ولأن القدر دائماً ما يلعب دوره في تأليف القلوب، وُلد الثنائي في نفس اليوم 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، ليتوجا قصة حبهما بالزواج عام 2002 وينجبا 3 أولاد، ولكن كيف بدأت القصة؟ 

رحلة بدأت قبل الفن

بدأت نجومية منى زكي في بداية التسعينيات، واستطاعت اكتساب شهرة واسعة، لتصبح واحدة من وجوه الشابات الواعدات في عالم الفن خلال سنوات قصيرة.

كان في ذلك الوقت أحمد حلمي شاباً عادياً، وفي مزحة عفوية مع واحد من أصدقائه بينما كانا جالسين على المقهى، قال حلمي: "فتاة أحلامي هي منى زكي، وسأتزوجها"، ليضحك صديقه الذي لم يتخيل أن النبوءة ستتحقق.

وانطلقت الشرارة الحقيقية حين دخل حلمي مكتب المنتج الفني محمد فوزي ليشارك في عمل مسرحي حمل اسم "شقاوة"، وخلال ذلك اللقاء، ارتبك حلمي بمجرد رؤيته لمنى زكي لحظة فتحه للباب، وعلى الرغم من أن مشروع المسرحية توقف، فإن التواصل بينهما استمر أثناء مشاركتهما لاحقاً في فيلم "عمر 2000"، حيث كان حلمي يعيش حالة تردد بين إعجاب مهني وبين إحساس داخلي حاول إخفاءه أطول فترة ممكنة.

اعتراف بالحب عبر باقات الورود

شهدت فترة سفر منى زكي لتصوير فيلم "أفريكانو" تحوّلاً حاسماً في العلاقة، وخلال تلك المدة بدأ حلمي في التعبير عن مشاعره بطريقة متدرجة، إذ أرسل باقات الورود عبر الطائرة وتواصل هاتفياً ليخبرها بحقيقة إحساسه، ومع عودتها إلى القاهرة، تطورت القصة قبل أن تنقل الأمر لأسرتها، ثم بدأ حلمي خطوات الارتباط الرسمية.

شروط الأسرة ومحاولة إثبات الذات

عند التقدم لخطبة منى زكي، طلب شقيقها انتظار عودة والدها من السفر لاتخاذ قرار نهائي، وبعد لقائه بوالدها، وجد حلمي نفسه أمام شرطين أساسيين: الحفاظ على مستوى اجتماعي مشابه، وتقديم شبكة بقيمة تتراوح بين 30 و40 ألف جنيه.

وفي تلك المرحلة كان حلمي في بدايات شهرته بعد مشاركته في "55 إسعاف" و"رحلة حب"، ولم يكن يمتلك المبلغ المطلوب، وعندما تلقى عرضاً لتقديم إعلان بإحدى شركات الاتصالات، طلب أجراً مكّنه من ادخار قيمة الشبكة، قبل أن يتمم إجراءات الزواج لاحقاً في عام 2002.

دعم متبادل وتحديات مختلفة

شهدت السنوات التالية عدة مواقف أثبتت قوة العلاقة، حيث غامر أحمد حلمي لأول مرة كمنتج فني في مسلسل "آسيا" الذي تصدرت زوجته بطولته عام 2013.

أما أزمة فيلم "أصحاب ولا أعز" التي طالت منى زكي بسبب الجدل حول دورها، فقد أظهر دعم حلمي لها بوضوح في تلك المرحلة، إذ وقف بجانبها في مواجهة موجة الانتقادات، مؤكداً معرفته المسبقة بطبيعة الدور وتفاصيله، وساندها علناً.

لم تتوقف قصة الثنائي عند النجاحات الفنية، فالحياة قادتهما إلى محطات قاسية، أبرزها تجربة المرض، حيث أصيبت منى زكي في وقت سابق بمرض مناعي نادر خضع للعلاج في ألمانيا، بينما كان حلمي يعاني في الوقت نفسه من ورم خبيث لم يعرف طبيعته إلا عند الكشف عليه صدفة خلال رحلة علاج زوجته.

واكتشف حلمي وجود ورم سرطاني في منطقة دقيقة بين عضلتين في الظهر، ما استدعى السفر سريعاً إلى الولايات المتحدة لإجراء الجراحة الأولى تزامناً مع توقيت ولادة ابنهما سليم.

وظنّ البعض أن السفر كان بهدف الولادة فقط، لكن الحقيقة كانت أكثر صعوبة، فقد خاض حلمي في ذلك التوقيت واحدة من أعقد تجارب حياته دون أن يعلن شيئاً، ودون أن يقلق جمهوره أو عائلته، بينما كانت زوجته تتلقى علاجاً لحالتها الصحية في ألمانيا.

عاد حلمي إلى مصر مؤقتاً قبل موعد العملية الثانية التي أُجريت لاحقاً بنجاح، وظل الثنائي محتفظين بتفاصيل تلك المرحلة بعيداً عن العلن إلا لدائرة صغيرة للغاية كانت مؤتمنة على السر.

وفي أشدّ اللحظات الصعبة في حياة كل منهما، مثل وفاة والد منى زكي ووفاة شقيق حلمي الأكبر، مثّل الثنائي دعماً إنسانياً وسنداً واضحاً لشريكه حتى تخطى آلامه بصورة آمنة.

وتبقى تفاصيل قصة حب منى زكي وأحمد حلمي، شاهدة على مشوار طويل من الاستقرار والمحبة المتواصلة.