحذِّرُ الأصواتُ الثقافيّةُ من اختفاءِ اللهجاتِ والأساليبِ المحليّةِ تحتَ سيطرةِ نماذجٍ تميلُ إلى القوالبِ العالميّةِ، ما قد يُفضي إلى مَحْوِ الخصوصيّةِ الثقافيّةِ ما لم تُراعَ سياساتٌ تحمي التنوّعَ الإبداعيَّ.
إعادةُ ضبطِ العلاقةِ بين الإنسانِ والآلةِ
يلزمُ أن نقرأَ الذكاءَ الاصطناعيَّ كأداةٍ تغيّرُ قواعدَ اللعبةِ، لا كقيمةٍ نهائيّةٍ تحلُّ محلَّ الفنِّ والأدبِ. فالمهمُّ أن نحافظَ على بُعدِ الإنسانيّةِ في السردِ والتأويلِ، وأن نبنيَ أطرًا قانونيّةً وثقافيّةً تضمنُ تعويضَ المُبدعينَ وحمايةَ التنوّعِ الثقافيِّ. حينئذٍ، سيبقى الفنُّ والأدبُ مسرحًا يتلاقى فيهما الإبداعُ البشريُّ والذكاءُ الاصطناعيُّ، لا ساحةَ تنافسٍ تُقصي أحدًا على حسابِ الآخرِ.















0 تعليق