مرفأ ببنين – العبدة... هل يخرج من دوامة التنظيف الى رحاب الحل الجذري؟ - المصدر 24

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مرفأ ببنين – العبدة... هل يخرج من دوامة التنظيف الى رحاب الحل الجذري؟ - المصدر 24, اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 01:25 مساءً

المصدر 24 - تتواصل اعمال تنظيف حوض مرفأ صيد الاسماك وتعزيله في ببنين – العبدة وهو المرفأ الأكبر على امتداد الشاطئ العكاري، شمال لبنان، من الرمول والنفايات التي تحملها الامواج لتشكل عائقاً كبيراً امام الصيادين الذين يتعذر عليهم ادخال مراكبهم أو اخراجها منه لممارسة اعمالهم اليومية.

 

وتتصاعد في كل موسم مطالبات صيادي الاسماك واصحاب مراكب الصيد وشكاويهم  الى الجهات المعنية ولاسيما منها وزارة الاشغال العامة والنقل  التي تتصرف وفق الامكانات المتاحة.

 

 

صورة جوية حديثة للمرفأ.

 

 

فقد أقرّت هذه الوزارة مشروع التعزيل والتنظيف الذي بدأ العمل به قبل قرابة شهرين، وهو يُنفّذ بهبة قدّمها مرفأ طرابلس، وذلك في أعقاب مراجعات عديدة وجهود حثيثة قام بها رئيس البلدية محمود جوهر، ومخاتير ببنين، وجمعية "أمان"، وتعاونية الصيادين في العبدة.

 

 

المرفأ عام 1994.

المرفأ عام 1994.

 

 

ويتطلّع الصيادون الى انجاز هذه الاعمال قريباً مع الانتهاء من شفط كميات الرمول الكبيرة جداً المتجمعة داخل الحوض الذي يرسو فيه عشرات مراكب الصيد التي تعيل مئات العائلات.

 

وقد استقدمت الشركة المتعهدة آليات حديثة تسمح بالاسراع في اتمام هذه المهمة، بحيث لوحِظ في الأيام الأخيرة التقدّم الكبير الذي سُجّل في عملية تعميق المرفأ وتنظيفه بعد الانتهاء من العمل في مدخل الحوض وخارجه، حيث بدأ الصيادون بالدخول والخروج تدريجاً من دون أي معوقات.

 

وفي هذا السياق، يشير الدكتور عبدالرحيم إبراهيم المتخصص في الجغرافيا الساحلية وعلوم البحار، لـ"النهار"، الى "أن مرفأ العبدة يعاني منذ عقود أزمة متكررة بفعل سوء التخطيط الساحلي وغياب الدراسات الهندسية الملائمة عند إنشائه، ما أدى إلى تراكم الرمال في مدخله وتحوله تدريجاً من منشأة للصيد البحري إلى مصيدة رمال تعوق الحركة وتُثقل كاهل الصيادين في عكار".

 

 

ورشة سنوية.

ورشة سنوية.

 

 

ويلفت الى "أن المرفأ يقع ضمن خليج مفتوح يستقبل رواسب كبيرة مصدرها الأساسي نهر البارد ونهر أبو علي، إضافة إلى رواسب أقدم نتجت في حقبة جيولوجية عندما كان مستوى البحر أدنى بنحو 120 متراً خلال آخر عصر جليدي. هذه الرواسب تتحرك بفعل حركة الأمواج والتيارات الساحلية من الجنوب باتجاه الشمال، فتتكدّس أولًا خلف السنسول ثم تتجه تدريجاً نحو مدخل المرفأ. ومع ضيق المسافة بين السنسول وخط الشاطئ، تتسارع عملية الترسيب، ما يجعل المرفأ بحاجة دائمة الى عمليات تنظيف مكلفة وموقتة لا  تقدم حلاً جذرياً للمشكلة".

 

 

إزالة الرواسب.

إزالة الرواسب.

 

 

ويرى "ان المشكلة لا تتوقف  عند حدود الحوض البحري، فالتغيرات التي أحدثها المرفأ في حركة الرواسب أثرت على الشاطئ المحاذي شمالاً، حيث ازدادت ظاهرة التعرية البحرية، وبلغت ذروتها في تسعينات القرن الماضي مع انهيار الطريق الساحلية الدولية في منطقة العبدة، ما استدعى بناء حاجز إسمنتي لحمايتها. كما ساهمت عمليات  استخراج الرمال البحرية بصورة عشوائية متكررة من دون مراقبة لأغراض تجارية، في تسريع تراجع الشاطئ وإضعاف توازنه الطبيعي".

 

ويشدد على انه "رغم تعدد محاولات تنظيف الحوض البحري، فإن الحلّ الحقيقي يبدأ بإعادة هندسة حركة الرواسب بدلاً من الاكتفاء بمعالجة النتائج المتكررة"، مقترحا في هذا السياق: تمديد السنسول الموازي لليابسة بنحو 300 متر مع تعديل زاوية امتداده لضبط اتجاه حركة الرمال، أو اعتماد حلّ أكثر تكاملاً عبر إنشاء حاجز بحري جديد بطول يقارب 1.5 كيلومتر على مسافة مدروسة من الخط الساحلي، وفق خرائط الأعماق والدراسات الهيدروديناميكية".

 

ويؤكد "أن إنشاء هذا الحاجز لا يمنع الترسيب فحسب، بل يتيح تكوين منطقة بحرية محمية بمساحة تقارب مليون متر مربع يمكن استثمارها في مشاريع تنموية مثل الاستزراع المائي (Aquaculture)، تطوير مرافق الصيد، إنشاء مرافئ فرعية، أو تحويل المرفأ إلى منصة اقتصادية متكاملة تُعيد ربط عكار بدورها البحري التاريخي". 
ويبقى السؤال: هل يبقى المرفأ عرضة للترميم من أجل أن يبقى صالحاً لإيواء مراكب الصيادين فقط… أم يُعاد تصميمه ليبقى حياَ؟

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق