المصدر 24 - سارة ملاعب

عندما يكون الانتماء حزبياً لا سياسياً... ودينياً لا إنسانياً... وطائفياً لا وطنياً...يصبح الوطن ضحية صراع لا ينتهي، وتصبح أرضه ساحة قتال ومسرحاً تعرض عليه بطولات زائفة.
عندما يكون الولاء أعمى، تصبح الحقيقة وجهة نظر، والاختلاف يصبح خلافاً، ويتسلّل الانقسام فيمزّق هوية الوطن الواحدة ويخلق من كل قطعة وطناً صغيراً .
 ليكتب كلٌّ منهم تاريخه على قياسه، يزيّف الوقائع ليُرضي جمهوره، حتى صار الوطن دفتر روايات متناقضة، كلّ صفحةٍ تكذّب الأخرى، والحقيقة تائهة بين سطورٍ لا يجرؤ أحد على قراءتها بصوتٍ مرتفع... 

إذن، من سيعلّم أولادنا معنى الوطن؟ فالجميع مشغول بالدفاع عن حزبه.
من سيزرع فيهم الحلم؟ فالحلم صار وهماً في بلدٍ لا يحلم إلّا بالهجرة، والانقسام صار جزءًا من هويتنا المشوّهة نتوارثه عبر الأجيال.
قبل أن تكون حزبيًا، كن مواطنًا. وقبل أن تكون مواطنًا، كن إنسانًا. فلندرك الإنسانية، ولنزرع حب الوطن في الجميع، لتصبح الهوية واحدة، عنوانها الوطن… وإلا، سيصبح الوطن رمادًا تحت أقدامنا، وستغرق صرخاتنا في صمت أبدي ودوامة لا مفرّ منها...