نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كاتيوشا المزّة... هل وصلت الرسالة؟ - المصدر 24, اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 06:35 صباحاً
المصدر 24 - صاروخان سقطا في المزّة قرب قصر الشعب في دمشق كانا كفيلين بحمل جملة من الرسائل للسلطات السورية الجديدة. لم تكشف التحقيقات بعد هوية الجهة التي أطلقت الصاروخين، والتكهّنات كثيرة. لكن ما هو مؤكّد أن ثمّة أطرافاً عديدة تستفيد من تهديد القصر الرئاسي وقيادة أحمد الشرع، في ظلّ معادلات سياسية واستراتيجية لم تتزن بعد في سوريا ومحيطها.
سقوط الصاروخين في المزّة حصل بعد ساعات من انضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "داعش". الترجيحات الأولية توجّه الاتهام إلى التنظيم الذي قد يكون خلف العملية في المزّة كرد فعل اعتراضي على خطوة الحكومة السورية. لكن التعمّق في التحليل يشير إلى احتمال استفادة أطراف أخرى من التوقيت المذكور واستهداف دمشق، كإسرائيل أو إيران، أو فصائل داخلية.
أضرار أحد الصاروخين في شقة سكنية بالمزة. (سانا)
لم يتبنَّ تنظيم "داعش" الهجوم، مع العلم بأنّه عادة ما يعلن حينما ينفّذ، لكنه متهم طبيعي بسبب التوقيت. إسرائيل لم تخرج من دائرة الشكوك في ظلّ وجود فصائل مقرّبة منها في سوريا، وقد سبقت عملية الصواريخ أخبارٌ عن فشل المفاوضات بين دمشق وتل أبيب. إيران أيضاً ضمن بنك المتهمين، لكونها تهدف إلى تعميق الشرخ بين السوريين تمهيداً لتقسيم سوريا والعودة إليها من بوابة العلويين والشيعة.
الفصائل التي سبق أن انضوت تحت إطار "هيئة تحرير الشام" والمعارضة السورية ليست خارج نطاق الاتهام أيضاً. لا تستسيغ الكثير من هذه الفصائل الجهادية المتطرّفة سياسات السلطات السورية المنفتحة على الغرب وإسرائيل، وتريد سياسات أكثر تشدداً، ويرغب بعضها في انتزاع السلطة من الشرع، وسبق أن اشتبك بعض هذه الفصائل مع السلطات الحكومية في إدلب قبل أشهر.
من يمتلك الكاتيوشا في سوريا؟
لا تحسم الكاتيوشا هوية الجهة المنفّذة للعملية، لأن هذه الصواريخ متوافرة بكثافة في سوريا ولدى مختلف الفصائل. الصحافي السوري روج موسى يقول إن هذه الصواريخ تعود إلى حقبة الاتحاد السوفياتي، وأيّ قوّة عسكرية قادرة على امتلاكها. "داعش" و"حزب الله" وجبهة "النصرة" والفصائل التي انضوت تحت "هيئة تحرير الشام" و"قسد" كلها تمتلك هذه الصواريخ، والفصائل الدرزية في الجنوب أيضاً.
هل كان القصر الرئاسي مستهدفاً؟
بالعلم العسكري، فإن صواريخ الكاتيوشا ليست "ذكيّة" ولا موجّهة، بمعنى أنها غير قادرة على تحقيق استهدافات دقيقة. لكن موسى الذي يمتلك معلومات عسكرية ميدانية يقول لـ"النهار" إن الصواريخ قادرة على استهداف القصر الرئاسي، لأن من يستهدف منطقة المزّة 86 قادر على استهداف قصر الشعب المحاذي لها والذي لا يبعد أكثر من كيلومترين عنها.
قناة الإخبارية السورية تحدد مكان إطلاق وسقوط صاروخي الكاتيوشا (وكالات)
لا يمكن لموسى الجزم بما إن كان القصر الرئاسي مقصوداً بالصواريخ أم لا، لكنه يتحدّث عن واقع منطقة المزّة. يقول إن البيئة التي تقطن هذه المنطقة تعود إلى المقاتلين وقوات النخبة وعائلاتهم الذين يقيمون بالقرب من القصر الرئاسي لحماية الشرع والتدخّل في حالات الطوارئ. وبالتالي الرسائل تتجه نحو السلطات السورية وجماعاتها.
رسائل الكاتيوشا
الرسائل تعتمد على هويّة الطرف الذي قام بالعملية. قد تكون رسائل من "داعش" ضد سياسات الحكومة السورية وانضمامها إلى التحالف الدولي، وقد تكون رسائل إسرائيلية هدفها الضغط على الشرع. لكن موسى يضيف أنها رسائل يجب أن تؤدي إلى خلاصات مؤكّدة: وجوب توحيد الصفوف السورية الداخلية وتسوية النزاعات المحلية لضبط الأمن الداخلي ثم حلحلة الملفات الخارجية المرتبطة بالمجتمع الدولي.
في المحصّلة، فإن استهداف المزّة كان استهدافاً للسلطات السورية الجديدة، وقد يكون رسائل للشرع أيضاً، الهدف منها القول إن القصر الرئاسي "تحت مرمى الصواريخ". كثيرة هي الأطراف المعترضة على سياسات الحكومة على أكثر من مستوى، وبالتالي أمام الشرع امتحان طويل لتسوية الوضع السوري الداخلي وإنهاء المخاطر المحلية التي تحيط بنظامه.





0 تعليق