شابور ملك الفرس، لمن الرسالة؟ - المصدر 24

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شابور ملك الفرس، لمن الرسالة؟ - المصدر 24, اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 12:55 صباحاً

المصدر 24 - تحدثت هيئة البث العبرية، الإثنين، 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، عن سعي إسرائيل لإسقاط النظام في إيران قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في كانون الثاني/ يناير 2029 .

كذلك نشرت تصريحات لأكثر من مسؤول أمني إسرائيلي، أن "إيران بدأت بإعادة بناء قوتها العسكرية واستأنفت إنتاج صواريخ باليستية متطورة".

إزاء النيات الإسرائيلية لاستهداف نظام المرشد الأعلى في إيران، لم يعد مستغرباً أن يستفيق المتابع على مشهدية استحضرت فيها طهران التاريخ، وأقامت نصباً تذكارياً وسط العاصمة طهران، وسط حضور جماهيري واحتفاء بانتصار تاريخي لملك فارسي على أعداء خارجيين، ضمن خطوات اتخذتها السلطات الإيرانية في أعقاب العداون الإسرائيلي الأخير والذي استمر لمدة 12 يوماً.

 

ويجسد النصب التذكاري وسط العاصمة، الملك الساساني شابور الأول على صهوة جواده، وبجانبه يركع الإمبراطور الروماني فاليريان الذي أسره الحاكم الفارسي في القرن الثالث الميلادي. وتم رفع صورة ضخمة في مكان الاحتفال، تجسد محارباً فارسياً قديماً، وجندياً إيرانياً بزي عسكري حديث، يمسكان الرمح ذاته، رسمت عليه خريطة الجمهورية الإيرانية، وكتب شعار "ستركعون أمام إيران مجدداً".

كردة فعل أولية، يجد المتابع في إصرار طهران على نشر هذه الصورة، في هذا الوقت تحديداً، ربطاً للصراع الإيراني الدائر مع كل من إسرائيل وخلفها الولايات المتحدة، على اعتبار أن الحرب لم تنته بحسب ما زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي ننيامين نتنياهو. فالصورة التي تجسّد عظمة الإمبراطورية الفارسية ألهمت مخيلة الكثير من الذين أعادوا الرسم ولكن بنموذج آخر يتمثل في أن شابور اليوم هو المرشد الأعلى، بينما الإمبراطور فاليريان يتمثل اليوم بالرئيس الأميركي دونالد ترامب. فالرسالة من النصب واضحة، ولكن السؤال من هم الذين سيركعون؟

من الطبيعي أن تكون الرسالة تتوجه إلى أعداء إيران، على رأسهم الولايات المتحدة وإسرائيل، والبعض يجد في خلفية المشهد المملكة العربية السعودية التي رغم التقارب الحاصل مع إيران، إلا أنّ الأمور ليست على ما يرام. هناك الكثير من القضايا الشائكة بين البلدين، والتي تتمظهر في حالة التباعد الحاصل بين المملكة العربية وحركة الحوثيين في اليمن...

الصورة ضبابية فوق النصب، فإيران اليوم تشهد على صراع داخلي على السلطة، والحديث عن مرحلة ما بعد المرشد الأعلى زادها تعقيداً من ناحية ما نقلته صحيفة "كيهان" الإيرانية عن مراقبين إن روسيا تنشئ الآن تحالفات بين قادة الحرس الثوري الإسلامي الكبار والأجهزة الأمنية للتحضير لما بعد المرشد علي خامنئي، ويشيرون إلى أن الهدف هو خلق نموذج في إيران كالذي مكّن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأجهزة الأمن الروسية، من الاستيلاء على السلطة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. وبحسب الصحيفة، لقد تشكل ما يسمى التعاون الاستراتيجي الذي يروج له محبو روسيا في كانون الثاني/ يناير عندما تسربت تفاصيل زيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى موسكو ولقائه بوتين.

وكان الموقع الإلكتروني لوزارة الخزانة الأميركية، أكد في وقت سابق أن خامنئي فوّض بعض مسؤولياته إلى نجله مجتبى. ويعتبر نجل خامنئي من المرشحين المحتملين لخلافة والده، ولكنه ليس المرشح الوحيد، ويواجه منافسة من شخصيات أخرى. فرغم أن منصبه الرسمي يقتصر على العمل في مكتب والده، تشير تقارير إلى أنه يمثل والده بصفة رسمية في بعض الجوانب، ويمتلك نفوذاً وقدرات مالية ضخمة.

هناك جدية للذهاب نحو نقل السلطة في إيران، خصوصاً بعدما لمس النظام الإيراني القائم في حرب الـ12 يوماً، مع الإسرائيلي، أن الروسي لم يكن حليفاً يستند عليه، وهذا ما دفع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، للتعبير عن امتعاض إيراني من الموقف الروسي الذي لم يكن على مستوى الحرب. هذا ما دفع النظام الديني في إيران، إلى إعادة تمتين الحضور في المنطقة من خلال إعادة ترتيب أوراقه من "حزب الله" في لبنان إلى حركة الحوثيين في اليمن، وصولاً إلى دور الميليشيات الشيعية في العراق التي كرسّت حضورها في الانتخابات العراقية.

واضح أن الطريق ستكون مقطوعة أمام التعاون الروسي في مرحلة ما بعد المرشد الأعلى، في حال وصل مجتبى الذي يعمل على تمتين الحضور من خلال الدولة العميقة التي يشكل أحد أركانها، الأمر الذي قد يضعه في مواجهة جدية مع موسكو. فأمام هذا السيناريو المحتمل وفي ظلّ التصعيد الغربي حيال روسيا، من خلال رفع مستوى العقوبات عليها، واضح توجه النظام الحالي لتهدئة الجبهة مع واشنطن من خلال العودة إلى طاولة المفاوضات، وفي ظل حاجة روسيا إلى الاقتصاد الإيراني لتمويل حربها، هل سيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الإمبراطور فاليريان؟ أم ستنزلق الأمور، بعد رحيل خامنئي نحو صراع على السلطة مع دخول معارضي النظام والحرس الثوري معاً، ما يعزز من رفع نصب الإمبراطور داريوس الثالث، الذي شهدت إمبراطوريته فوضى وسقوطاً؟

 

-المقاربة الواردة لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة "النهار" الإعلامية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق