المصدر 24 - في اكتشاف مذهل يكشف عن أسرار جديدة من أعماق البحار، أعلن علماء الأحياء البحرية عن رصد نوع جديد من الإسفنج المفترس يُعرف باسم "كرة الموت آكلة اللحوم"، يعيش في أعماق المحيط الجنوبي قرب سواحل القارة القطبية الجنوبية.

وتم العثور على الكائن الغريب، الذي ينتمي إلى جنس "كوندروكلاديا" (Chondrocladia)، على عمق حوالي 3600 متر شرق جزيرة مونتاغو قبالة سواحل أنتاركتيكا. ويتميز الإسفنج بزوائد طويلة تنتهي بكرات وردية اللون مزودة بخطافات دقيقة، تُستخدم لاصطياد القشريات الصغيرة مثل مجدافيات الأرجل، ما يجعله أحد أكثر أنواع الإسفنج شراسة على الإطلاق.

وقالت الدكتورة ميشيل تايلور، رئيسة قسم العلوم في مؤسسة نيبون-نيكتون لتعداد المحيطات، إن شكل الكائن يشبه "سلسلة من كرات تنس الطاولة على سيقان نباتية". وأضافت موضحة: "الإسفنج كائن ثابت لا يستطيع ملاحقة فريسته، لذا طوّر آلية صيد فعالة تعتمد على الخطافات التي تشل حركة الكائنات الصغيرة قبل أن يغلفها ليهضمها تدريجيًا."

وجاء هذا الاكتشاف خلال بعثة استكشافية علمية استمرت من فبراير إلى مارس، على متن سفينة الأبحاث R/V Falkor التابعة لمعهد شميدت للمحيطات. واستخدم الفريق مركبةً تحت الماء تُدعى "روب سوباستيان" لمسح أعماق تصل إلى 4500 متر، تمكنت خلالها من جمع نحو 2000 عينة من 14 مجموعة حيوانية مختلفة، بينها 30 نوعًا لم يُعرف من قبل.

ولم يقتصر الاكتشاف على "كرة الموت"، إذ رصد العلماء أيضًا ديدانًا متألقة تُعرف باسم "ديدان إلفيس"، تتميز بقشور لامعة تنتج ومضات ضوئية لإرباك المفترسات. كما تم العثور على أنواع جديدة من نجوم البحر وثنائيات المحار، متكيفة مع البيئات البركانية والحرارية المائية، بالإضافة إلى مرجان أسود وجنس جديد محتمل من أقلام البحر، وهي كائنات تشبه الريش وتخضع حاليًا للدراسة.

كما لاحظ الباحثون وجود ديدان الزومبي (Osedax) التي تتغذى على عظام الحيتان عبر بكتيريا متخصصة في تحليل الدهون، رغم أنها ليست من الأنواع الجديدة.

وحذّرت الدكتورة تايلور من أن أكثر من 80% من محيطات الأرض لا تزال غير مستكشفة، مشيرة إلى أن هذا الاكتشاف يؤكد مدى جهل البشرية بالتنوع البيولوجي الهائل في أعماق البحار. وقالت: "أن نجد 30 نوعًا جديدًا من أقل من ثلث العينات التي جمعناها، فهذا دليل على أن ما نعرفه عن محيطاتنا لا يزال مجرد قطرة في بحر من الأسرار."

ويُتوقع أن تسهم هذه الاكتشافات في توسيع الفهم العلمي للتكيفات البيولوجية الفريدة في البيئات القصوى، وتسلّط الضوء على أهمية حماية النظم البيئية العميقة التي لا تزال تخبئ مخلوقات لم تُكتشف بعد.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك