"الإسلام هو الحل"… شعار "ناري" منحسر يعود لواجهة السجالات بمصر مجدداً - المصدر 24

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الإسلام هو الحل"… شعار "ناري" منحسر يعود لواجهة السجالات بمصر مجدداً - المصدر 24, اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 06:35 مساءً

المصدر 24 - رغم تراجع شعار "الإسلام هو الحل" الذي رج به الإسلاميون شوارع مصر وحركوا مشاعر مواطنيها المسلمين، في حقبة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، إلا أن أصداءه لا تزال حاضرة بقوة، تتردد في وجدان الكثير من المصريين وعقولهم، وإن كان هذا الشعار الذي يدغدغ المشاعر الدينية، بات يختلط بمياه كثيرة جرت في بحور السياسة بمصر والمنطقة، ما جعله محور شك وإعادة تفكير وتقييم، بالنسبة لكثيرين.

وربما لعبت الصدفة دوراً محورياً، خلال اليومين الماضيين، لتجعله يخرج مجدداً من المساحات الشخصية إلى الفضاء العام، لكن  هذه المرة، ظهر بعيداً عن حملات الانتخابات البرلمانية التي يخوضها "الإخوان المسلمون" والسلفيون، وسمع بأصوات هادئة لا تشبه هتافات الإسلاميين الصاخبة، ومن دون عبارات السب والتكفير للمخالفين.

 

مفارقة لافتة
عاد الشعار هذه المرة في لقاءين إعلاميين هادئين لمفكرين كبيرين، ربما يعتبرهما كثيرون متناقضين في أفكارهما وتوجهاتهما السياسية.

اللقاء الأول، بودكاست "الحل إيه" الذي تقدمه الدكتورة رباب المهدي مديرة مشروع "حلول للسياسات البديلة" في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وكان ضيفها هو المفكر الإسلامي الدكتور سليم العوا.

 

مشهد من بودكاست "الحل ايه"

 

عنوان البودكاست هو "إشكاليات الإسلام السياسي". لم يتطرق الحوار صراحة إلى شعار "الإسلام هو الحل"، إلا أن المفارقة هي أن العوا الذي انتقد الكثير من أفكار الإسلاميين خلال حديثه، وأكد على أن الإسلام لم يحدد نظاماً للحكم، هو نفسه صاحب هذا الشعار "الناري" الذي استغله الإسلاميون لعقود، لهزيمة خصومهم السياسيين "بالضربة القاضية"، في حلبة التنافس وبدعم من الجماهير "المتدينة بطبيعتها".

اللقاء الثاني كان في برنامج "كل الكلام" على قناة "الشمس" للإعلامي عمرو حافظ، وضيفه الروائي والمفكر المصري الدكتور يوسف زيدان، الذي اعتبر أن هذا الشعار -بجانب شعارات مقابلة أخرى، مثل "العلمانية هي الحل"، و"الديموقراطية هي الحل"- صكت لأن من صاغوها اعتبروا أن الجماهير ساذجة، ويسهل خداعها. 

وأشار  زيدان إلى أن من استغلوا ذلك الشعار، علموا مقدماً أن الجمهور سيصدقه، من دون تحديد ما المقصود بـ"الإسلام"، وعلى أي مذهب سيتم الحكم، ومن غير تشخيص المشكلات المطلوب حلها من الأساس، ومن ثم تحديد الدواء المناسب لها.

 

 

خطة الأخطبوط
ويرى المحلل السياسي الدكتور عمرو حسين أن حركات الإسلام السياسي في الدول العربية، لم تنته بعد، وهي حريصة على بقاء أفكارها، لذا تعمل من خلال "خطة الأخطبوط". 

ويقول حسين لـ"النهار" إن الإسلاميين حريصون على البقاء بأفكارهم ومعتقداتهم، وأولها "الإسلام هو الحل"، حتى لو تعرضوا لضربة قاصمة، مثلما حدث في ثورة 30 حزيران/يونيو 2013 التي أطاحت حكم "الإخوان" من السلطة في مصر.

ويضيف: "إنهم يستخدمون الدين في دغدغة مشاعر الشعوب، والشعارات الدينية تحرك مشاعر المصريين، فهو متدين بطبيعته".

وتابع: "على سبيل المثال، لم يتقبل المصريون الإسكندر الأكبر، إلا حينما قال لهم إنه تحدث مع الإله آمون، وزار معبده بواحة سيوة".

رغم ذلك، يعتقد المحلل السياسي أن "الإسلاميين لن يستطيعوا أن يخدعوا الشعب، مرة أخرى، فقد أصبح المصريون واعين، بعدما لاحظوا في فترة حكم  الإسلاميين، أنهم حريصون على تجريده من هويته، لذا ثار الشعب عليهم في 2013 وأسقط حكمهم، ولن يقبل بعودتهم مرة أخرى".

 

 استغلال الشعارات
ويقول الباحث المتخصص في حركات الإسلام السياسي منير أديب لـ"النهار" إن "المشكلة تكمن في توظيف هذا الشعار لأهداف سياسية، وهنا تبدو الخطورة في استخدام الدين لتوطين هدف سياسي أو أيديولوجي". 

ويعتقد أديب أن رفع شعار "الإسلام هو الحل" لتحقيق أهداف سياسية، له تأثير سلبي يمس الدين نفسه في الأساس.

وتشير تقارير ومعلومات عدة إلى أنه بعد استحواذ "الإخوان المسلمين" وحلفائهم السلفيين المتشددين على الحكم في مصر، حدثت هزة في معتقدات الكثير من الشباب الذي كانوا يعتقدون أن هؤلاء يطبقون الشريعة، بينما كانت سلوكياتهم مغايرة ويشوبها التشدد والتعدي على الخصوم.

 وتزايدت حدة تلك الموجة مع إعلان ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، وسيطرتها على مساحات شاسعة من العراق وسوريا، وادعائها بأنها تطبيق "شرع الله" هناك، فتحولت نسبة غير معلومة من الشباب المصري إلى اللادينية أو الإلحاد، نتيجة الجرائم الدموية التي ارتكبها التنظيم هناك، قبل أن يتمكن التحالف الدولي من هزيمته.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق