نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حيوان يعيش لأشهر بلا طعام أو ماء: أعجوبة البقاء في الطبيعة - المصدر 24, اليوم الأحد 9 نوفمبر 2025 04:25 مساءً
المصدر 24 - في عالم تسيطر عليه قوانين البقاء التقليدية، حيث الطعام والماء هما وقود الحياة، تظهر كائناتٌ تخرج عن المألوف وتثبت أن الطبيعة تخبّئ أسراراً مذهلة. هناك حيواناتٌ قادرةٌ على العيش لأشهر أو حتى سنوات دون تناول طعام أو شراب، بتكيّفاتٍ فريدة تطورت عبر ملايين السنين. هذا ما يجعلها من أعاجيب الخلق، ودعوة لإعادة التفكير في مفهوم النقص والوفرة.
كيف يُمكن أن يعيش الحيوان بلا طعام أو ماء؟
لكي يستمر الحيوان في الحياة دون تناول الطعام أو الماء، يجب أن يتحقّق ثلاث شروط رئيسية:
تخزين الطاقة والفائض
تخزن بعض الحيوانات كميات كبيرة من الدهون أو المياه داخل أجسامها، تُستخدم لاحقاً كمصدر للطاقة. مثلاً، تخزن السّمور المائية “أجساماً دهنية” في ذيولها أو ضعها كمخزون.
تباطؤ التمثيل الغذائي
تقوم هذه الكائنات بخفض سرعة الأيض لتقليل استهلاك الطاقة إلى أدنى حدّ ممكن. بعض الزواحف، مثلاً، تنخفض حركة أعضائها الداخلية بصورة حادّة في فترات الصيام الطويل.
دخول حالة سبات أو سباتٍ شبيه
بعض الحيوانات تدخل حالة شبه تعليق للحياة يُسمّى “إستيفايشن” أو “hibernation” أو “cryptobiosis” تُستخدم فيها أقلّ الموارد وأقلّ الطاقة حتى تنتهي فترة الحرمان.
حيوانات ذو طبيعة نادرة
من أشهر الأمثلة: سلاحف غالاباغوس العملاقة التي بخمولها الشديد تستطيع البقاء لأكثر من سنة من دون طعامٍ أو ماءٍ عن طريق استهلاك مخزون الدهون ببطء شديد.
كذلك، الزواحف مثل التمساح أو الثعبان التي قلّت حركتها إلى حدّ أن استهلاكها للطاقة يتراجع بشدة، وتعيش شهوراً طويلة بلا وجبة.
طيور مثل ذكر البطريق الإمبراطور تتحمّل بلا طعام أثناء فترة الحضانة في القطب الجنوبي لعدة أشهر، معتمدةً على مخزون الدهون فقط.
لماذا يعدّ هذا النجاح من أعجب ما في الحياة؟
لأنّه يتحدّى استنتاجنا البديهي بأن الكائن الحيّ لا بدّ أن يتناول الطعام يوميّاً أو كل عدّة أيام لكي يعيش.
يمنحنا رؤيةً مختلفةً عن كيفيّة الاستفادة من الموارد القليلة في ظل ظروفٍ قاسية وهو درسٌ ليس للحيوانات فقط، بل للبشر أيضاً عندما تنخفض الموارد أو تواجه أزمة.
في النهاية، حين نستعرض هذه الكائنات الخارقة التي تعيش بلا طعام أو ماء فترات طويلة، ندرك أن الحياة أخلاقها مختلفة في الطبيعة ليست مجرد دفعات من الطعام والماء، بل مهارات وتكيّفات تجعل من المستحيل واقعاً.
إنها دعوة لنا لننظر إلى قدراتنا وإلى معاييرنا من زاويةٍ جديدة: هل نحن نستهلك أم نصدّّ استهلاكنا؟ هل تتحكم بنا الموارد أو نتحكّم بها؟ هذه القصص ليست مجرّد فضول علمي، بل تحفيزٌ للتفكير والبقاء أفضل.












0 تعليق