نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"أسود الرافدين" يحررون الفرح العراقي… دراما وانتصار نحو الملحق العالمي - المصدر 24, اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 01:25 مساءً
المصدر 24 - لا يقتصر فوز المنتخب العراقي على نظيره الإماراتي 2-1 على كونه مجرد عبور رياضي إلى الملحق العالمي المؤهل لكأس العالم 2026، بل يتخطى حدود التصفيات إلى حدث ذهب عميقاً في حياة شعب يبحث منذ عقود عن لحظة تجمعه على فرحة نادرة في بلد مثقل بالتحديات.
استعادت مدن العراق، من العاصمة بغداد إلى البصرة، مركز الحدث، والموصل وكربلاء والنجف والعمارة وإقليم كردستان وغيرها، شيئاً من وجهها القديم.
اختطلت الأعراس المونديالية بتجربة افتقدها العراقيون طويلاً، وبشعور بأن بلداً جريحاً لا يزال قادراً على الفرح الجماعي، الذي بدا أقرب إلى رد فعل على سنوات طويلة من القلق والضغوط اليومية.
طغت العفوية على خروج مئات آلاف العراقيين للاحتفال. (وكالات)
أحيا فوز منتخب "أسود الرافدين" مجدداً مساحة صغيرة كانت شبه غائبة في الحياة العراقية، وهي فسحة الأمل.
في تلك المباراة، التي شهدها ملعب "جذع النخلة"، لم يكن المشهد مجرد مواجهة كروية. كان المنتخب العراقي يلعب تحت ضغط آمال ملايين يعيشون في ظروف اقتصادية وأمنية واجتماعية معقّدة؛ وبرغم ذلك، ظهر اللاعبون بتركيز عال وروح قتالية لافتة، ليحوّلوا تعادل الذهاب 1-1 إلى فوز صعب ومستحقّ.
وربما كانت ركلة الجزاء التي سجّل منها أمير العماري هدفاً تاريخياً هي اللحظة الأكثر توتراً وإثارة، ليس فقط لأنها قلبت موازين المباراة، بل لأنها أعادت شحن الجمهور بطاقة كادت تختفي.
هنأ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اللاعبين ووجّه المسؤولين لتكريمهم، مؤكّداً أن الحكومة ستواصل دعم المنتخب حتى نهاية طريق التصفيات، مضيفاً "حرصنا منذ بدء عمل حكومتنا على دعم المنتخب الوطني بمسيرته في التصفيات، وكلنا أمل في أن يحسم شبابنا بطاقة التأهّل، وزرع الفرحة في قلوب العراقيين".
ظهر اللاعبون بتركيز عال وروح قتالية لافتة ليقلبوا الطاولة على ضيوفهم الإماراتيين. (وكالات)
الصورة الأبرز لم تكن في التصريحات الرسمية، بل في الشارع، إذ طغت العفوية على خروج مئات آلاف العراقيين للاحتفال، ما يعكس عمق العلاقة بين العراقيين ومنتخبهم الوطني، وارتباط كرة القدم بما يشعرون به تجاه بلدهم.
وثمة أهمية كبيرة للعودة إلى كأس العالم بالنسبة إلى العراقيين، فهو ليس حدثاً رياضياً فحسب، إنما يرقى إلى رسالة بأن البلاد، رغم كلّ ما مرّت به، قادرة على أن تكون جزءاً من المنصة العالمية، وأن تقدم صورة مختلفة عن تلك التي التصقت بها في الإعلام الدولي طوال سنوات.
فالمنتخب يمثل نافذة أمل لجيل كامل لم يشهد المشاركة العالمية التاريخية عام 1986 بقيادة حسين سعيد والراحلين أحمد راضي والمدرب عمو بابا، وكذلك الجيل من اللاعبين الذي رفع كأس آسيا 2007، ويحلم في رؤية العراق في مونديال جديد يعيد إليه شيئاً من حضوره الإقليمي والدولي.
ولا يعني التأهل إلى الملحق العالمي أن المنتخب وصل إلى ملاعب المونديال في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بعد، لكنه خطوة مهمة في طريق طويل. ويرى اللاعب الدولي السابق صالح سدير السعدون أن الفترة، التي تفصل عن استحقاق الملحق العالمي في نهاية آذار (مارس) المقبل، مهمة وكافية لإعداد المنتخب، تتخللها بطولة كأس العرب في قطر الشهر المقبل. وأضاف في اتصال لـ"النهار" قائلاً "الفوز على الإمارات منح اللاعبين ثقة كبيرة للاعبين والجهاز الفني وكذلك للجماهير، ونأمل من الجميع استغلال هذه الثقة وهذه النشوة"".
وتابع اللاعب المتوج مع أسود الرافدين بكأس آسيا 2007 إلى جانب يونس محمود ونشأت أكرم وغيرهم: "لا شك في أن مباريات الملحق التي ستقام في المكسيك ستكون صعبة على الجميع. لكن الفوز الذي تحقق في البصرة سيغير أشياء كثيرة من حيث فكر اللاعبين والروح المعنوية والاستعدادات، كما سينعم المدرب وكادره المعاون باستقرار أعمق". وأردف "أعتقد أن الفوز جاء في وقت مناسب، وعلى الجميع أن يكون بأفضل جاهزية".
وعلى الضفة الإماراتية، بذل "عيال زايد" جهداً كبيراً وأداء قوياً طوال المباراة، وأظهروا روح المنافسة حتى النهاية. لكن كرة القدم تحسمها اللحظات الحاسمة، والمواجهة كانت محتدمة حتى الرمق الأخير. المنتخبان قدّما كلّ ما لديهما. لكن في هذه الليلة، كانت الفرحة العراقية هي المنتصرة، إذ أظهرت المباراة مرة أخرى أن كرة القدم قد يكون فيها الطرفان لاعبين قويين، لكن في النهاية، لا يمكن أن يكون هناك سوى فائز واحد، وهو من نجح في قلب النتيجة في اللحظات الحاسمة، ليضمن بطاقة الملحق العالمي لكأس العالم 2026.














0 تعليق