نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قرى اختارت الانعزال عن التكنولوجيا في عصر الرقمنة - المصدر 24, اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 12:55 صباحاً
المصدر 24 - في زمنٍ يهيمن فيه الذّكاء الاصطناعيّ والتطبيقات الرقمية على تفاصيل حياتنا اليومية، ثمة قرى ومجتمعات اختارت أن تسلك طريقًا معاكسًا تمامًا، فتقيد استخدام التكنولوجيا الحديثة أو تنأى عن شبكة الإنترنت نهائيًا، لتعيد اكتشاف البساطة والاستقلال الذاتي والاتصال المباشر مع الطبيعة.
قري منعزلة عن التكنولوجيا
Matavenero – إيكوفيلج إسباني
تقع هذه القرية في شمال غرب إسبانيا ضمن منطقة جبلية منعزلة، وقد أُحييت في أواخر الثمانينات من قبل مجموعة من الأشخاص الباحثين عن نمط حياة بديل ومستدام. يعيش السكان في منازل حجرية أو مبنية من مواد معاد استخدامها، ويزرعون محاصيلهم بأنفسهم، مع اعتماد محدود على الكهرباء. وصول الزائر إلى القرية صعب، ويستلزم السير لمسافات طويلة، ما يجعلها نموذجًا حيًّا للعيش بعيدًا عن الإيقاع الرقمي السريع. فلسفة سكانها ترتكز على الحرية والمسؤولية الشخصية، مع تركيز على الاكتفاء الذاتي والعيش بتناغم مع البيئة.
Slab City – مجتمع الصحراء في كاليفورنيا
تُعرف هذه القرية بأنها "آخر مكان حر"، وتقع في صحراء سونوران في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. يضم المجتمع فنانين وأشخاصًا يرغبون في الابتعاد عن قواعد الحياة التقليدية. لا تعتمد القرية على شبكة كهرباء مركزية، ويستخدم بعض السكان الطاقة الشمسية أو مولدات بسيطة. رغم بساطة البنية التحتية، تحتضن القرية أعمالًا فنية، مكتبة، وأماكن للتجمع، ما يجعلها مجتمعًا حرًا ومستقلاً عن التكنولوجيا الحديثة إلى حد كبير.
Lammas Ecovillage – ويلز
تتبع هذه القرية نهجًا منخفض التأثير البيئي، وتعيش خارج شبكة الكهرباء التقليدية. يعتمد سكانها على الطاقة الشمسية ومصادر متجددة، ويعيشون في منازل مبنية من مواد طبيعية. تهدف Lammas إلى تقديم نموذج حياة مستدامة بيئيًا بعيدًا عن الاستهلاك الرقمي المكثف، مع تحقيق التوازن بين الإنسان والطبيعة.
Tinker’s Bubble – جنوب إنجلترا
يقع هذا المجتمع البديل في Somerset، وهو نموذج حي للعيش خارج أساليب الحياة الحديثة. يمنع استخدام الوقود الأحفوري ويقلل الاعتماد على الطاقة الكهربائية التقليدية، مع الاعتماد على الكهرباء الشمسية بجهد منخفض. كما تتسم منازل القرية بالبساطة والبناء الطبيعي، ويحرص السكان على الحد من الأثر البيئي وممارسة الزراعة العضوية.
Living Energy Farm – فيرجينيا
تسعى هذه المزرعة والمجتمع البديل إلى العيش على طاقة منخفضة والاكتفاء الذاتي. يعتمد سكانها على الطاقة الشمسية البسيطة ويزرعون طعامهم بأنفسهم، بعيدًا عن محطات الكهرباء العامة. ويتميز المجتمع بالتركيز على الاستدامة البيئية والعيش البشري المسؤول، ما يجعله نموذجًا عمليًا للتوازن بين الإنسان والطبيعة بعيدًا عن التكنولوجيا.
أسباب الانعزال الرقمي
البساطة والعودة للطبيعة: يسعى سكان هذه القرى إلى حياة أكثر اتصالًا بالبيئة وبأساسيات الحياة بعيدًا عن الاستهلاك الرقمي. الاستقلال الذاتي: الاكتفاء الذاتي في الغذاء والطاقة والمياه يقلل الاعتماد على الشبكات الحديثة. القيم البيئية: حماية البيئة، تقليل البصمة الكربونية، واعتماد الطاقات المتجددة هي عناصر أساسية في فلسفة حياتهم. الحرية المجتمعية: تمنح المجتمعات انعزالها حرية أكبر في تنظيم حياتها بعيدًا عن القيود التكنولوجية الحديثة.التحديات في الانعزال الرقمي
صعوبة التواصل مع العالم الخارجي: الانعزال يجعل الوصول إلى القرية أو الحصول على الخدمات أمرًا صعبًا. التمويل والبنية التحتية: إنشاء مجتمع مستدام يحتاج إلى موارد مالية كبيرة لإقامة أنظمة الطاقة والمياه البديلة. الاستمرارية: الحفاظ على هذا النمط الحياتي طويل المدى يمثل تحديًا خاصة مع تغير الأجيال. التوازن بين الانعزال والمشاركة: يحتاج السكان أحيانًا إلى التواصل مع العالم الخارجي لأغراض التعليم أو التجارة أو استقبال الزوار.رغم كل الصعوبات، تظل هذه القرى مثالًا حيًا على قدرة الإنسان على الابتعاد عن الضغوط الرقمية، وإعادة صياغة حياته وفق أسس الاستدامة والبساطة والحرية، لتثبت أن التكنولوجيا ليست دائمًا الطريق الوحيد للعيش الكريم.


















0 تعليق