الصباح الساحر - المصدر 24

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصباح الساحر - المصدر 24, اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 12:35 مساءً

المصدر 24 - ‏ريمون مرهج

 



‏عند بزوغ الفجر انطلق في عربته مع شعاع الشمس الناعمة على الطريق المعتاد والذي يمر بالقرب من قصر الملكة الفاتنة، هناك يتوقف قليلاً لينظر نحو الشرفة عله يشاهدها ولو من البعيد، فلقد كانت هي حبيبته وملاكه الدائم القريب البعيد والذي ممنوع عليه الاقتراب منها، فلا تقاليد المجتمع تسمح بذلك، ولا ظروف حياتهما تجيز لهما اللقاء، لكن في ما بينهما حب عظيم طاهر تكلل باتحادهما بروح واحدة للأبد. 
‏في هذا الصباح وكالمعتاد كما كل يوم تمهل في سيره حينما شارف على الوصول أمام مملكتها  وقد اعتراه حدس غريب شعر بموجبه أنه سيراها بالصدفة ولو لبرهة من الزمن. وكانت المفاجأة الكبرى، فها هي أمامه على سطح مقصورتها تتنقل بخطوات بطيئة وتنظر بخفة من طرف عينيها نحو الطريق حيث يمر توأم روحها بعدما سمعت ضجيج عربته فأدركت أنه وصل. كان جمالها باهراً ساحراً اختلط قدها مع نور الشمس المشرقة من وراء الجبال ولوّن وجهها ببريق خلاب بهي فزاد على جمالها رونقاً وروعة، وأدهشت روحه بأنوثتها الفاتنة حينما مشطت شعرها الأسود البديع الآسر الأخاد  بأصابع يديها وجعلته يتدلى على كتيفيها  كشلال ساحر، ولكي لا يعتقد أنها أطلت لرؤيته بادرت على عجلة تلملم أغراضاً وحاجياتٍ لها وتضعها في قفة كانت بقربها ثم تسرق النظر بطرف عينها كي تدرك إن كان قد رآها وتأملها ولو من مسافة بعيدة نسبياً. 

 

 

 

‏توقف الزمن عنده واعتراه شعور الحب الجميل الذي كانت روحه ظمآنة لارتشافه بعد غربة طويلة، وانساب في عروقه فرح كبير وقوة عظيمة كانت قد رحلت من أعماقها بعد رحيلها عنه، بعد آخر لقاء سري كانا فيه معاً. لقد استيقظ الفتى المفتون بها المجنون بحبها من سبات عميق، كيف لا وقد شاهد أمامه تلك الصبية الصغيرة الجميلة ذات الروح الفاتنة البريئة تقفز من أعماق جسدها لتلاقيه من البعيد وتهتف له بسكون مهيب، بلغة الروح الصامتة وبنظرات مقلتيها: أحبك يا ملاك قلبي. فرد بإحساسه حينما نظر نحوها وتأمل بشغف في وجهها ولو لهنيهة خاطفة: أحبك للأبد وأحترمك حتى الموت وأتنفس من فكرك ونبضات الحنان من فؤادك عبير الحياة وشذى الوجود. 
‏في تلك البرهة من الزمن تجدد رابط روحهما وارتوى حبهما الوجداني الطاهر القوة والإرادة للبقاء معاً وانتعش الأمل في قلبيهما معلناً للسماء والأرض أن ما يربطهما أعمق من البحار والمحيطات وأعلى من قمم الجبال وأزلي ابدي لا يفقهه إلا اثنان في هذا العالم: هي وهو فقط. فجأة سمعا صوتاً من الفضاء يردد: أنا هو وهو أنا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق