الاجتماع الوطني الليبي من أجل الوحدة والسلام يعبّر عن بحث متجدد عن الاستقرار والوحدة والأسس الدستورية - المصدر 24

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاجتماع الوطني الليبي من أجل الوحدة والسلام يعبّر عن بحث متجدد عن الاستقرار والوحدة والأسس الدستورية - المصدر 24, اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 06:30 مساءً

المصدر 24 -  

 

شهدت طرابلس في 15 نوفمبر واحدًا من أبرز التجمعات العامة في تاريخها الحديث، حيث اجتمع ما يقارب ألف مواطن ليبي للمشاركة في “الاجتماع الوطني من أجل الوحدة والسلام”، وقد ضمّ الحضور مواطنين من مختلف مناطق البلاد—من الشباب وكبار السن والنساء وممثلي القبائل ونشطاء المجتمع المدني والقيادات المجتمعية—في مشهد نادر يعكس وحدة وطنية في وقت يبحث فيه كثير من الليبيين عن مسار يُخرج البلاد من أزمتها.

ونُظّم هذا المنتدى بمبادرة من ائتلاف من الهيئات الاجتماعية والمدنية، بما في ذلك منظمة روح فزان، ومنظمة روح طرابلس، و”ترابلس لودج”، وعدد من المجموعات الشبابية. وقد تميّز الحدث ليس فقط بحجمه، بل أيضًا بروح الهدف المشترك التي جمعت المشاركين. كما أضفت مشاركة العديد من أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة أهمية إضافية على اللقاء. وكان من بين الحضور السيد موسى فرج، النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة، ما أضفى بُعدًا مؤسسيًا واضحًا يعكس تنامي الوعي داخل المؤسسات السياسية بأهمية بلورة رؤية وطنية أكثر توحيدًا.

وافتُتح الاجتماع بكلمة افتراضية لولي العهد الأمير محمد الرضا السنوسي، الذي خاطب الجمهور بترحاب وأشاد بالمبادرة. وذكّر الليبيين بأن الحوار الوطني الذي قاده على مدى العامين الماضيين مع مكونات تنتمي إلى شرائح مختلفة من المجتمع كان موجّهًا نحو هدف واحد: الاستماع إلى تطلعات الناس في جميع المناطق والاستجابة لآمالهم في الوحدة والاستقرار والسلام، وقد لاقت رسالته صدى واسعًا في القاعة، مُبرزةً أهمية الانخراط الشامل في وقت يتطلع فيه كثيرون إلى إطار بنّاء يعكس الهوية والطموحات المشتركة لليبيين.

وتركّز جانب كبير من النقاش حول دستور الاستقلال لعام 1951، الوثيقة التي تحمل مكانة خاصة في الذاكرة السياسية الليبية، فهذا الدستور، الذي حظي باعتراف الأمم المتحدة وله دور محوري في تأسيس الدولة الليبية الحديثة، لا يزال رمزًا للوحدة والكرامة الوطنية. أما بالنسبة للعديد من الحاضرين الشباب، فهو يمثّل شيئًا آخر مهمًا: قاعدة واضحة ومستقرة يمكن أن تساعد ليبيا على استعادة مؤسساتها وإعادة الارتباط بشركائها الإقليميين.

وستلاحظ الجماهير السعودية ما برز خلال هذا اللقاء من قيم مألوفة لها: الحوار، الوحدة، احترام التراث الوطني، والرغبة في الاستقرار بعد سنوات من عدم اليقين. وقد أثار اهتمام المراقبين حضور منظمات مثل برلمان الشباب، والاتحاد العام للمرأة، وممثلي مكونات التبو والأمازيغ، وهو ما عكس صورة شاملة للنسيج الاجتماعي الليبي المتنوع. وجاءت مداخلاتهم لتعكس ليس فقط الاهتمامات السياسية، بل أيضًا التطلعات الثقافية والاجتماعية—من تمكين المرأة إلى تعزيز دور الشباب وحماية الهوية الليبية.

كما شارك في اللقاء خبراء أكاديميون قدّموا رؤى حول الأطر الدستورية، وتطوير المؤسسات، والمصالحة الوطنية السلمية. وقد شهدت جلساتهم تفاعلًا لافتًا من الجمهور، ما يعكس مدى اهتمام الليبيين بالبحث عن حلول عملية ومستدامة لمستقبل بلادهم.

ووصف الحاضرون—الذين فضّل عدد منهم عدم الكشف عن هوياتهم نظرًا لحساسية الموضوع—أجواء اللقاء بأنها اتسمت بتفاؤل ووحدة غير مسبوقة. وأكد المواطنون أن الليبيين في مختلف أنحاء البلاد مستعدون لاحتضان إطار وطني مستقر ومت coherent. وأشار مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى حضروا اللقاء إلى أن نجاح الاجتماع لم يكمن فقط في رسائله، بل أيضًا في صدق المشاركة التي جمعت المواطنين وممثلي المؤسسات والقيادات المجتمعية جنبًا إلى جنب.

وفي ختام اللقاء، عبّر المنظمون عن امتنانهم للمشاركة الواسعة، مجددين التزامهم بمواصلة جهود الحوار على مستوى البلاد. ووصفوا الاجتماع بأنه جزء من مبادرة وطنية أوسع تهدف إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وبناء جسور التواصل بين مناطق ليبيا ومكوناتها. وأكدوا في كلمتهم الختامية أن ليبيا تقف اليوم عند مفترق طرق مهم، وتمتلك فرصة حقيقية لتحقيق استقرار طويل الأمد قائم على التعاون والوحدة واحترام المبادئ الدستورية.

وفي منطقة لطالما قدّرت الاستقرار والاستمرارية والتراث المشترك، تمثل التطورات الأخيرة في طرابلس لحظة تفاؤل حذر—بما في ذلك لدى المسؤولين السعوديين الذين تابعوا هذا المؤتمر عن كثب. فالكثير من المراقبين في العالم العربي، بما في ذلك في المملكة العربية السعودية، سيراقبون باهتمام المسار الذي ستسلكه ليبيا في بحثها عن طريق وطني قائم على الوحدة والاعتدال وتجدد الشعور بالهدف الوطني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق