داني الغفري المتحدث باسم اليونيفيل لـ"صوت الأمة": الجيش اللبناني شريكنا الاستراتيجي في منطقة عملياتنا جنوب نهر الليطاني.. والحل العسكري ليس خياراً - المصدر 24

صوت الامة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
داني الغفري المتحدث باسم اليونيفيل لـ"صوت الأمة": الجيش اللبناني شريكنا الاستراتيجي في منطقة عملياتنا جنوب نهر الليطاني.. والحل العسكري ليس خياراً - المصدر 24, اليوم السبت 15 نوفمبر 2025 10:15 مساءً

المصدر 24 -  

استمرار الغارات الإسرائيلية يهدد المدنيين.. والقرار 1701 الأكثر فعالية لمعالجة الوضع والسعي لتسوية طويلة الأمد

نرصد الخروقات بحياد تام ونرفع تقارير دورية إلى مجلس الأمن.. وندعو إلى وقف فوري للهجمات والانتهاكات

 

 

في ظل التصعيد المستمر على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وما يشهده جنوب لبنان من خروقات متكررة للقرار الأممي 1701، تبرز المخاوف من انزلاق الوضع نحو مواجهة واسعة تهدد الاستقرار الذي تحقق على مدى أكثر من 17 عامًا.

وفي هذا السياق، أجرت "صوت الأمة" حوارًا خاصًا مع المتحدث الرسمي باللغة العربية باسم قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) داني غفري، الذي أكد أن القرار الأممى 1701 لا يزال يشكل الإطار الأكثر فعالية لمعالجة الوضع الراهن، مشددًا على ضرورة التزام جميع الأطراف ببنوده وتجنب أي تصعيد عسكري قد يعيد المنطقة إلى ما كانت عليه قبل نوفمبر 2024.

"غفري" تحدث بصراحة عن الوضع الأمني المتوتر في الجنوب، وعن دور اليونيفيل في رصد الانتهاكات وتنسيق الجهود مع الجيش اللبناني، كاشفًا عن أبرز التحديات الميدانية والإنسانية التي تواجهها القوات الدولية، ومؤكدًا في الوقت نفسه أن "الحل العسكري ليس هو الحل" وأن المسار الدبلوماسي يبقى الطريق الوحيد لضمان الاستقرار الدائم. وإلى نص الحوار.

 

كيف تصف الأوضاع الأمنية الراهنة في جنوب لبنان في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار؟

الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل متوتر، فهناك تزايد في الهجمات اليومية والتوغلات وهذا أمر مقلق، لأن أي عمل عسكري وخاصة إذا كان له نطاق تدميري قد يهدد سلامة المدنيين وقد يقوض التقدم المحرز نحو حال سياسي ودبلوماسي منذ تفاهمات وقف الأعمال العدائية التي حصلت في نوفمبر 2024.

 

ما الإجراءات التي تتخذها قوات اليونيفيل لمواجهة الأعمال العدائية الإسرائيلية المتكررة على طول الخط الأزرق؟

اليونيفيل موجودة في جنوب لبنان بناء على تكليف من مجلس الأمن، ومهمتنا هي دعم تنفيذ القرار 1701 وتحمل لبنان وإسرائيل بصفتهما طرفي القرار المسؤولية الأساسية بتنفيذه بالكامل، ونحن هنا لدعمهما بالوفاء بالتزاماتهما من خلال رصد الانتهاكات بحيادية ودعم الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها على أراضي جنوب لبنان.

 

ما أبرز التحديات الميدانية واللوجستية التي تواجه مهام اليونيفيل في مناطق انتشارها جنوب لبنان؟

يواجه قوات حفظ السلام التابعين لليونيفيل واقعاً مدنياً صعباً في جنوب لبنان نتيجة الدمار الكبير ونتيجة التوترات والانتهاكات الشبه يومية لقرار 1701، لذلك ندعو الأطراف إلى الالتزام بتنفيذ هذا القرار الأممي والالتزام بوقف الأعمال العدائية من أجل أن نتمكن من دعمهم بطريقة فعالة في تنفيذ هذا القرار.

 

أشرتم في كثير من تصريحاتكم إلى أن "الحل العسكري ليس الحل"، هل هناك مبادرات دبلوماسية جديدة تدعمها الأمم المتحدة حالياً لتخفيف التوتر بين لبنان وإسرائيل؟

هناك حاجة ملحة لتجنب أي تصعيد عسكري إضافي، ونحن نحث أطراف على الوفاة بالتزاماتها بموجب القرار 1701، وبموجب تفاهمات وقف الأعمال العدائية المبرمة العام الماضي، كل هذه الأليات موجودة خصيصا لتسوية المخاوف ومنع أي لجوء أحادي إضافي يؤدي إلى العنف، ونحن نساعد من خلال آلية الارتباط والتنسيق لوقف أي أعمال تهدد المنطقة، حيث نتواصل مع الأطراف لمحاولة تخفيض التوتر ووقف التصعيد.

 

إلى أي مدى تؤثر الغارات الإسرائيلية على قدرة الجيش اللبناني في تنفيذ مهامه وعلى سلامة وأمن المدنيين جنوب نهر الليطاني؟

الغارات الإسرائيلية قد تؤثر على قدرة الجيش اللبناني فى استكمال انتشاره، وحالياً يستمر تواجد الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية وما فيها في المواقع الخمسة وفي مناطق عازلة، ولذلك طلبت الأمم المتحدة من إسرائيل الانسحاب من هذه المواقع لتمكن الجيش من بسط سلطة الدولة على كامل منطقة جنوب الليطاني.

الغارات التي نشاهدها في المرحلة الأخيرة ذات واقع تدميري كبير وقد تكون خطرة على سلامة المواطنين وتهدد حياتهم والبنية التحتية في المناطق التي يعيشون بها ولذلك يجب التوقف فوراً عن أي من هذه الأعمال.

 

كيف تقيّم دوافع إسرائيل في تبرير هجماتها على جنوب لبنان بحجة استهداف بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله؟

على جميع الأطراف التزام بتنفيذ القرار 1701 وتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي توصلوا إليه في نوفمبر من العام الماضي، وهذه الأليات موجودة خصيصاً من أجل مساعدة الأطراف على خفض التوتر وعدم اللجوء بشكل أحادي إلى العنف.

 

برأيك، ما الانعكاسات السياسية لاستمرار إسرائيل في خرق اتفاق وقف إطلاق النار وانتهاك القرار الأممي 1701 على جهود التهدئة والحل الدبلوماسي؟

ما نخشاه هو أن يؤدي تزايد الهجمات والتوغلات إلى تقويض التقدم المحرز والذي نراه منذ نوفمبر 2024، وقد أعاد الجيش اللبناني انتشاره في منطقة جنوب الليطاني ويقوم بحصر السلام وتفكيك أي بنية عسكرية أو تحتية في المنطقة، الخشية أن يتم إفشال التقدم المحرز نحو الحل السياسي والدبلوماسي، لذلك ندعو إسرائيل إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات ولجميع الانتهاكات لقرار 1701، كما نحث الجهات الفاعلة اللبنانية عن الامتناع عن أي رد يؤجج الوضع العسكري في جنوب لبنان.

 

كيف يجري التنسيق الميداني بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني في ظل إعادة انتشار الوحدات العسكرية اللبنانية قرب الحدود الجنوبية؟

بخصوص التنسيق مع الجيش اللبناني، تعمل اليونيفيل بشكل وثيق مع الجيش اللبناني يومياً لبسط الاستقرار في منطقة الجنوب اللبناني، فالجيش اللبناني هو شريكنا الاستراتيجي في منطقة عملياتنا جنوب نهر الليطاني، لقد بنينا معه علاقة قوية ومستمرة من خلال العمل بدوريات مشتركة، وتدريبات ونساعده منذ نوفمبر 2024 على إعادة انتشار قواته في منطقة عمليات اليونيفيل جنوب لبنان.

 

هل تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية مؤشرات على احتمال توسع رقعة المواجهات أو انزلاق الوضع نحو تصعيد شامل؟

نعرب عن قلقنا من أن استمرار الهجمات والانتهاكات للقرار 1701 قد يؤدي إلى تصعيد يعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل نوفمبر 2024، وهو أمر يجب تجنبه. لذا، نؤكد على أهمية التزام جميع الأطراف بتنفيذ القرار 1701 بشكل كامل، واحترام التزاماتهم بموجبه، حفاظًا على التقدم المحقق ومنعًا لأي تدهور في الوضع القائم.

 

كيف توثق اليونيفيل الخروقات والانتهاكات الميدانية، وما الآليات المتبعة لرفعها إلى مجلس الأمن الدولي؟

تعمل قوات اليونيفيل في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، حيث نقوم برصد ما يجري هناك والإبلاغ عنه بكل حيادية وشفافية، هذا يشكّل جوهر مهامنا، أي مراقبة تنفيذ القرار 1701 وتوثيق أي انتهاكات له أو للخط الأزرق، ورفع التقارير ذات الصلة إلى مجلس الأمن.

كما نعد تقارير دورية ترفع إلى مجلس الأمن بشأن تنفيذ القرار وأي خروقات أو انتهاكات تُسجّل في المنطقة. ومن خلال آلية الارتباط والتنسيق، نحافظ على تواصل مستمر مع الطرفين بهدف تخفيف التوتر ومعالجة أي سوء فهم قد يؤدي إلى عواقب لا يرغب بها أحد.

 

ما الخطوات التي يمكن أن يتخذها مجلس الأمن للحد من الانتهاكات في جنوب لبنان وضمان احترام القرار 1701؟

مجلس الأمن في قراره في أغسطس 2025 دعا الطرفين إلى الالتزام بمسؤوليتهما، وحث الحكومة اللبنانية إلى بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها ومنها جنوب الليطاني، كما أكد على ضرورة أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي ما زال متواجداً فيها شمال الخط الأزرق والمناطق العازلة التي أقامها بالإضافة إلى وقف أي هجمات قد تهدد الاستقرار الهش وتعيد المنطقة إلى التصعيد مجدداً.

 

ما الرسالة التي تود قوات اليونيفيل توجيهها إلى سكان الجنوب اللبناني في ظل التوترات الأمنية المتصاعدة؟

رسالتنا إلى سكان جنوب لبنان أننا نعمل ليلا نهاراً بجانب الجيش اللبناني في مناطق عملياتنا لإعادة الاستقرار، والهدف هو تمكين المدنيين من العودة إلى قراهم، والهدف أن يتمكن المدنيين على جانبي الخط الأزرق من العيش من دون خوف، نحن نواصل دعم إعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان ونقدم كل ما في استطاعتنا من مساعدات إلى السكان المدنيين.

 

هل يمكن القول إن قرار مجلس الأمن 1701 ما زال صالحًا للتطبيق في ظل الظروف الراهنة، أم أن الحاجة باتت ملحّة لتحديث أو تعديل بنوده؟

لقد واجه القرار 1701 تحديات كبيرة خلال النزاع الأخير، ومع ذلك يظل هذا القرار الإطار الأكثر فعالية لمعالجة الوضع الراهن والسعي نحو تسوية طويلة الأمد، فقد أسهم في تحقيق استقرار نسبي دام لأكثر من سبعة عشر عامًا، بفضل التزام جميع الأطراف بأحكامه.

ومن المهم اليوم أن يجدد كل من لبنان وإسرائيل التزامهما بهذا القرار قولًا وفعلًا، لأن نجاح تنفيذه يعتمد في الأساس على تعاون الدولتين، وستواصل اليونيفيل من جانبها تقديم كل دعم ممكن لتعزيز هذا الالتزام والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق