المصدر 24 - فقد العالم الإسلامي اليوم أحد أبرز رموزه العلمية والدعوية، حيث أعلن في الأردن عن وفاة الداعية والعالم المصري الدكتور زغلول النجار عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد رحلة حافلة بالعطاء العلمي والدعوي امتدت لأكثر من سبعة عقود، قدّم خلالها إرثًا فكريًا زاخرًا أسهم في إثراء الفكر الإسلامي الحديث وربط العلوم التجريبية بالإيمان.

وفاة العالم زغلول النجار في الأردن

توفي الدكتور زغلول النجار، صباح اليوم الأحد، في العاصمة الأردنية عمّان، بعد حياة مليئة بالعلم والدعوة، عُرف خلالها بثباته على المبدأ وحرصه على نشر الوعي الديني والعلمي، والدفاع عن قضايا الأمة بروح العالم والمفكر.

ومن المقرر أن تُقام صلاة الجنازة يوم غدٍ الإثنين 10 نوفمبر 2025 بعد صلاة الظهر في مسجد أبو عيشة قرب الدوار السابع في عمّان، على أن يُوارى جثمانه الثرى في مقبرة أم القطين التابعة للوياء ناعور.

سيرة ومسيرة حافلة بالعلم والدعوة

وُلد الدكتور زغلول راغب النجار في 17 نوفمبر 1933 بمحافظة الغربية في جمهورية مصر العربية، وتخرّج في كلية العلوم بجامعة القاهرة عام 1955م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، حيث تخصّص في علم الجيولوجيا وواصل دراساته العليا حتى حصل على الدكتوراه.

امتزجت في شخصية الراحل العلم الأكاديمي بالدعوة الإسلامية، فكان من أوائل العلماء الذين سعوا إلى الربط بين العلوم الطبيعية والإعجاز العلمي في القرآن الكريم، بأسلوب علمي موثق جمع بين الدقة البحثية والرؤية الإيمانية، مما جعله مرجعًا موثوقًا في هذا المجال.

إرث علمي وفكري باقٍ

قدّم الدكتور زغلول النجار عشرات الكتب والأبحاث والمحاضرات التي تناولت الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، كما أسهم في تأسيس العديد من الهيئات العلمية والدعوية داخل مصر وخارجها، وشغل مناصب أكاديمية مرموقة في عدد من الجامعات العربية والعالمية.

تميز أسلوبه بالبساطة والعمق في آن واحد، إذ خاطب العقول والقلوب معًا، واستطاع أن يرسّخ لدى الأجيال فكرة أن العلم الحديث لا يتعارض مع الوحي الإلهي، بل يؤكد عظمة الخالق في كل مظاهر الكون.

محطات بارزة في مسيرة الدكتور زغلول النجار

ولد عام 1933 في مصر وتخرّج في جامعة القاهرة. حصل على الدكتوراه في الجيولوجيا وعمل في عدد من الجامعات العالمية. شغل مناصب أكاديمية ودعوية داخل مصر وخارجها. أصدر عشرات الكتب في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. كان عضوًا في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي وشارك في مؤتمرات دولية عديدة. عُرف بمواقفه الثابتة ودفاعه عن القيم الإسلامية والعلمية.

وداع علم من أعلام الفكر الإسلامي

رحيل الدكتور زغلول النجار لا يمثل خسارة لمصر أو العالم العربي فحسب، بل للأمة الإسلامية جمعاء، إذ يُعد من أبرز من أسهموا في نشر ثقافة الإعجاز العلمي بأسلوب يجمع بين الإيمان والعقل.
ترك وراءه إرثًا علميًا وإنسانيًا خالدًا، سيبقى مصدر إلهام للأجيال المقبلة من العلماء والباحثين والدعاة.

 

برحيل الدكتور زغلول النجار، يودّع العالم الإسلامي أحد أعمدة الفكر والعلم في العصر الحديث، رجل جمع بين الجيولوجيا والإعجاز القرآني، فكان مدرسة فكرية قائمة بذاتها.
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن علمه ودعوته خير الجزاء، وترك للأمة إرثًا خالدًا سيظل شاهدًا على عطائه وعلمه الراسخ.