نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تيك توك ضد إنستجرام بمصر: صراع منصات يعيد رسم خريطة المحتوى الرقمي - المصدر 24, اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 10:00 مساءً
المصدر 24 - تشهد الساحة الرقمية في مصر حالة غير مسبوقة من المنافسة بين منصتي الفيديو القصير الرائدتين، تيك توك وإنستجرام، حيث أصبح السباق على جذب انتباه الشباب والمستخدمين الأكثر نشاطًا في البلاد أكثر احتدامًا من أي وقت مضى.
وبينما يحاول كل طرف أن يفرض نفسه كوجهة رقمية أساسية، يبرز السؤال المركزي: هل هذه المنافسة مجرد سباق للانتباه أم أنها تعكس تحولًا عميقًا في طبيعة المحتوى الرقمي المصري وطريقة استهلاكه وإنتاجه؟
صعود تيك توك وسيطرته على الشباب
تيك توك أصبح منصة مفضلة للشباب المصري الذين يبحثون عن محتوى قصير، ترفيهي، تفاعلي، سريع الاستهلاك، حيث يتيح التطبيق الفرصة للجميع للتألق، سواء عبر الرقص والموسيقى، أو عبر تقديم مهارات حياتية ومحتوى تعليمي سريع.
هذه السيطرة على الوعي الشبابي أثارت قلق بعض الجهات الرسمية حول محتوى “غير لائق” أو الانحرافات الرقمية، وفي الوقت نفسه، وفر تيك توك مصدر دخل اقتصادي لبعض صناع المحتوى، خصوصًا من الفئات المهمشة الذين لم يجدوا فرصًا مماثلة في الوظائف التقليدية.
إنستجرام وتحديثات البحث لمنافسة الفيديو القصير
ردًا على صعود تيك توك، شرعت إنستجرام في تطوير أدوات جديدة مثل تحسين ميزة البحث، واعتماد خوارزميات جديدة لتوصيل الفيديو القصير للجمهور، بما يجعل المنصة أكثر تنافسية في جذب انتباه الشباب.
هذا التحرك يعكس رؤية استراتيجية واضحة لإعادة تعريف المحتوى الرقمي: حيث لم يعد التركيز فقط على الصور الثابتة أو النصوص، بل على إنتاج محتوى مرئي جذاب ومباشر، يواكب سرعة العصر الرقمي ويترجم الثقافة الشبابية المحلية إلى صيغ رقمية قابلة للمشاركة الفورية.
سباق الانتباه وتغيير خريطة التأثير الرقمي
المنافسة بين المنصتين في مصر ليست مجرد منافسة تجارية، بل هي إعادة ترتيب لخريطة التأثير الرقمي، حيث يحدد المحتوى القصير من سيصبح “نموذجًا اجتماعيًا” يُحتذى به، ومن يفرض نفسه كرمز للشهرة الرقمية.
هذه الديناميكية تعكس تحوّلًا في القيم الاجتماعية للشباب المصري، إذ لم تعد الدراسة أو الوظيفة التقليدية وحدها مقياسًا للنجاح، بل أصبح عدد المشاهدات، التفاعلات، والمتابعين جزءًا لا يتجزأ من تقييم القوة الرقمية والشعبية.
أبعاد مستقبلية وتحليل نقدي
يبقى السؤال الكبير: هل هذه المنافسة تؤدي بالفعل إلى تحسين جودة المحتوى الرقمي في مصر، أم أنها تحول الشباب إلى مستهلكين سريع الانتباه وغير نقديين، ينجذبون للترفيه اللحظي دون وعي بالقيم الثقافية أو التعليمية؟ التحليل يشير إلى أن المنصات الرقمية في مصر لم تعد مجرد وسيلة تواصل، بل أصبحت أدوات لتشكيل الوعي الجماهيري وإعادة تعريف الهوية الرقمية، وفي هذا السياق، يتحتم على صناع المحتوى والمستخدمين على حد سواء أن يتعاملوا مع هذا التحول بوعي نقدي ومسؤولية.
صراع تيك توك وإنستجرام في مصر يتجاوز مجرد السباق على الشعبية، ليصبح انعكاسًا لمرحلة جديدة من التحول الرقمي والثقافي في المجتمع، حيث تتغير طرق التعبير، القيم، ومؤشرات النجاح، مع بروز منصات تفرض نفسها كأدوات تأثير هائلة، تؤكد أن المحتوى الرقمي لم يعد مجرد وسيلة ترفيه، بل أصبح عاملًا مركزيًا في إعادة رسم البوصلة الاجتماعية والثقافية للشباب المصري.

















0 تعليق